اليوم العالمي للطفولة
المجتمع الدولي مطالب بحماية الأطفال الفلسطينيين

- 314

طالب المشاركون في منتدى الذاكرة، حول "خطر الحروب على الأطفال.. حق الشعب الفلسطيني في الحياة"، أمس، بالجزائر، المجتمع الدولي بتوفير الحماية للأطفال الفلسطينيين من جرائم الاحتلال الصهيوني "حتى لا تتكرر المجزرة التي استشهد فيها 67 طفلا خلال العدوان الأخير على مدينة غزة".
وشارك في المنتدى، الذي نظمته سفارة دولة فلسطين بالجزائر بالتنسيق مع جمعية "مشعل الشهيد" واللجنة الشعبية الجزائرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الهلال الأحمر الجزائري وممثل عن مجلس الأمة، ومجاهدون وأبناء شهداء، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفولة وتضامنا مع الطفل الفلسطيني.
وناشد سفير دولة فلسطين بالجزائر، أمين مقبول، بالمناسبة، العالم بأجمعه، أن ينظر إلى ما يجري في فلسطين من جرائم على يد الاحتلال الصهيوني، وأن يحمي الطفولة التي "تغتال وتقتل وتذبح يوميا في فلسطين"، مذكرا باستشهاد 67 طفلا فلسطينيا على أيدي الطيران الحربي الإسرائيلي.
وقال السفير الفلسطيني، "لم يعد هناك وقت للانتظار، ولابد من وقفة تضامنية فعلية لحماية الطفولة الفلسطينية"، مضيفا، "في يوم الطفولة العالمي نناشد المجتمع الدولي وكل منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة أن تقف وقفة جادة وحاسمة ضد هذه المجازر التي ترتكب ضد الفلسطينيين، خاصة الأطفال منذ عشرات السنوات". وشدد على أنه "آن الأوان أن يقف العالم وقفة حرة جريئة وشجاعة لحماية الطفولة"، مبرزا "ضرورة أن تكون هذه الحماية بإجراءات عملية وفعلية لردع الاحتلال على هذه الجرائم والمجازر، لأن بيانات التنديد والشجب نسمعها منذ عشرات السنين، لم تأت بشيء".
من جهته، أكد رئيس جمعية "مشعل الشهيد"، محمد عباد على "ضرورة توفير الحماية للطفل الفلسطيني الذي فقد أبسط الحقوق، وهو الحق في الحياة"، محملا الهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولية توفير الحماية لهؤلاء الأطفال "الذين يعانون الويلات تحت نير الاحتلال الإسرائيلي". واعتبر عباد أن حماية الطفل تبدأ من المجتمع المدني العالمي، لافتا إلى أنه "إذا كان الطفل في العالم يتحدث عن الحق في الأنترنيت فإن الطفل في فلسطين يطالب بحقه في الحياة".
وأضاف المتحدث أن "الطفل هو أكبر الضحايا في الحروب وهو من يدفع الثمن باهظا.. غير أن هذا الطفل الذي لا يعيش طفولته، سيصبح بطلا ويناضل من أجل بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
من جانبه، شدّد رئيس اللجنة الشعبية الجزائرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني -قيد التأسيس- طاهر ديلمي على ضرورة أن تهتم الهيئات الدولية والمنظمات الدولية غير الحكومية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بالطفل الفلسطيني، "كونه معرض لأزمات نفسية وتربوية وبيداغوجية، وهناك من أبويه شهيدين أو أسيرين"، مناشدا الهيئات الدولية، خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الاهتمام بالطفولة الفلسطينية من أجل المرافقة التامة. ودعا في هذا الإطار إلى أن تكون حماية الطفولة في فلسطين بإجراءات عملية، بما يضمن الحقوق الأساسية، ويحول دون تكرار مجازر العدوان الصهيوني الأخير على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكشف رئيس اللجنة، عن مبادرة لمرافقة الأطفال الفلسطينيين، من خلال بناء مرافق للمرافقة النفسية، كمستشفيات للعلاج النفسي، وهذا في إطار دعم المجتمع المدني والدولة الجزائرية للشعب الفلسطيني.
كما أبرز المتحدث، أن مواقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية، "فاصلة واضحة شفافة وحاسمة"، مشيرا إلى أن هذه المواقف تعبر عن قناعة وإيمان الشعب الجزائري بكل أطيافه بقضية فلسطين.
وطالبت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، من جهتها، أن يكون دعم الشعب الفلسطيني، وحماية أطفاله بإجراءات عملية، مضيفة أن "الأطفال يحتاجون لمساعدات كثيرة، خاصة ما تعلق بالأدوية". وحتى لا تتكرر المأساة، تقول بن حبيلس، "لابد من تضافر جهود المنظمات الإنسانية والحقوقية حتى تشكل قوة ضغط على قرارات الأمم المتحدة"، مشيرة إلى أن أول ضحية لعدم احترام القانون الدولي هم الأطفال.
وذكرت ذات المسؤولة، أن الهلال الأحمر الفلسطيني بعث قائمة بالمواد التي يحتاجها الشعب الفلسطيني الجريح، واستجاب الهلال الأحمر الجزائري، للنداء وقام بفتح حساب جاري لجمع التبرعات المواطنين، لاقتناء أدوية وسيارات إسعاف ومولدات كهرباء.
ودعت بن حبيلس أطفال الجزائر إلى التضامن مع نظرائهم الفلسطينيين، الذين حرموا من طفولتهم، وناشدتهم التوجه إلى مراكز البريد والتبرع ولو بمبالغ رمزية لتعلم روح التضامن.
للإشارة، فقد تخلل منتدى الذاكرة حول "خطر الحروب على الأطفال.. حق الشعب الفلسطيني في الحياة"، تقديم أناشيد ثورية، وقصائد شعرية، وكذا مداخلات لأطفال، عبروا فيها عن "تضامنهم المطلق واللامشروط" مع أشقائهم في فلسطين، مناشدين العالم ضرورة التدخل العاجل لحمايتهم من جرائم الاحتلال الصهيوني المتغطرس، الذي يدوس على كل القوانين الدولية.