طباعة هذه الصفحة

بعد فشل بلدية خنشلة في رفع النفايات

تنظيم مسابقة لأنظف حي بعاصمة الولاية

تنظيم مسابقة لأنظف حي بعاصمة الولاية
  • القراءات: 2377
ع.ز ع.ز

يعاني سكان مختلف بلديات ولاية خنشلة من فوضى في خدمة رفع القمامة المنزلية عبر مختلف شوارع المدن الرئيسة والعديد من الأحياء السكنية بها، بعد مشكل انتشار النفايات على قارعة الطريق عبر عدد من الأحياء؛ كوضع خلّف حالة من السخط والاستياء لدى العامة. يأتي هذا بعد فشل محاولات الهيئات الوصية في تنظيم حملات تطوع لتنظيف النقاط السوداء، على غرار محاولة مديرية البيئة تنظيم حملة تنظيف كُتب لها الفشل قبل أن تبدأ لأسباب تبقى مجهولة.

ويصل تأخير رفع القمامة بمدينة خنشلة في الغالب، إلى يومين متتاليين لتترك النفايات متراكمة بأزقة الشوارع وأمام واجهات المحلات التجارية والمنازل في نظر مسيء لجمالية المدينة. كما تعيش العديد من أحياء المدينة نفس هذا الوضع وأكثر، فأحياء عدل والحسناوي على سبيل المثال لا الحصر، يتأخر جمع القمامة فيها إلى خمسة أيام كاملة أو أكثر، وهو الوضع الذي خلّف استياء وسخط قاطنيها، الذين طالبوا بتدخل السلطات المختصة بصفة مستعجلة لمعالجة هذا الأمر، لاسيما أن عدم جمع القمامة تسبب في انتشار الروائح الكريهة، وقد يشكل خطرا على الصحة العامة إن استمر الوضع على ما هو عليه، حسبما أدلى به لـ «المساء» «ساعد. ش» قاطن بحي الحسناوي. والمشكل ذاته يعاني منه قاطنو أحياء تجزئات طريق زوي وبعض الأحياء الأخرى، على غرار حي 326 سكنا بطريق العيزار في ظل تأخر رفع النفايات.

هبّة المجتمع المدني كانت الحافز

قام نشطاء جمعويون بمعية آخرين من مرتادي الفضاء الأزرق، بعمل مميز على مستوى حي صوناطيبا وأحياء أخرى، على غرار السعادة، النصر وطريق العيزار. فحي صوناطيبا الذي يُعتبر أحد النقاط السوداء لتراكم النفايات المتواجدة في واجهة شارع رئيس بعاصمة الولاية، كان أحد دوافع تنظيم مسابقة أنظف حي من قبل مديرية الشباب والرياضة بالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب وبرعاية رسمية من والي الولاية. وكان ناشطون جمعويون قاموا في وقت سابق، بتحويل واجهة حي صوناطيبا المشوهة بالنفايات المنزلية المتراكمة وآثار حرقها من حين لآخر، إلى لوحة فنية أو بالأحرى إلى مكان نظيف، أصبح مكانا لتلاقي الشباب من هذا الحي السكني الذي طالما عانى سكانه من مشكل تراكم النفايات والروائح الكريهة.

القائمون على تنظيف هذا الحي استعملوا وسائل بسيطة، اعتمدت بالأساس على دعم الخيّرين خاصة منهم الشباب، ليحولوا الحي إلى مكان نظيف من خلال رفع النفايات وغسل مكان تجميعها، ثم ختموها بطلاء الجدران، كما لجأوا إلى اقتناء سلال وحاويات صغيرة لجمع النفايات، وهي المبادرة التي استحسنها الكثيرون خاصة من أبناء الحي.

وبالحديث عن المسابقة الولائية لأنظف حي سكني المراد تنظيمها، فقد جاءت تحت شعار «خنشلة نظيفة». وسمح منظموها بأن تكون مفتوحة لكل الشباب، المواطنين، الجمعيات، المؤسسات الشبانية وحتى نشطاء الفايسبوك عبر كل بلديات الولاية، إذ خُصصت للفائزين بالمراتب الست الأولى جوائز مالية تشجيعية، حيث ينال الحاصلون على المراتب الأولى والثانية والثالثة على الترتيب، المبالغ التالية: 150 ألف دينار جزائري، 100 ألف دينار و70 ألف دينار جزائري، فيما يتحصل أصحاب المراتب الثلاث الأخرى على 30 ألف دينار لكل واحد.

وقد أكد مدير ديوان مؤسسات الشباب للولاية حليم بن زعيم في تصريح لـ «المساء»، أن الجوائز ستقدم في شكل أدوات للتنظيف لغرس ثقافة التطوع الدائم لتنظيف الأحياء. وتم، في إطار هذه المسابقة حسب ذات المتحدث، تنصيب لجنة مختصة لتقييم مبادرات تنظيف الأحياء متكونة من مختصين في العمل التطوعي والبيئي. وقد تم اشتراط سحب استمارة للمشاركة حددت آخر أجل لها اليوم، تُملأ من الراغبين، توضح تاريخ ومكان العملية وعدد الأفراد المشاركين، إضافة إلى اسم الحي والوسائل المتوفرة لذلك. ويعوّل القائمون على هذه المسابقة على إذكاء روح التطوع، والقضاء بشكل تدريجي على تراكم النفايات والرمي العشوائي لها وإعادة الوجه الجمالي لمختلف مدن الولاية.