إقليم كاتالونيا

ماريانو راخوي في برشلونة لقبر فكرة الانفصال

ماريانو راخوي في برشلونة لقبر فكرة الانفصال
  • القراءات: 444
م م م م

قام رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، أمس، بزيارة إلى مدينة برشلونة عاصمة إقليم كاتالونيا هي الأولى له منذ إعلان استقلال هذا الإقليم نهاية شهر أكتوبر الماضي.

وقال راخوي في تصريح أدلى به إنه جاء من أجل استعادة كاتالونيا إلى حضن المملكة الإسبانية على أساس مبادئ الديمقراطية والحرية، في إشارة إلى الانتخابات التي قرر تنظيمها يوم 21 ديسمبر القادم، من أجل إبطال قرار الاستقلال الذي نظمته حكومة كارل بيغديمونت، المحلة بقناعة أن الأغلبية الصامتة في هذا الإقليم لم تقل كلمتها وهي ليست بالضرورة مع فكرة الانفصال.   

وخاطر راخوي، بقيامه بزيارة إلى هذا الإقليم الذي مازال الانفصاليون فيه يسيطرون على المشهد العام وسط عصيان غير معلن ضد السلطات المركزية في مدريد كان آخره تنظيم أضخم مسيرة احتجاجية أول أمس، في عاصمة الاقليم احتجاجا على ما وصفوه بالحيف الذي تريد الحكومة الإسبانية فرضه عليهم ومنعهم من تحقيق رغبته في الانفصال.

يذكر أن راخوي، زار عاصمة إقليم كاتالونيا بصفته أمينا عاما للحزب الشعبي اليميني الحاكم ضمن الحملة الانتخابية الممهدة للانتخابات الجهوية المذكورة ضمن خطوة لإبطال مزاعم الانفصاليين بأنهم يشكلون الأغلبية في هذا الإقليم.

يذكر أن الحكومة الإسبانية سارعت لإبطال مفعول نتيجة استفتاء الانفصال الذي جرى نهاية شهر أكتوبر، بتفعيل نص المادة 155 من الدستور الذي ألغى بواسطته الحكم الذاتي ومؤسسات الإقليم واعتقال وزراء الحكومة التي فر رئيسها كارل بيغديمونت، إلى بلجيكا رفقة أربعة من وزرائه بينما تم اعتقال ثمانية آخرين تم الإفراج عن بعضهم أول أمس.    

وهي إجراءات ردعية وصفها أنصار الانفصال بأنها ضرب للديمقراطية وحرية المواطنين الإسبان قبل أن يؤكد رئيس الحكومة الإسبانية، أمس، أن حكومته إنما لجأت إلى هذه المادة من أجل فرض النظام وإعادة الديمقراطية إلى مسارها الصحيح.

ورغم القرارات التي اتخذها راخوي، تجاه الحكومة والمؤسسات المنتخبة في كاتالونيا إلا أنه فضّل أمس، استخدام لهجة مهادنة باتجاه سكان هذا الإقليم بعد أن طالب كبريات الشركات التي غيّرت مقارها إلى وجهات أخرى وخاصة إلى العاصمة مدريد بالعودة إليه وعدم إنزال عقاب جماعي على سكانه الذين لا يتحمّلون مسؤولية ما وقع.

كما حث راخوي، المواطنين الإسبان إلى اقتناء السلع المنتجة في كاتالونيا وعدم مقاطعتها في رد على النداءات التي دعت إلى ذلك عقابا لهذا على قرار الانفصال، وقال إن «كاتالونيا تبقى لجميع الإسبان.. وإسبانيا هي كاتالونيا وكاتالونيا هي إسبانيا».

يذكر أن حلم الاستقلال الذي راود 90 بالمئة ممن شارك في استفتاء الانفصال وعرف مشاركة 43 بالمئة من عدد الناخبين الكتالانيين تبخر فجأة ولم يدم سوى أياما قبل أن يقبره رئيس الحكومة الإسبانية في مهده بوضع كل الإقليم تحت سلطاته، وحل مؤسساته ووضع عدد من مسؤوليها رهن الحبس قبل الإفراج عنهم خلال اليومين الأخيرين.