قمة السبعة الكبار تفضح الخلافات الأوروبية ـ الأمريكية

ترامب تجاهل حلفاء الأمس وتوعّدهم بعقوبات أكبر

ترامب تجاهل حلفاء الأمس وتوعّدهم بعقوبات أكبر
  • القراءات: 1438
م. م م. م

كشفت قمة السبعة الكبار في العالم بمدينة كيبك الكندية أمس، عن الشرخ الذي ما انفك يتسع بين الدول الأعضاء منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، في ظل تباين المصالح بينها ضمن متغيرات مرشحة لأن تحكم علاقات الدول في عالم الألفية الثالثة. 

وشكلت الخرجات غير المتوقعة التي ما انفك الرئيس الأمريكي يتخذها وتحوّل العداء من روسيا التي تم طردها من هذه المجموعة قبل أربع سنوات عقابا لها على تورطها في الحرب في أوكرانيا وضمها جمهورية القرم، بداية تحول العداء باتجاه الإدارة الأمريكية.

وإذا كانت الدول الغربية الأخرى مقتنعة بأنها لن تتمكن في القريب العاجل من مضاهاة الولايات المتحدة أو حتى إرغامها على تعديل مواقفها إلا أن بذرة العداء مرشحة لأن تكبر وتنمو بكيفية تجعل من غير الممكن استمرار علاقة الود مع حليف الضفة الأخرى للأطلنطي.

ولم يكن اتهام وزير الخارجية الألماني هيكو ماس للرئيس الأمريكي أمس بتدمير الثقة بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة، سوى بداية لعداء مستفحل قادم بين الطرفين، مؤكدا أن مواقف الرئيس الأمريكي لن تزيد الدول الأوروبية إلا وحدة لمواجهة مثل هذه المواقف.

والحقيقة أن منطق التعامل الذي تبناه الرئيس الأمريكي الحالي وخرجاته الداعية إلى إحداث تغييرات جذرية على علاقة الود التي طبعت علاقات الدول الرأسمالية منذ الحرب العالمية الثانية، هو الذي أوصل مجموعة السبعة الكبار إلى مثل هذه النهاية.

وكان قراره بفرض ضرائب جمركية على ورادات الصلب والألمنيوم الأوروبية والكندية والسيارات الألمانية، بمثابة القطرة التي أفاضت كأس غيض الدول الأعضاء في أكبر تكتل اقتصادي عالمي مهيمن، وزادت القناعة لدى سلطاتها  بأن الرئيس الأمريكي لن يتوقف عند هذا الحد من العقوبات.

وهو ما جعل قمة مدينة كيبك تنتهي إلى فشل ذريع، قد يدفع إلى تأزيم علاقة الدول الست والولايات المتحدة، بعد أن حذّر الرئيس ترامب بإنزال عقوبات إضافية على شركائه التقليديين؛ من خلال فرض ضرائب أكبر على كل منتجاتهم الموجهة إلى السوق الأمريكية.

وفي مشهد غير مسبوق، غادر القادة الكبار قمة كيبك بعد أن رفض الرئيس الأمريكي التوقيع على البيان الختامي بدعوى احتجاجه على تصريحات الوزير الأول الكندي جوستين تريدو، التي اعتبرها طعنة في الظهر.

والمفارقة أن الرئيس ترامب لم يرفض التوقيع على البيان الختامي خلال اجتماع القمة، ولكن قال في تغريدة على تويتر انطلاقا من الطائرة التي كانت تقله من كندا إلى سنغافورة حيث سيحضر قمة ثنائية «تاريخية» مع نظيره الكوري الشمالي، «إن ترودو تصرّف بخنوع وليونة خلال اجتماع مجموعة السبع، ليعقد مؤتمرا صحفيا فقط بعد  مغادرتي»، مضيفا أن التعريفات الأمريكية نوع من الإهانة، وأنه لن يتم تخويفه، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها الوزير الأول الكندي في ختام القمة، لقرار ترامب  فرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم.

وقال ترودو: «سيكون هناك رد مع الأسف، لكنه سيكون واضحا وحازما لا لبس فيه، وهو أننا سنمضي قدما في اتخاذ إجراءات مقابلة في الأول من يوليو القادم.. الكنديون مهذبون وعقلانيون، لكن لن يتم التلاعب بهم».

والحقيقة أن العبارات التي تضمّنتها مسودة البيان الختامي التي انتقدت السياسة الحمائية التي انتهجها الرئيس ترامب ودعوتهم إلى إعادة تفعيل وعصرنة طريق عمل المنظمة العالمية للتجارة، ما كانت تلقى رضى رئيس أمريكي، أبان منذ عدة أشهر عن مواقف عدائية ضد حلفائه التقليديين، ويريد التعامل معهم وفق منطقه الاستعلائي ورغبته في قيادة الولايات لكل العالم.