دنسوا مقدساته بالآلاف أمس

نداءات استغاثة فلسطينية لإنقاذ القدس من التهويد

نداءات استغاثة فلسطينية لإنقاذ القدس من التهويد
  • القراءات: 713
م.مرشدي م.مرشدي

توالت النداءات ”مبحوحة” للمطالبة بحماية المسجد الأقصى الشريف الذي استباحه المستوطنون اليهود ضمن عمليات تدنيس غير مسبوقة، شملت هذه المرة باحاته وأماكنه المقدسة من دون أن تجد قوة قادرة على ردع حكومة إسرائيلية عملت ضمن إستراتيجية الخطوة ـ خطوة للوصول إلى مبتغاها لتهويد أحد أقدس المقدسات الإسلامية.

ولم تجد الحكومة الفلسطينية في سياق الأمر الواقع المفروض، من وسيلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سوى توجيه نداء استغاثة باتجاه  الحكومات العربية والإسلامية وحكومات مختلف دول العالم للقيام بـ ”تحرك فوري لحماية المسجد الأقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية من الغزاة المتطرفين”.

وأقر يوسف المحمود، الناطق باسم الحكومة الفلسطينية بعجز حكومته عن فعل أي شيء لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين من خطة صهيونية مدبرة من أجل تجريد القدس الشريف من كل ما هو إسلامي أو مسيحي ضمن خطة اعتمدت المرحلية في تجسيدها تارة بالبحث عن هيكل النبي سليمان عليه السلام وتارة أخرى بحق اليهود في حائط المبكى وتارة بحقهم في زيارة مقدسات تلموذية داخل المسجد الشريف وإحياء أعياد دينية فيها.

وهي نفس الخطة أيضا التي اعتمدتها في بسط هيمنتها على القدس الشرقية منذ ضمها إلى القدس الغربية سنة 1981 واعتبرتها عاصمة أبدية للكيان المحتل ولكنها بقيت على موقفها تتريث اللحظة المناسبة لفعل ذلك إلى غاية أن قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في السادس ديسمبر من العام الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ضمن خطوة مهّد من خلالها لنقل سفارة بلاده إليها منتصف شهر ماي الماضي في نفس ذكرى يوم النكبة.

واستغلت إسرائيل منذ ذلك التاريخ، وهي متحررة من كل قيد هذا الاعتراف لمنح المستوطنين اليهود الحق في تدنيس المقدسات الإسلامية أمام أنظار عالم  إسلامي مستسلم وغير قادر حتى على رفع يديه لقول كلمة ”لا” عالية أمام جبروت إسرائيلي ـ أمريكي، الغرض النهائي منه تكريس خطة فرض ”صفقة القرن” التي تريد الإدارة الأمريكية الحالية تمريرها على الفلسطينيين بكيفية تجعلهم يقبلون التضحية بحقوقهم في القدس الشريف وفي عودة اللاجئين وفي عاصمة دولتهم المستقبلية وحتى في حق إقامة دولتهم المستقلة.

ورغم أن التطورات التي تعرفها مدينة القدس وكل الأراضي الفلسطينية خطيرة، فإن السلطة الفلسطينية لم تجد من شيء تقوله سوى ”تحميل، حكومة الاحتلال المسؤولية عن اقتحام آلاف المستوطنين  الحرم الشريف، واعتدائهم على المواطنين وتحميل الحكومات العربية والإسلامية والمجتمع الدولي المسؤولية عن صمتهم تجاه الاعتداءات الإسرائيلية اليومية ضد القدس ومقدساتها”. وقال يوسف المحمود أمس، إن ”هذا اليوم هو يوم أسود في تاريخ مدينة القدس وفي تاريخ فلسطين وتاريخ العرب والمسلمين” بعد أن زحف آلاف المستوطنين على الأقصى المبارك في أبشع صور لاحتلاله، ضمن أكبر ”تحد للأمتين العربية والإسلامية”.

وأدانت الخارجية الفلسطينية في وقت سابق اقتحام آلاف اليهود  المتطرفين لباحات المسجد الأقصى بدعوى أداء صلوات تلموديه، إحياء لما يسمى بـ«ذكرى خراب الهيكل” الوهمية والتي تهدف في حقيقتها إلى استهداف المسجد الأقصى الشريف والبلدة القديمة في القدس المحتلة لنزع الصفة الإسلامية عنها.

ونظرا إلى خطورة هذه التطورات، فقد طالب، يوسف أدعيس وزير الشؤون الدينية الفلسطيني مواجهة الحملة اليهودية حفاظا على ”حق المسلمين الديني والتاريخي والسياسي في المسجد الأقصى وفي غيره من الأماكن المقدسة التي تشكل ملكا وقفيا خالصا بالمسلمين لا يجوز بأي حال تغييره أو سرقته، تحت أي حجج تاريخية واهية وكاذبة”.ولكن ما فائدة هذه التصريحات ما دام العرب والمسلمين يلتزمون صمتا لا شيء يبرره ”لتزكية” ما يقوم بها المستوطنون الذين زحفوا بالآلاف إلى داخل القدس الشريف وسيواصلون عمليات تدنيسهم طيلة أسبوع ولن تجد من العرب والمسلمين من يتحرك لرفض سياسة الأمر الواقع التي جعلت إسرائيل تتجرأ حتى على منع المسلمين، أصحاب الأرض والمقدسات من القيام بشعائرهم الدينية، بل واعتقال كل فلسطيني يرفض الامتثال لمثل هذا الواقع العنصري.