الرئيس الأمريكي صب الزيت على النار

الهجرة السرية تفجر الائتلاف الحكومي في ألمانيا

الهجرة السرية تفجر الائتلاف الحكومي في ألمانيا
  • القراءات: 1054
م. مرشدي م. مرشدي

عادت قضية الهجرة واللجوء وسبل التعاطي معها لتفرض نفسها على المشهد السياسي في ألمانيا إلى الحد الذي وجدت فيه حكومة المستشارة أنجيلا ميركل مهددة بالسقوط خلال أسابيع فقط بعد تشكيلها من ائتلاف مختلف التوجهات السياسية.

فقد انتفض جناح اليمين المنضوي في هذا الائتلاف الحكومي ضد سياسة ميركل الخاصة بالهجرة بعد أن طالب بانتهاج سياسة أكثر حزما ضد سيول المهاجرين الذين تدفقوا على الحدود الألمانية بتزكية من ميركل نفسها.

وجهر وزير الداخلية هورست شيهوفر، برفضه لسياسة المستشارة وهدد بإغلاق حدود بلاده، مانحا إياها أسبوعين لغلق حدود بلاده في حال عجز قادة دول الاتحاد الأوروبي الثمانية والعشرين التوصل إلى صياغة سياسة موحدة لمواجهة هذه الظاهرة وبكيفية تتقاسم فيها كل الدول أعباء الوافدين من طالبي اللجوء والمهاجرين.

وقال الوزير إننا متمسكون بموقفنا، وفي حال فشلت قمة بروكسل نهاية الشهر الجاري في التوصل إلى سياسة موحدة، فإننا سنكون مضطرين لمنع كل مهاجر من دخول التراب الألماني.

ورفضت أنجيلا ميركل تحذيرات وزيرها للداخلية وسارعت إلى التأكيد من جهتها بأن برلين لن تلجأ إلى أي غلق آلي للحدود الألمانية أمام طالبي اللجوء حتى في حال فشلت القمة الأوروبية التي ستكون مسألة الهجرة من بين أهم نقاط جدول أعمالها.

وحتى إن تمسكت ميركل بموقفها الداعي إلى استقبال مزيد من المهاجرين رغم تحذيرات وزيرها للداخلية إلا أن ذلك لا يمنع من القول أن أيام الائتلاف الحكومي في ألمانيا أصبحت معدودة وقد تضطر ميركل للبحث عمن يقبل الانضمام إلى حكومتها في حال انسحب وزراء أحزاب اليمين الذين قبلوا الدخول في ائتلافها.

ولا يستبعد أيضا في سياق تفاعلات هذه الأزمة الداخلية في ألمانيا أن تتحول هذه القضية إلى أزمة سياسية جديدة بين برلين وواشنطن على خلفية التصريحات التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب والتي أكد من خلالها أن المواطنين الألمان انقلبوا ضد المستشارة أنجيلا ميركل بسبب سياستها غير الرشيدة في هذا الشأن.

وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة على صفحته في موقع «تويتر» إن سياسة الهجرة زعزعت التحالف الحكومي الهش في ألمانيا وزادت في تنامي الجريمة في أوساط المجتمع الألماني». وأضاف أن الدول الأوروبية ارتكبت خطأ جسيما بسماحها لدخول ملايين الأشخاص الأجانب الذين غيّروا ثقافاتهم بقوة في إشارة إلى اللاجئين الذين تدفقوا بمئات الآلاف خلال السنوات الأخيرة على مختلف البلدان الأوروبية وكانت ألمانيا أكبر دولة مستقبلة لهم.

وختم الرئيس دونالد ترامب تغريدته بالقول إنه لا يريد تكرار ما وقع في أوروبا في بلاده، حيث يتعرض لحملة انتقادات لاذعة بسبب سياسته الرافضة لاستقبال المهاجرين الوافدين عليها من دول أمريكا اللاتينية.