طباعة هذه الصفحة

المختص في الهندسة الزراعية، رابح كرالد يؤكد:

إدراج القمح الكامل والشعير في أغذيتنا أمر ضروري

إدراج القمح الكامل والشعير في أغذيتنا أمر ضروري
  • القراءات: 981
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أوضح رابح كرالد كبير، مختص في الهندسة الزراعية، أن استهلاك القمح الكامل من طرف الجزائريين تراجع كثيرا خلال السنوات الأخيرة، رغم منافعه الكبيرة، حيث استبدل بمادة الطحين المكرّر أو ما يعرف بـ»الفرينة»، بعدما كان الشعير والقمح الكامل من أكثر ما استهلكه أجدادنا لسنوات طويلة، مؤكدا أنه آن الأوان ليعود المستهلك إلى «أصله» في استهلاك مواد غذائية أكثر نفعا له.

أوضح المتحدث أن الحملة التوعوية التي نظمها أحد مجمعات العجائن مؤخرا، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لمرضى السكري، جاءت للتحسيس بأهمية استهلاك الحبوب الكاملة والشعير، لما  لها من مزايا وخصائص غذائية مفيدة للصحة، وقال المختص في الهندسة الزراعية بأن القمح من النباتات التي لا غنى عنها في الكثير من الصناعات الغذائية، فهو الأساس في صنع الدقيق الذي يدخل في غذائنا بشكل كبير لتحضير الخبز والأطعمة الأخرى، كالمعكرونة وحبوب الإفطار، إلى غير ذلك، ولا تقتصر فوائد القمح على الدقيق فحسب، فهناك نخالة القمح ذات الفوائد الجمة على وجه الخصوص، بالإضافة إلى زيت جنين القمح ذي الاستخدامات المتعددة.

دعا المتحدث إلى الرجوع إلى ما كان يستهلكه أجدادنا سابقا، من حبوب كاملة وغير معدلة، مشيرا إلى أن الدقيق المستعمل في عجائننا العادية هو قمح منزوع الغلاف «القشرة الخارجية لحبة القمح»، وهي أكثر الأجزاء التي تحمل منافع غذائية ضرورية للجسم. وأضاف أنّ فكرة إنتاج عجائن أساسها الشعير والقمح الكامل ليست وليدة الساعة، وإنّما هي فكرة قديمة كان يعتمد عليها الأجداد في صناعة منتجاتهم الغذائية التي لم يكن يطرأ عليها الكثير من التغيير، قبل أن تصل إلى صحن مستهلكها، نظرا لفوائدها التي لا تعد ولا تحصى,

تبنت الفكرة مختلف الدول المتطوّرة في السنوات الأخيرة، بعدما أصبحت على وعي صحي أكبر بفوائد تلك المادة، وأضحت تستعملها في أكثر المنتجات الغذائية الموجهة لكل الشرائح.

وعن فوائده العديدة، حدثنا رابح كرالد قائلا «أولا لابد أن يعلم المستهلك أن القمح الكامل والشعير منتجان يساعدان على الوقاية من عدة أمراض وبعض الأعراض الصحية السلبية، لكن لا يشفي منها، وهذه بعض المعتقدات الخاطئة التي يحملها البعض في ثقافتهم، حيث أنهم يستهلكون كميات كبيرة منها، معتقدين بأنها تشفي من بعض الأمراض، غير أن الأمر خاطئ، وإنما تقي من بعض الأمراض وتعدّ أقل خطورة من المنتجات الأخرى المنتجة من الدقيق المكرر».

أضاف المختص أن الحبوب الكاملة والشعير يمدان الجسم الطاقة اللازمة لأداء أعماله بشكل صحيح، وأكثر حيوية، كما أنّهما يفيدان الجهاز الهضمي، فالحبوب الكاملة تحتوي على كم كبير من الألياف التي تجعل الأمعاء تعمل بشكل سليم، كما تقي من الاصابة بالقولون العصبي، فمستهلك الكسكسي أو العجائن العادية يعاني من عسر في الهضم والتهابات على مستوى القولون إذا ما استهلكها بشكل عشوائي، خلافا للأغذية المنتجة من الشعير والقمح الكامل. كما أنها مفيدة لمرضى السكري، إذ يعتبر فعالا في الحفاظ على مستويات جيدة من السكر في الدم بفضل غناه بالألياف، كما يقلل القمح الكامل من احتمالية الإصابة بالأمراض القلبية.

أكد المتحدث أن القمح الكامل يحمي من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية إذا ما تم إدخاله في النظام الغذائي بشكل منتظم، مؤكدا أنه يساعد على الوقاية من الأمراض وليس علاجها، كما يعتقد البعض أحيانا.