ليشعر كل طرف بالانتماء

الزوجان يتقاسمان عملية تأثيث البيت

الزوجان يتقاسمان عملية تأثيث البيت
  • القراءات: 1882
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يتقاسم الرجل والمرأة في البيت العديد من الأمور المتعلقة بحياتهما الزوجية، ولكل واحد منهما دوره، إلا أن المرأة غالبا ما تأخذ حصة الأسد فيما يتعلق بالتنظيم الداخلي للمنزل، كدور تبنته بالفطرة، هذا ما رصدناه خلال استطلاعنا حول المسؤول عن ديكور المنزل بين الزوجة والزوج، وهل لهذا الأخير كلمة لوضع اللمسة الفنية داخل مملكته التي هي البيت..

صراع قد يشن بين الزوجين في المرحلة الأولى من الحياة الزوجية، إذ أن كل واحد من الطرفين يشعر كأن غريبا يحاول التعدي على حدوده، ومنه يحاول كل واحد وضع لمسته الخاصة بالبيت، حتى يشعر أنه في مكان يخصه له ميزات تختلف عن المرأة والرجل، يعكس بذلك شخصية كل واحد منهم، سواء الأنوثة أو الرجولة، وهذا ما يجعل من ديكور المنزل مهمة يحاول الطرفان المشاركة فيها بكل ما لديهم.

واقع لمسناه من خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى أحد محلات بيع الأثاث ببلدية باب الزوار، اقتربنا من الباعة لمعرفة مدى مشاركة الرجل المرأة في اختيار أثاث البيت، أو إذا ما كانت المرأة هي التي تشاركه بحصة صغيرة من ذلك الاختيار، وعن هذا قالت وسيلة، بائعة في المحل أنه اختيار ديكور البيت، يختلف من ثنائي إلى آخر، فكثيرا لا يهمهم الأمر في ذلك سواء الرجل أم المرأة،  اختارت أثاثا معينا يكون الطرف الثاني راضيا بنفس الخيار، وعادة ـ تضيف المتحدثة - يكون ذلك بالنسبة للثنائي الذي له نفس الذوق، مما يجعل كل واحد يثق في خيار وذوق الثاني.. وتضيف المتحدثة أنه على صعيد آخر، هناك العديد من الأزواج من لا يتفقون أبدا من حيث الذوق، فتجد المرأة لها ذوق خاص وللزوج كذلك ذوق مغاير تماما، هذا الأخير يميل أكثر لكل ما هو عملي حديث، في حين تجد المرأة لها حنين لكل ما هو تقليدي أصيل وكلاسيكي، وهناك من تبحث عما يوحي بالأنوثة من حيث الألوان، نوعية الأقمشة، والخامات التي تختارها، مما يجعل البيت مساحة للتعبير عن الذات.

وفي نفس الخصوص، تضيف المتحدثة أنه لعدم الوقوع في صراع بين الطرفين، يتقاسم كل واحدة مهمة تأثيث البيت، فيهتم الرجل بالأثاث الكبير كالأريكة، الخزائن، الطاولات ومختلف أثاث الغرف، إلا أن الزوجة لها الخيار فيما يتعلق بالأجهزة الإلكترونية لأشغال المنزل، كآلة الغسيل، الثلاجة، وباقي الأجهزة الصغيرة الأخرى كآلة العجين وآلة القهوة وما إلى ذلك، فضلا على قطع الديكور الأخرى الصغيرة التي تأخذها الزوجة على ذوقها، دون نسيان الأواني المنزلية التي غالبا ما تقتنيها، ولا يشاركها الزوج في ذلك.

وعند اقترابنا من بعض الزبونات بالمحل، أوضحن لنا أن الزوجة عند دخولها بيت الزوجية، تجد أن الزوج سبق أن اقتنى العديد من الأثاث الأساسي للمنزل، قد يكون أخذ مشورتها في اقتنائها، وشاركها الرأي في ذلك وحاول تلبية ذوقها، كما قد يكون قد اكتفى بالوثوق في ذوقه الخاص، إلا أنه بعد دخول المرأة البيت تشعر أنه مملكتها الخاصة ولابد أن تعكس جانبا من شخصيتها، مما يجعلها تنطلق في رحلة اقتناء العديد من قطع الديكور والأواني وغيرها،  التي قد يجهلها الرجل لتكمل بذلك ما بدأه الزوج، وترى العديدات أن تفريش البيت يكون بالتكامل بين الطرفين، على كل واحد أن يشارك في ذلك حتى يشعر الجميع بانتمائه وراحته في منزله..