في عملية نوعية للجيش بأعالي قسنطينة

القضاء على أمير «سرية الغرباء» بجبل الوحش

القضاء على أمير «سرية الغرباء» بجبل الوحش
  • 1168
خال حواس خال حواس

وضعت قوات الجيش، ليلة أول أمس، بأعالي جبل الوحش (قسنطينة) حدّا لنشاط جماعة إرهابية «سرية الغرباء». العملية النوعية التي جاءت تبعا لاستغلال جيد للمعلومات، وبعد ترصد وتتبع لتحركات هذه الخلية منذ أسابيع، مكنت من قطع رأس أميرها لعويرة نور الدين المدعو «أبو الهمام» ومرافقه المدعو «بلال.ف» في كمين محكم.

ذكرت مصادر المساء أن مفرزة للجيش، تبادلت إطلاق النار مع المجرمين المحاصرين الذين رفضوا الاستسلام والاستجابة لأمر تسليم أنفسهم، حيث بادروا إلى إطلاق الرصاص على أفراد الجيش. جرت العملية قرب مسجد محاذ للطريق السيار بجبل الوحش بأعالي قسنطينة والرابط مع سكيكدة وعنابة.

هي منطقة غابية شهدت منذ التسعينات حوادث إرهابية وشكلت معابر للإرهابيين وتنقلاتهم وكذا لتخفّيهم.

أكثر من ذلك أن منطقة جبل الوحش متاخمة لعديد الأحياء الشعبية، منها التي تمت إزاحتها في عمليات الترحيل وبرامج القضاء على السكن القصديري والصفيح كأحياء «فج الريح» و«طنوجي» و «حي مسكين» وأجزاء واسعة من حي الفوربور وغيرها».

 القضاء على أمير سرية «الغرباء» يعتبر ضربة موجعة لفلول الإرهاب وبقاياها، فهذه السرية كانت أعلنت مبايعتها للتنظيم الإرهابي الدولي «داعش».

 المعلومات الأولية التي تحصلت عليها «المساء» مباشرة بعد إتمام العملية بنجاح وبنصر مبين على الضالين، تفيد بأن المجرم أبو الهمام، أمير الغرباء، هو من قام باغتيال حافظ الشرطة (عمار/ح) قبل حوالي سنة.

 التأكيد على ذلك كان بعثور قوات الجيش على مسدس حافظ الشرطة عمار بحوزة الإرهابي المقضي عليه، والذي عثر بحوزته أيضا على كمية من الذخيرة.

للتذكير، اغتيل حافظ الشرطة (عمار /ح) داخل مطعم «السلام» بحي الزيادية عندما كان يتناول وجبة عشاء، ولم تتمكن مصالح الأمن من إيقاف المجرم في عين المكان، حيث تبين بعد ذلك أنه من سكان حي «الفوربور» المجاور لحي الزيادية أي يعرف بالمداخل والمخارج. وعليه كان حضّر لجريمته بدقة ودراية وخطط لمسارب فراره وانسحابة بحكم معرفته بالحيّين. وهو مّمن شملتهم عملية الترحيل إلى مدينة علي منجلي، أي من عائلة استفادت من سكن مدعّم من الدولة على غرار كل المستفيدين في حي الفوبور.

تأكيد على الجاهزية والتنسيق المحكم

ذكرت مصادر موثوقة لـ«المساء» أن مفارز الجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن، متأهبة منذ أسابيع عديدة، بل منذ أشهر، وجاهزة لكل الاحتمالات، وكثفت «مراصدها» ويقظتها دون توقف، ليل نهار. وأكدت هذه المصادر المسؤولة «للمساء»، أن التنسيق المحكم بين المصالح الأمنية ضمن خطط مراقبة دقيقة ودائمة (بعيدا عن الأنظار)، يسمح بالقول بأن المجرمين «لن يمرّوا» كما كتبت «المساء» قبل أيام. يتم ذلك استنادا إلى الدعم الكبير من طرف المواطنين الذين يساهمون بحسّهم الوطني الكبير في حماية الجزائر والدفاع عنها بتفويت وإجهاض كل مخططات المجرمين والمتربصين ببلادنا، وأضافت نفس المصادر، بأن الجزائر عصية على أعدائها بفضل وطنية أبنائها، وأن المجرمين والضالين مآلهم مزابل التاريخ.

 إلتحق بالجماعات الإرهابية عام 2008

أمير «الغرباء» المدعو أبو الهمام، كان محل بحث منذ سنوات، وبشكل خاص منذ السنوات الأخيرة، كان إلتحق بالجماعات الإرهابية عام ٢٠٠٨ وثبت تورطه في عديد العمليات الإرهابية، أكثر من ذلك، واستنادا إلى مصادر «المساء»، فإنه كان يحضر لسلسلة اغتيالات وفق أجندات مدروسة، أي تستهدف أشخاصا محددين من مواطنين وعسكريين ورجال أمن ... وهذا لإحداث الوقع والصخب الإعلامي في الرأي العام على أنهم (أي الإرهابيين) مازالوا نافذين ومؤثرين، لترهيب المواطنين وإدخال الشكوك على أنهم فاعلين.

ومن ثمة أن «داعش» تمكنت من دخول الجزائر وتجنيد أتباعها وفرض حضورها.

 المواطنون: نحن معكم

غداة العملية (أي أمس)، أجرت «المساء» استطلاعا في أحياء جبل الوحش والزيادية والفوربور  لرصد ردود فعل المواطنين حول القضاء على أمير «سرية الغرباء».

المواطنون الذين تحدثوا للمساء (نساء ورجال) أكدوا استعدادهم الدائم وغير المشروط في الوقوف مع جيشهم ومع قوات الأمن ضد الإرهاب وفلوله ومسانديه وداعميه، مؤكدين بأن الذين يراهنون على العودة إلى سنوات الفوضى والجنون لن يمرّوا ولن يتمكنوا من فرض منطق الدم. وعبّروا عن شكرهم لمفارز الجيش وقوات الأمن الذين صدّوا وتصدوا لكيد الكائدين، ويسهرون ويضحون من أجل المواطنين وحمايتهم.

وذكروا مرّة أخرى بما قام به حافظ الشرطة عويش احسن قبل أسابيع بحي باب القنطرة حين تمكن بشجاعة فائقة من إبطال عملية إجرامية انتحارية استهدفت تفجير مقر الأمن الحضري الثالث عشر بقسنطينة، والتي جنّبت «كارثة» كبيرة.