طباعة هذه الصفحة

فيما يستعمل تنظيم «داعش» سكانها دروعا بشرية

القوات العراقية تبدأ تحرير مدينة الموصل العتيقة

القوات العراقية تبدأ تحرير مدينة الموصل العتيقة
  • القراءات: 2632
م/ مرشدي م/ مرشدي

بدأت القوات العراقية أمس، آخر مرحلة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في الموصل، باقتحامها للمدينة العتيقة التي جعل منها هذا التنظيم آخر معقل له في هذه المحافظة الإستراتيجية في وسط البلاد.

 

وتعد هذه آخر المعارك التي تنتظر القوات العراقية المدعومة بالطيران الحربي للتحالف الدولي ضد هذا التنظيم، الذي تمكن من بسط سيطرته منذ سنة 2014 على أجزاء واسعة من مختلف المحافظات العراقية بدء بمنطقة الفلوجة بمحافظة الأنبار في غرب البلاد، ووصولا إلى محافظة الموصل في وسط البلاد ونينوى وكركوك في شماله وشماله الشرقي.

وأخضعت القوات العراقية المدعومة بمقاتلي مختلف العشائر الشيعية المدينة العتيقة بمحافظة الموصل لحصار عسكري مطبق ضمن خطة لتحريرها بعد أن اتخذها مقاتلو التنظيم الإرهابي آخر مركز لقيادته العامة، بما يؤكد أن المعارك ستكون ضارية بين عناصره وتعزيزات القوات النظامية العراقية الساعية إلى دحره بصفة نهائية من هذه المحافظة الإستراتيجية.

يذكر أن القوات العراقية قسمت منذ أكتوبر الماضي، محافظة الموصل إلى عدة قطاعات جغرافية، وعملت على تطهيرها الواحد تلو الآخر قبل أن تصل إلى الحي العتيق.

وينتظر أن تشرع القوات العراقية في تنفيذ عمليات قصف مدفعي مكثف على مواقع التنظيم الإرهابي تمهيدا لعمليات القصف الجوي التي عادة ما تنفذها طائرات قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وحسب مصادر الجيش العراقي فإن استعادة الحي العتيق في مدينة الموصل تعني اندحار التنظيم الإرهابي من ثاني أكبر المدن العراقية عامين منذ بسط سيطرته عليها في جوان 2014،  وشكّل ذلك في حينه أكبر انتكاسة للجيش العراقي.

وتشن القوات العراقية منذ ثمانية أشهر أكبر عملية عسكرية في محافظات غرب البلاد، في محاولة لاستعادة كل الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في وقت قياسي أمام اندحار الجيش النظامي العراقي الذي ترك جنوده ثكناتهم لأوسع عمليات نهب منظمة لترسانته الحربية التي مكّنت تنظيم «داعش» لأن يتحول إلى قوة ضاربة استدعت إقامة تحالفات دولية كبرى من أجل القضاء عليه.

وينتظر أن يعرف آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية  الإرهابي الواقع على الضفة الغربية لنهر دجلة حرب شوارع حقيقية بالنظر إلى طبيعة هندستها المعمارية الضيقة والتحصينات التي أقامها التنظيم، وجعل من سكانها المقدر عددهم بأكثر من 100 ألف نسمة دروعا بشرية لعرقلة تقدم القوات العراقية.

فعلى نقيض المدن التي تمكنت القوات العراقية من تحريرها إلى حد الآن، فإن وحدات الجيش النظامي العراقي ستكون مرغمة على خوض حرب مدن حقيقية بسبب استحالة دخول دباباتها ومدرعاتها شوارعها الضيقة، وهي غير مهيأة لذلك على عكس مقاتلي التنظيم الإرهابي.

وسارعت الأمم المتحدة أمس، والعديد من المنظمات الإنسانية الدولية إلى التحذير من مخاطر تلك المعارك على حياة السكان الذين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة حرب مفروضة عليهم، وهو ما يحتم على قوات الجيش التقدم ببطء وحذر كبيرين لتفادي سقوط قتلى في صفوف المدنيين.

وبنظر الكثير من المتتبعين لما يجري في العراق فإن فقدان تنظيم الدولة الإسلامية لسيطرته على مدينة الموصل سيكون بمثابة ضربة قوية لتواجده في العراق رغم احتفاظه ببعض المناطق في محافظة نينوى  في شمال العراق وأجزاء من محافظة كركوك في شمالـ شرق البلاد.

ولكن هل دحر هذا التنظيم في مدينة الموصل أو غيرها من المدن العراقية سيؤدي إلى انقراض التنظيم بنفس السرعة التي ولد بها، أم أنه سيتجدد في كل مرة ليكون ذريعة للقوى الكبرى لمواصلة تدخلها في مختلف البلدان العربية ضمن خطة مدروسة لتفكيكها.