ضمن بوادر تصعيد خطير في المنطقة العربية

نتانياهو ينقل الصراع مع إيران إلى ميونيخ

نتانياهو ينقل الصراع مع إيران إلى ميونيخ
  • القراءات: 468
م. مرشدي م. مرشدي

اشتدت لهجة العداء بين إسرائيل وإيران مجددا بشكل مفاجئ أمس، عندما راح الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يتوعد هذه الأخيرة برد قاس في حال قامت بشن هجوم على بلاده انطلاقا من الأراضي السورية.

واختار نتانياهو منتدى الأمن في العالم المنعقد بمدينة ميونيخ الألمانية، ليؤكد على نزعته العدائية  لإيران وشخص وزيرها للخارجية محمد جواد ظريف، الذي كان حاضرا في المنتدى.

وقال نتانياهو مخاطبا الوزير الإيراني وهو يحمل قضيبا من بقايا طائرة بدون طيار أسقطتها دفاعات بلاده الأسبوع الماضي، داخل مجالها الجوي وقالت إنها إيرانية "لا تحاولوا مرة أخرى التأكد من مدى حزم إسرائيل في توجيه ضربات قاصمة لبلدكم". 

وقال الوزير الأول الإسرائيلي في كلمة أمام المشاركين في المنتدى نعتتها وسائل الإعلام الحاضرة بـ "المسرحية": هذه قطعة من طائرة بدون طيار إيرانية السيد ظريف هل عرفتها؟ من المؤكد أنك عرفتها إنها طائرتكم". ولم يكتف نتانياهو بذلك وراح يتهجّم على وزير الخارجية الإيراني واتهمه بالقول "أنت تكذب ببلاغة كبيرة".

ولم ينتظر محمد جواد ظريف، طويلا للرد على نتانياهو وبنفس اللغة التهكمية واصفا تصريحاته بـ« مجرد تهريج"، وقال أمام المشاركين "لقد كنتم أمام سيرك هذا الصباح بما لا يستدعي الحاجة للرد عليه".

وبغض النّظر عن طبيعة اللغة المستعملة من طرف الرجلين إلا أنها حملت مؤشرات على تصعيد مرتقب في المنطقة، وأن عمليات القصف التي نفذتها طائرات إسرائيلية الأسبوع الماضي، ضد قاعدة قالت إنها لطائرات بدون طيار إيرانية وضعت خصيصا من أجل التجسس عليها ما هي سوى بداية لمثل هذه التطورات.

وحتى وإن دحضت السلطات الإيرانية الادعاءات الإسرائيلية إلا أن استعراض الوزير الأول الإسرائيلي لما يجري في المنطقة أمام ممثلي وزارات الدفاع في مختلف بلدان العالم، إنما أراد من ورائه إشهاد العالم على أي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا تبقى للدفاع عن النفس والتظاهر على أن إسرائيل ضحية انتهكت سيادتها.

وراح في المقابل ينعت إيران بكل الأوصاف والقول إنها ستتمكن من تصنيع أول قنبلة ذرية خلال العشر سنوات القادمة، وأنها  بمجرد أن تمتلك السلاح النووي فإن اعتداءاتها ستخرج عن نطاق السيطرة، وأن تهديداتها ستمس حينها كل العالم في رسالة مشفرة باتجاه الحضور بأنهم معنيون أيضا إزاء خطر تنامي القوة العسكرية الإيرانية، وأن الأمر لم يعد مقتصرا على إسرائيل فقط.

وهي تصريحات حملت في طياتها بوادر انزلاق عسكري في المنطقة ستجد فيه إسرائيل ضالتها، وهي التي ما فتئت تتوعد بضرب إيران على خلفية برنامجها النووي الذي تحاول إسرائيل " شيطنته" حتى تجد المبررات المقنعة لتدمير المفاعلات النووية الإيرانية كما فعلت مع العراق.

ورغم أن ندوة ميونيخ حملت شعار الأمن الدولي، إلا أن نتانياهو استغلها من أجل زرع بذور الحرب والفتنة بدعوى أن إسرائيل لن تقبل أبدا بأن يطوق الإرهاب عنقها وراح يتوعد بضرب لبنان لتقليم أظافر حزب الله.

وهو التهديد الذي جعل وزير الدفاع اللبناني يعقوب رياض صراف، لا يحتمل التزام الصمت بشأنه وقال إننا مستعدون للدفاع عن بلدنا وأن كل اللبنانيين مستعدون للموت من أجل لبنان.

ولم يقتصر الرد على تصريحات نتانياهو على ممثلي دول المنطقة ولكنه انتقل إلى روسيا عندما تساءل النائب الروسي الكسي بوسخوف، باتجاه نتانياهو: إذا قصفتم إيران فماذا يحدث بعدها في إشارة إلى أن كل مغامرة عسكرية إسرائيلية ستدخل المنطقة كلها في متاهة حرب شاملة.

وهي مؤشرات جعلت المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، يؤكد أن المنطقة لم تشهد منذ أربع سنوات تورط قوى دولية بهذا العدد في سوريا مما أدى إلى وقوع حوادث مقلقة، داعيا الجميع إلى تحمّل هذه الدول مسؤوليتها وإلا فإن الوضع سينزلق ويخرج حينها عن نطاق السيطرة.