اعتبر قطع العلاقات مع المغرب أضعف الإيمان.. سوفي:
اللوبي الصهيوني يتحكم في قرارات المخزن

- 1525

❊ الجارة الغربية دولة مارقة.. لا تفي بعهودها وغير مؤتمنة
قال المحلل السياسي عبدالقادر سوفي، أمس، إن قطع الجزائر لعلاقاتها مع المغرب هو "أضعف الإيمان وجاء في وقته"، واصفا الجارة الغربية للجزائر بـ"الـدولة المارقة التي لا تفي بعهودها وغير المؤتمنة". وأكد سوفي لدى نزوله ضيفا على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، أن هذا القرار "يترجم ما كان يتطلع إليه الشعب الجزائري في ضوء ما رآه من خبث ومكر لمواقف المغرب".
وأوضح في هذا الصدد أن الجزائر لم يسبق أن كانت لها عداوة مع أي دولة في العالم، باعتبارها دولة مسالمة وتواقة للحرية ومدافعة عنها، مضيفا أن مكانة الجزائر في دول العالم الثالث جعلت منها دولة فاعلة و مشجعة للحلول السلمية، في حين أشار إلى أن "المواقف المقدسة للجزائر، خاصة فيما يخص قضية فلسطين، هو ما جعلها مصدر ازعاج لبعض الدول".
ولدى تطرقه للقضية الصحراء الغربية، ذكر المتحدث بأنها قضية مصنفة ضمن قضايا تصفية الاستعمار في هيئة الأمم المتحدة وهي مسجلة لديها منذ سنة 1963، مضيفا أن كل الدول الإفريقية المستقلة آنذاك كانت تدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وأوضح أنه في سنة 1973 لعبت الجزائر والمغرب وموريتانيا، وفق ما أفادت به وثائق رسمية مغربية، دورا كبيرا في دعم جبهة البوليزاريو من أجل تحقيق استقلال الساقية الحمراء ووادي الذهب، غير أنه بعد خروج الإسبان في 1975 قام المغرب وبإيعاز خارجي، باجتياح الصحراء الغربية والقيام بما سمي آنذاك بـ«المسيرة الحضراء"، وهي المسيرة التي كشفت عن "الأطماع التوسعية لهذا البلد الجار"، مضيفا بالقول "لكن المهم في الأمر، أن موقف الجزائر بقي ثابتا ولم يتغير حتى بعد الاجتياح المغربي للأراضي الصحراوية وظلت الجزائر تدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ".
كما أوضح المحلل السياسي أن "هناك خطاب رسمي متناقض لدى السلطة المغربية، وهو ما يجعل المغرب دولة مارقة لا تفي بعهودها ولا يمكن الوثوق فيها، إذ بالرغم من حدودها الضيقة، إلا أنها جنت عداءات مع جيرانها على غرار الجزائر، وإسبانيا، وفرنسا، وألمانيا وموريتانيا".
وأضاف المتحدث أن "التاريخ سجل خيانات متكررة للمغرب ضد الجزائر، والتي بدأت على الأقل، منذ خيانة السلطان المغربي للأمير عبد القادر، ثم وشاية الأمير الحسن الثاني خلال الثورة التحريرية بالقادة الجزائريين وتحويل طائرتهم التي كانت تقلهم، فضلا عن الاعتداء السافر على الجزائر في حرب الرمال سنة 1963 وما تلاها من طرد أكثر من 20 ألف جزائري من المغرب في 1976 وتجريدهم من أراضيهم وممتلكاتهم، ليتحوّل المغرب اليوم إلى منصة لكل الأعداء خاصة الكيان الصهيوني".
وبشأن تصريحات ممثل الكيان الصهيوني ضد الجزائر، قال المحلل السياسي إنه "لو جاء من أرض غير أرض عربية أو جارة، لتعاملت معه الجزائر كأنه "لا حدث"، لكن أن يأتي من الباب الخلفية للجزائر فهنا يكمن مربط الفرس".
وتابع في هذا الصدد، "يظن صناع القرار في المغرب أنهم يستعملون الكيان الصهيوني من أجل تحقيق مصالح ضيقة كالاستحواذ على الصحراء الغربية، لكنهم مخطئون في ذلك، فالملك في المغرب يرأس العرش فقط، أما من يحكم فهو اللوبي الصهيوني الذي يصنع القرار، بما يتماشى مع مصالحه لأن السقطات المغربية في علاقاتها مع الجزائر لا تنتهي، مثل سقطة ممثله الدبلوماسي في الأمم المتحدة، وقد رأينا أيضا كيف كان العاهل المغربي وهو يلقي خطابه وكأنه كان يتعرض لإملاءات وضغوط وهو الذي لا يعرف ما يدور حوله في حقيقة الأمر".