التلمسانيون خلال فترات الحر ...

رحلة بحث عن المياه بين المنابع النقية

رحلة بحث عن المياه بين المنابع النقية
  • القراءات: 2066
❊  (و.ا) ❊ (و.ا)

اعتاد التلمسانيون، خاصة في فترات الحر الشديد، البحث عن مياه المنابع، حيث لا يترددون في القيام برحلات طويلة للتزود بهذه المادة الحيوية. ففي بداية كل ظهيرة، يتوجه العديد من المواطنين، مصحوبين بدلاء وقارورات وأدوات أخرى، نحو مختلف المنابع بعاصمة الزيانيين، بحثا عن مياه طبيعية نقية قادرة على إخماد عطشهم.    

 

أكد مواطنون على جودة هذه المياه التي تعتبر أفضل بكثير من تلك الموجودة في الحنفيات، حيث تستخدم هذه المياه لإطفاء العطش وفي إعداد الأطباق وغيرها من الاحتياجات المنزلية. يعود اسم تلمسان إلى كلمة بربرية تلماس أو جيب الماء، حسب بعض المختصين الذين يصفونها بـ«مدينة المنبع و«برج المياه للجهة الغربية، حيث ظهرت مياه المنابع في جميع أنحاء الولاية.

من أكثر المنابع شهرة؛ المنصورة التي يتم اليوم استغلالها تجاريا إلى غاية سبعينيات القرن الماضي، زودت عشرات الحنفيات المركبة من قبل مالك الأرض، السكان الذين يتوجهون بالسيارات ذهابا وإيابا وبدون توقف، لجودة مياهها ونقاوتها. وقد تم التخلي اليوم عن هذا المكان، لتبقى الحنفيات شاهدة على موقع جاف.  تعتبر تلمسان الواقعة على ارتفاع 800 متر فوق سطح البحر، موطنا لمصادر مياه في أعلى النهر، بالنظر إلى عدم تأثرها بالتلوث، وهو حال المنطقة المسماة منبع ساري الذي يكثر الإقبالا عليها، والذي يقع في فضاء طبيعي مظلل،  حيث تتدفق مياه الجبل على مدار السنة.

تتبعها منطقة العطار، وهي اسم قرية تقع على هضبة لالا ستي. وباتجاه بلدية  ترني بني هديل عبر طريق سد المفروش، نجد منبع سيدي حفيف التلمساني ـ الذي يحمل اسم رجل صالح ـ، الذي يتميز بمياه ذات جودة عالية تجذب المواطنين من جميع أنحاء الولاية.

بالعودة إلى تلمسان، نجد منابع أخرى، على غرار سيدي بوسحاق، بالقرب من قرية الأيباد التي تحتضن مسجد وضريح سيدي بومدين شعيب، حيث يحضر العديد من المواطنين خلال فترة الظهيرة، لملء الدلاء بهذه المياه التي تُطرح حولها العديد من التساؤلات، بسبب تلوثها المزعوم.

تحتوي عين الحوت، وهي قرية علمانية تقع أسفل مدينة تلمسان، على منبع مائي، إلا أن مصالح النظافة لبلدية شتوان أعلنت عن أن المورد المائي غير صالح للشرب، بسبب اتصاله بالمياه الملوثة، واليوم لم يبق سوى الحوض الموجود عند مدخل القرية الذي تعد مياهه موطنا للأسماك العذبة التي تشهد على اسم هذه المنطقة.

تواصل مصالح النظافة والصحة للولاية حملتها التحسيسية لفائدة المستهلكين،   تخص عدم استهلاك مياه بعض المنابع، آخرها عين الحجار التابعة لبلدية الحنايا (11 كلم عن تلمسان) التي أعلن عن أنها غير صالحة للشرب من قبل البلدية.