رسمت  رياضة الكاراتي، البسمة على شفاه الجزائريين في اليوم الأول من منافسات اللعبة، بعد أن رصعت صدر الجزائر بخمس ميداليات، أربعة منها ذهبية  في سابقة  تاريخية، في مشاركة الرياضة الجزائرية، في طبعات ألعاب البحر الأبيض المتوسط.

عاشت قاعة  مركز الاتفاقيات “ محمد بن أحمد “ أول أمس، أمسية  مشهودة، زيّنها المصارعون الجزائريون بإهداء بلدهم، حصادا غزيرا من المعدن النفيس، لم يكن يخطر بخلد الجماهير الغفيرة التي ساندتهم بقوة من فوق المدرجات، فكانت الفرحة كبيرة لدى جميع الجزائريين، الذين لم يخب رهانهم على رياضة الكاراتي كلعبة قادرة على  التتويج .

كانت  سيليا ويكان، أول مصارعة جزائرية، تنال المعدن النفيس، وتصعد منصة التتويج وبجدارة، بعدما هزمت المصرية سلامة ريم في منازلة وزن ( أقل من 50 كلغ ) بنتيجة ( 8/0 )، ودلت هذه العلامة على تسيد ويكان البساط، في وقت ظن البعض من المختصين، أن المهمة ستتعقد أمام المصارعة الجزائرية كون الكاراتي المصري، عرف تطورا ملحوظا في المدة الأخيرة بفضل جيل جديد من المصارعين الواعدين، لكن ويكان أبطلت تلك التكهنات، وتجاوزت منافستها المصرية  كما فعلت من قبل  ضد مصارعتين، اسبانية وبرتغالية على التوالي .

أردفت أبو ريش لويزة، ميدالية ذهبية ثانية في وزن ( أقل من 55 كلغ )، بعد تفوقها على المصرية الأخرى أحلام يوسف، والحقيقة أن الخشية كانت كبيرة من سقوط أبو ريش، لخفة المصارعة المصرية، وجسارتها التي أبانت عنهما في الأدوار الإقصائية، غير أن ذكاء المصارعة الجزائرية  في التعامل مع إمكانيات منافستها، وتطبيقها تعليمات مدربها محمد عبد الرجال جودة، مكناها من التفوق وتكليل مجهوداتها بالذهب.

عززت المصارعة  شيماء ميدي رصيد الجزائر من الميداليات، زادت من وهج التألق بإهدائها ميدالية ذهبية ثالثة في وزن أقل من 61 كلغ، بعد تخلصها من التونسية محجوب وفاء  بنتيجة ( 3/2 )، ولم يترسم تفوق المصارعة الجزائرية إلا في الأنفاس الأخيرة من المنازلة، لعناد المنافسة التونسية .

واختتم المصارع فريد أسامة، غلّة الكاراتي الجزائري من الذهب في اليوم الأول بميدالية رابعة ، نالها بكل جدارة واستحقاق في وزن أقل من 75 كلغ، بعد انتصاره عل ممثل المدرسة المصرية في الكاراتي عبد الله عبد العزيز، ولقد كانت هذه المنازلة متقلبة الأطوار، وكاد يخسر فيها أسامة جهوده بفضل سوء تصرف في وقت حساس من المنازلة، متنازلا عن تفوقه بنتيجة (3/1)، لمصلحة المصري عبد العزيز عبد العزيز (3/4)، إلا أن نصائح مدربه أبو رجال وحماسة الجماهير، مكنت فريد أسامة من استعادة التفوق قبل 16 ثانية عن الختام وبواقع ( 5/4 ) .

ومادام، أن أمسية أول أمس، سجلت وبكل اقتدار تألق  الكاراتي الجزائري على غير العادة في طبعات الألعاب المتوسطية، أضاف المصارع سالمي علة ميدالية فضية في وزن (أقل من 60 كلغ)، بعد انهزامه أمام التركي صمدان إيراي بنتيجة ( 0/5 )، لتكون بذلك حصيلة الكاراتي الجزائري في اليوم الأول تاريخية، وعلى غير العادة في طبعات سابقة في الألعاب المتوسطية له، وللرياضة الجزائرية عموما.

وبالمقابل، أقصي الجزائري بن بارة فؤاد في الدور الأول في وزن (اقل من 67 كلغ)، على يد الصربي ستيفان يوكسيش بنتيجة (2/3)، وهي الفئة التي تألق فيها اليوناني ديونسيوس أكسنيوس، بنيل الذهبية على حساب الإيطالي لوكا ماريسكا .

وكان الموعد يوم أمس كذلك، مع دخول أربعة  مصارعين البساط، ويتعلق الأمر بفالح ميدون ( أقل من 84 كلغ ) وحسين دايخي ( أكثر من 84 كلغ )، وكريمة مكاوي (أقل من 68  كلغ) ولبنى مقداس (أكثر من 68 كلغ) .