تنظيم «داعش» يخسر آخر معاقله في العراق

الإدارة الأمريكية تحذّر من هجمات إرهابية في أوروبا

الإدارة الأمريكية تحذّر من هجمات إرهابية في أوروبا
  • القراءات: 422
م مرشدي م مرشدي

تمكنت القوات العراقية أمس، من بسط سيطرتها على منطقة روى بمحافظة الأنبار في أقصى غرب البلاد، لتكون آخر منطقة يندحر منها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي الذين فرت فلوله باتجاه مناطق صحراوية على الحدود السورية.

وبهذه الانتكاسة الميدانية الجديدة تكون معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق قد تهاوت، أشبه بسقوط أحجار الدومينو ثلاث سنوات منذ إعلانه إقامة «دولة الخلافة» الزائفة في بلاد الرافدين.

وشكل سقوط منطقة روى بمثابة نهاية حلم إرهابي ينتظر فقط تكريسه بسقوط آخر معاقله في بلدة البوكمال الغنية بالنفط في سوريا، حيث يتعرض لأعنف ضربات القوات السورية المدعومة بالطيران الحربي الروسي.

وتعد هذه أكبر انتكاسة ميدانية يتعرض لها هذا التنظيم الذي فرض سيطرته على ثلث الأراضي العراقية من الأنبار والفلوجة ومشارف العاصمة بغداد وصولا إلى الموصل التي تم دحر قواته منها الشهر الماضي، وشكل ذلك بداية ـ نهاية تنظيم إرهابي اقترن اسمه بعمليات القتل الجماعي والإعدامات والتعذيب وترويع السكان بما فيهم النساء والأطفال.

ولكن نهاية التنظيم تبقى مرهونة باندحاره أيضا في داخل الأراضي السورية، التي تؤكد كل التقارير أنها أصبحت وشيكة في ظل الضربات الموجعة التي ما انفك يتلقاها ضمن خطة عسكرية محكمة من طرف الجيش السوري وقوات التحالف الدولي.

وإذا كانت نهاية هذا التنظيم أصبحت مسألة وقت على الأقل بالنسبة لسوريا والعراق، إلا أن التساؤل الكبير الذي يطرحه عملاء مختلف أجهزة المخابرات الدولية الذين نشطوا في هذين البلدين يبقى جوهريا: أين اختفى مقاتلو التنظيم؟ وهل فعلا سينتقلون إلى منطقة الساحل الحلقة الأضعف في سياق الحرب المفروضة على هذا التنظيم؟

ويبقى مثل هذا الاحتمال مطروحا جدا بالنّظر إلى الأزمة الليبية وعجز حكومات منطقة الساحل في التصدي لعناصر عدة تنظيمات إرهابية ناشطة هناك إلا أن ذلك لا يمنع أيضا من طرح علامة استفهام حول مقاتلي التنظيم المنحدرين من جنسيات غربية وخاصة الأوروبية، الذين يتوقع أن يعودوا إلى بلدانهم الأصلية ضمن خطر قد يتشكل من جديد ضمن شبكات إرهابية «نائمة» لن تلبث في الظهور ثانية في قلب الدول الأوروبية نفسها.

وتكون هذه المخاوف هي التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تصدر تحذيرا أول أمس، حذّرت من خلاله  مواطنيها من السفر إلى مختلف الدول الأوروبية بمبرر وجود «خطر متصاعد لهجمات إرهابية» في القارة العجوز.

وأكدت كتابة الخارجية في بيانها أنها «تبقى قلقة من احتمال وقوع هجمات إرهابية في المستقبل في بلدان أوروبية بقناعة أن هذه التنظيمات مازالت قادرة على تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا للتعويض عن خسائرها الميدانية التي تكبدتها في العراق وسوريا.. وبقناعة أنه لا يوجد بلد محصّن ضد هذه الهجمات.