عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة "ندى" للدفاع عن حقوق الأطفال:

الفراغ وغياب البدائل شجّعا على إدمان الأطفال ألعاب الموت

الفراغ وغياب البدائل شجّعا على إدمان الأطفال ألعاب الموت
  • القراءات: 4487
رشيدة بلال رشيدة بلال

أرجع عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة "ندى" للدفاع عن حقوق الأطفال، إدمان بعض الأطفال والشباب على الألعاب الإلكترونية بالدرجة الأولى، إلى غياب البدائل البيداغوجية والترفيهية التي تستقطب الأطفال، الأمر الذي جعلهم عرضة للفراغ، وقال في حديث لـ "المساء" أنّ الوقت الفارغ الذي لا يجد فيه الطفل ما يفعله يقوده مباشرة إلى اتجاهات أخرى سلبية، لعلّ أهمها الإدمان على الأنترنت في غياب الرقابة الأبوية، مشيرا إلى أنّ واقعة إقدام الطفل البالغ من العمر 11 سنة على قتل نفسه بولاية سطيف، بعد أن أدمن لعبة "الحوت الأزرق" التي قادته إلى وضع حد لحياته، تدعونا لدق ناقوس الخطر  ومطالبة الأولياء بضرورة مرافقة أبنائهم مما تحمله التكنولوجيا من مخاطر، تأخذ في أول الأمر شكل  اللعبة وتقوده في آخر المطاف الى ارتكاب جريمة في حق نفسه أو غيره، خاصة وأنّ عددا كبيرا من الأطفال اليوم يعانون من أزمة فراغ .

من جهة أخرى، يؤكّد عرعار أنّ الأطفال اليوم معرضون لخطر الإدمان على المخدرات وكذا العنف فيما يبنهم، والذي تجاوز الحدّ المعقول، وآخرها إدمان الألعاب الخطيرة على الهواتف الذكية كلعبة استحضار الجن ولعبة "الحوت الأزرق"، بعدما أضحت اليوم الهواتف الذكية في متناول الأطفال في سن مبكرة، مشيرا إلى أنّ 13 مليون طفل في الجزائر رقم يدعونا إلى مطالبة منظومة الحماية بالتحرّك  لحماية هذه الشريحة المهمة بالمجتمع من جهة، وإلى دعوة الأولياء إلى تحمّل مسؤوليتهم وعدم الاستسلام أمام انجراف أبنائهم خلف التكنولوجيا وما تحمله من سلبيات.

بالمناسبة أشار رئيس شبكة "ندى" إلى أنّ الأولياء بحاجة اليوم إلى الخضوع لدورات تكوينية تعلّمهم كيفية مرافقة أبنائهم عند استعمال التكنولوجيا لأنّها ليست المسؤولة عن ما يحدث، وإنما سوء استعمالها هو الذي أضحى اليوم يخلّف حالات لاعتداءات جنسية وحالات عنف وانتحار في صفوف الأطفال.

ويعتقد عبد الرحمان عرعار، أنّ المطلوب اليوم، لتخليص الأطفال من خطر إدمان الانترنت لا يكون إلاّ بالاتجاه إلى الاستثمار بنسبة 50 بالمائة في الفضاءات التي تستوعب الأطفال، مشيرا إلى أنّ هذه الشريحة اليوم تمارس الرياضة ولا تسافر وتشارك في البرامج الثقافية من أجل هذا يؤكد "يهربون إلى الفضاء التواصلي لملء الفراغ".