أكدت وزيرة التكوين والتعليم المهنيين، نسيمة أرحاب، أمس، بقسنطينة، أن منافسات أولمبياد المهن تشكّل محطة أساسية لتحديث مناهج التكوين المهني وربطها بشكل أوثق مع احتياجات سوق العمل، من خلال الاستفادة من الملاحظات التقنية التي تفرزها هذه التظاهرة.

أوضحت الوزيرة، خلال إشرافها على انطلاق المنافسات الجهوية لأولمبياد المهن بساحة أول نوفمبر بوسط مدينة قسنطينة، في إطار زيارة عمل إلى الولاية، أن هذه التظاهرة تشكل فرصة للاستماع إلى المتنافسين والمتعاملين الاقتصاديين وكذا المكوّنين ولجنة التحكيم، بما يسمح، حسبها، بإدراج مقاربة جديدة في استراتيجية القطاع لتحفيز الشباب وتأهيلهم إلى ولوج عالم الشغل سواء، عن طريق التوظيف أو من خلال استحداث مشاريع خاصة.

وأجرت أرحاب زيارة معاينة لمعهد التكوين المهني "عبد المجيد زيتون" بعلي منجلي الذي يحتضن دورة تكوينية لفائدة أساتذة القطاع حول "المقاربة بالكفاءات"، في إطار مقاربة تعميم الكفاءات في القطاع لضمان طرق جديدة  للتلقين وتحسين الأداء المهني، حيث أكدت أن هذا المشروع التكويني سيمتد لعدة أشهر لتقييم مدى التمكن في المقاربة وتحديد النقائص قبل انطلاق دورة فيفري. كما شملت الزيارة فندق "الحسين" بذات المقاطعة الإدارية، حيث تابعت الوزيرة مختلف الأنشطة التكوينية في مجالات الطبخ التقليدي والفندقة، لتتنقل بعدها إلى ساحة أول نوفمبر بوسط مدينة قسنطينة لمعاينة المنافسات الجهوية لأولمبياد المهن، والتي تضم تخصّصات فن الطبخ والتمديدات الكهربائية والترصيص والتدفئة.

وفي تصريح للصحافة، أبرزت الوزيرة أن زيارتها سمحت بالتعرف على شباب طموح مبتكر ومتمهن، له كل الحظوظ لولوج عالم الشغل من بابه الواسع، موضحة بأن الهدف من ذلك هو "إظهار إمكانيات الشباب، والتعامل المباشر مع المتعاملين الاقتصاديين لمعرفة أساسيات احتياجات عالم الشغل، بما يضمن توافقا بين التكوين واحتياجات المؤسّسات الاقتصادية من حيث اليد العاملة المؤهلة، فضلا عن خلق شبكة من المكوّنين والممتهنين يكون فيها تبادل للتجارب وتبادل للاختصاصات".

للإشارة، فإن التصفيات الجهوية لأولمبياد المهن لسنة 2025 عرفت مشاركة أزيد من 5700 مترشح ومترشحة عبر مختلف ولايات الوطن، من بينهم أكثر من 1100 شابة، حيث جرت التصفيات الولائية خلال شهر أفريل الماضي، متبوعة بالمرحلة الجهوية في سبتمبر الجاري بعدة ولايات .

وافتتحت بقسنطينة، التصفيات بقسنطينة مند ثلاثة أيام، بمشاركة 294 متنافس يتوزعون على 14 ولاية هي سوق أهراس، والطارف، وعنابة، وسكيكدة، وتبسة، وخنشلة، وأم البواقي، وقالمة، وقسنطينة، وجيجل، وميلة، وسطيف، وبرج بوعريريج، وباتنة. وعرفت التظاهرة منافسة بين الشباب في 42 تخصّصا، بغية التأهل إلى الأولمبياد الوطني، المزمع تنظيمه بمدينة وهران منتصف نوفمبر المقبل، حيث أشرف على التظاهرة لجنة تحكيم، تضم 60 متعاملا اقتصاديا و72 أستاذا من قطاع التكوين المهني والتمهين.