تنكيهُ الماء بالقرنفل

«الدلوة».. رفيقة العروس الغرداوية المدلَّلة

«الدلوة».. رفيقة العروس الغرداوية المدلَّلة
  • القراءات: 3512
غرداية: أحلام. م غرداية: أحلام. م

تحرص سيدات منطقة غرداية على غرار بعض ولايات الجنوب، على الحفاظ على كل ما هو تقليدي لاصطحابه إلى بيت الزوجية للانتفاع بمزاياه وخدماته، على غرار «الدلوة»، وهي إناء يدخل القرنفل في تركيبته بنسبة 90 بالمائة، يزيَّن ويعلَّق في جهة من البيت، ليشرب منه وتكون ميزته الماء البارد بنكهة القرنفل، الذي يساهم في تعبيق البيت بالرائحة الزكية وتحسين مزاج أهل البيت، خاصة أنّ القرنفل يساعد على التخلص من التوتر النفسي والضغط العصبي الذي ينغص حياة الكثيرين.

أكدت السيدة حورية  صايفي، حرفية في صناعة الزربية التقليدية في حديثها إلـى «المساء» خلال مشاركتها في معرض الزربية في طبعته الخمسين بقصر المعارض بغرداية، أن المرأة الصحراوية مازالت تحافظ على التقاليد؛ من خلال حماية المورث الثقافي بإحيائه في العديد من المناسبات وصناعة مختلف القطع التي تركتها الجدات، على غرار الزرابي، الحياك، الحنابل وعقد السخاب، والكحل والمسك و«الدلوة» التي أطلق عليها هذا الاسم، كناية على الفتاة المدلّلة، والتي عرضتها الحرفية بدورها للتعريف بتقاليد المنطقة، وعنها قالت: «نحن نحرص على الحفاظ على كل ما يحمل في جوهره عبق الأصالة ليُحفظ في البيوت، ويتعرّف عليه الأبناء، والعروس الغرداوية تأخذ معها «الدلوة» المصنوعة من أزيد من مليون عود فرنفل؛ أي من الفصوص الصغيرة على شكل مسمار، والتي تركبها الحرفية بعد أن تنقع الأعواد في الماء لبعض الوقت، حتى يتسنى لها تركيبها إلى جانب بعضها البعض بالإبرة والخيط على شكل صفوف تحيط الكيس البلاسيكي القوي، الذي يخاط ويغلَّف بقطعة قماش من الداخل والخارج، والتي يوضع فيها الماء لاحقا ويضاف إليه بعض القطران ليكون طيب المذاق باردا، فنحن نستغني عن وضع الماء في الثلاجة خلال الصيف، لأنّ القرنفل والقطران يعملان على تبريد الماء بالإضافة إلى إضفاء النكهة الطيبة عليه».

وفيما يخص طريقة عملها وعمرها الافتراضي، قالت السيدة صايفي: «بمجرد ما تتبلل حبات القرنقل بالماء يأخذ نكهته التي تعطي الفم رائحة طيبة تصدر من النفس. كما يساعد القرنفل في علاج الكثير من المشاكل التي تصيب الفم واللثة وتريح الأعصاب، ويمكن أن تحتفظ المرأة «بالدلوة» طوال حياتها؛ لأن عمرها غير محدود».