واحات النخيل بغرداية

المكان المفضل للهروب من موجة الحر الشديدة

المكان المفضل للهروب من موجة الحر الشديدة
  • القراءات: 871
ق. م ق. م

تتحول مع بداية موجة الحر الشديدة، بساتين النخيل الساحرة بوادي ميزاب وواحات متليلي وزلفانة والمنيعة بولاية غرداية، التي تكون شبه مهجورة خلال فصل الشتاء، إلى مناطق للاصطياف، إذ تتحول أحواض السقي إلى أحواض للسباحة خلال هذه التي تتجاوز فيها درجة الحرارة عتبة الـ48، حيث ساعدت الأحواض المائية وخزانات المياه وبعض المسابح البلدية التي تتواجد حيز الخدمة، على الخروج من حالة الكآبة التي تفرضها الطبيعة وسمحت لجموعة من الأطفال والشباب بالاستمتاع بألعاب الصيف وكلهم مرح.

من أجل الهروب من الحر الشديد الذي تفرضه الطبيعة، يتوجه الغرداويون   منذ الساعات الأولى من النهار إلى هذه الأماكن المائية التي باتت وجهتهم  المفضلة للتبرد والاستجمام، فتجدهم عراة الصدر بسراويل قصيرة أو لباس السباحة داخل الماء، معرضين كل يوم حياتهم للخطر في بحثهم عن الانتعاش الذي تمنحه لهم أحواض مياه السقي وخزانات المياه.

فبالإضافة إلى خطر الغرق، تشكل بعض أماكن السباحة خطرا بسبب الأمراض الخطيرة التي تحملها بعض الطفيليات والبكتيريا التي تتكاثر في هذه المياه، حسب آراء بعض الأطباء.

ويستقبل بالموازاة المسبح نصف الأولمبي المغطى للمركب الرياضي بالنوميرات، الذي دشنه رئيس الجمهورية في فبراير 2004، وكذا كل من المسبح البلدي بضاية بن  ضحوة والمسبح شبه الأولمبي بمتليلي، يوميا حشودا كبيرة من الوافدين عليها بحثا عن حصص من التبرد والاستجمام.

ويرى العديد من الشباب بأن هياكل السباحة هذه «غير كافية» لتلبية طلبات المواطنين المتزايدة خلال هذه الفترة من الحر الشديد، إضافة إلى أن إغلاق المسبح البلدي بمدينة غرداية أضحى يشكل عجزا في الهياكل الشبانية،  لاسيما بمقر الولاية.

الهروب من حرارة الشمس وتفادي ضرباتها

ومن أجل الهروب من حرارة الشمس التي تميز المنطقة، يلجأ سكان القصور  بوادي ميزاب، المالكين لمنازل ثانية بواحات وبساتين النخيل، إلى الاستقرار بها خلال فترة الاصطياف، حيث يسود الاخضرار والانتعاش. فالغرداويون الذين يعانون أثر ارتفاع درجات الحرارة يحولون وجهتهم نحو هذه  الواحات هروبا من الهواء الساخن الصاعد من الصحراء، والذي يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة إلى أزيد من 45 درجة، حسبما أوضحه الدكتور مصطفى خنين الذي يشرف على تنظيم رفقة عدد من الأطباء، حملات تحسيس وتوعية حول ضربات الشمس.

يوصي هؤلاء بالأماكن المنعشة والباردة وتفادي الخروج خلال ساعات الذروة من اليوم، بالإضافة إلى الانتعاش وشرب المياه والسوائل، لاسيما بالنسبة للفئات،الضعيفة.

كانت قافلة التوعية والتحسيس بمخاطر السباحة في أحواض السقي وخزانات تجميع المياه الأخرى قد انطلقت بإشراف من أطباء متطوعين ومصالح الحماية المدنية.

وقد كان من جهة أخرى الفضل لموجة الحر التي لم يسبق لها مثيل منذ بداية الشهر الجاري، في صنع سعادة بائعي الأجهزة الكهرومنزلية، حيث بلغ عدد مكيفات الهواء المبتاعة يوميا معدل 15 وحدة، حسبما أكده جابر أحد التجار بغرداية.

يعاني سكان الجنوب من موجة الحر الشديدة التي تجتاح المنطقة والتي أثرت أيضا على الأشجار وغيرها من النباتات، حسبما ذكره مهندس زراعي بغرداية، مضيفا أن ذلك يبين بوضوح التغير المناخي الطارئ. فقد بلغت درجات الحرارة مستويات لا تطاق سواء في النهار أو الليل، مما أدى  بسكان غرداية إلى تغيير نمطهم الحياتي والاختباء داخل منازلهم في أجواء منعشة، وعدم الخروج إلا للضرورة، لاسيما بالنسبة لكبار السن.

وقد اتخذت جميع الإجراءات من طرف مصالح الصحة من أجل مواجهة الآثار المحتملة لدرجات الحرارة المرتفعة، كما تمت الإشارة إليه.