اليوم الثّالث من امتحانات بكالوريا 2025

الفلسفة تُبكي الأدبيين والعلوم ترفع معنويات العلميين

الفلسفة تُبكي الأدبيين والعلوم ترفع معنويات العلميين
  • 197
إيمان بلعمري إيمان بلعمري

❊ النّاشط التربوي يوسف رمضان:  ضرورة ردع المتلاعبين بمشاعر المترشّحين

تواصلت مجريات امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2025 أمس، في يومها الثالث، حيث امتحن المترشّحون في مادة الاختصاص بالنسبة لكل شعبة، وفي حين أبكت الفلسفة الأدبيين أثلجت مواضيع العلوم الطبيعية والحياة صدور العلميين بعد تعثّرهم في الرياضيات.

 عوّض الممتحنون في شعبتي العلوم والرياضيات نكسة الرياضيات التي استصعبها الكثيرون أول أمس، بالاجتهاد في الإجابة عن مواضيع امتحان العلوم الطبيعية والحياة التي بدت لهم سهلة. وأكدوا أن الأسئلة وردت مباشرة رغم أنها كانت طويلة.

وأكد تلاميذ الشُعب العلمية، أن ما طرح في مادة العلوم كان من المقرّر الدراسي ولم يخرج عن ما درسوه في الأقسام، حيث أبدوا تفاؤلهم من تحقيق نتائج جيدة تعوّض لهم ما ضاع من نقاط في مادة الرياضيات، نفس الشيء بالنّسبة لتلاميذ شُعبة تقني رياضي، الذين امتحنوا في مادة التكنولوجيا وأكدوا أن مواضيع المادة الأساسية كانت في متناول التلميذ الذي راجع وحضر دروسه منذ بداية السنة الدراسية، وهي نفس انطباعات الممتحنين في شُعبة تسيير واقصاد الذين امتحنوا في مادة التسيير المحاسبي والمالي.

في المقابل، تفاجأ مترشّحو شعبة آداب وفلسفة، من صعوبة موضوع الفلسفة الذي لم يكن ضمن مقترحات وتوقعات أستاذة الدروس الخصوصية، حيث غادر أغلبيتهم قاعات الامتحان قبل الوقت المحدد غير راضين عن إجابتهم نظرا لعجزهم عن حل أحد المواضيع الثلاثة التي وصفوها بالصعبة والمعقّدة.

وتناول الموضوع الأول لهذه المادة درس "الأخلاق" والموضوع الثاني "التحليل النّفسي، قيمة اللاشعور" ، أما تحليل النّص فتحدث عن "علم النّفس". وهو أخر درس في المقرّر الدراسي لكنه لم يكن منتظرا، ما جعل البعض يؤكد أن مادة الفلسفة لم تكن في المتناول.

وحسب متتبعين للشأن التربوي، فإن ما وقع مع مادة الفلسفة سببه اعتماد التلاميذ على تكهنات أساتذة الدروس الخصوصية التي رجّحت طرح المقالات في الامتحان، حيث أن الكثير منهم قاموا بالترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحاتهم وقنواتهم الرسمية على "فايسبوك" ويوتيوب، لبعض المقالات على أنها ستكون مواضيع امتحان بكالوريا جوان 2025. ما جعل التلاميذ يتأثرون بهذه الإشاعات ويعتمدون فقط على مراجعة دروس الإحساس والإدراك، العادة والإرادة، الحقوق والواجبات، الشغل وبالتالي أهملوا باقي البرنامج ليتفاجؤوا بمواضيع لم تكن في الحسبان ولم يتطرقوا إليها أثناء المراجعة. 

أمام هذه الوضعية لاحظت "المساء" أمام بعض المراكز بالعاصمة، حالات من البكاء والصراخ والإغماءات وسط مترشّحي الشعبة الذين لم يتحمّلوا صعوبة المواضيع وعدم حيازتهم على أية أجوبة، لاسيما وأن الفلسفة مادة أساسية بالنّسبة لشعبتهم ذات معامل 6. 

على هذا الأساس يرى النّاشط التربوي يوسف رمضان، في اتصال مع "المساء" ضرورة معاقبة أساتذة الدروس الخصوصية الذين يقومون بتحديد وترشيح دروس معيّنة على حساب أخرى والتلاعب بمستقبل التلاميذ، داعيا إلى تجريم هذه الأفعال والحد من هذه الظاهرة التي باتت تمس بمصداقية الامتحان وتلعب بنفسية التلاميذ، مشيرا إلى دور الأولياء والإعلام في التحسيس والتوعية من الانعكاسات السلبية للظاهرة على النّتائج. وأضاف محدثنا قائلا "حذّرنا مرارا وتكرارا من اتباع المواضيع المقترحة والاعتماد عليها فقط أثناء المراجعة، ودعونا في وسائل الإعلام إلى مراجعة كل الدروس الواردة في المقرّر الدراسي".

ويجتاز مترشّحو الشُعب السبع اليوم، امتحان مادة التاريخ والجغرافيا في الفترة الصباحية واللغة الأمازيغية في الفترة المسائية وهو آخر اختبار بالنّسبة للأدبيين.