الرئيس ميشال عون يدعو الرياض إلى توضيح أسباب عدم عودته

اتهامات لبنانية غير معلنة باحتجاز الحريري في السعودية

اتهامات لبنانية غير معلنة باحتجاز الحريري في السعودية
  • القراءات: 501
م.م م.م

طالب الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، السلطات السعودية بتوضيح الأسباب التي تحول دون عودة رئيس الوزراء سعد الحريري إلى بيروت، أسبوعا منذ إعلان استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية.وجاء بيان الرئاسة اللبنانية بعد صمت إلتزمته إزاء قضية بدأت تدخل هذا البلد في متاهة أزمة دستورية جديدة بعد عام فقط منذ تولي سعد الحريري رئاسة الوزارة الأولى وبعد قرابة عامين منذ رفض الرئيس ميشال سليمان الترشح لعهدة رئاسية أخرى.

وأكد الرئيس ميشال عون أمس، أن «لبنان بأهله وسياسييه ورياضييه لا يقبل بأن يكون رئيس وزرائه في وضع يتناقض مع الاتفاقات الدولية والقواعد المعتمدة في العلاقات بين الدول».

ودعا الرئيس عون، العربية السعودية إلى «توضيح الأسباب التي تحول حتى الآن دون عودة الحريري إلى بلاده»، مذكرا الرياض بما بين البلدين من «علاقات أخوة وصداقة متجذرة».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تستعمل فيها السلطات اللبنانية مثل هذه اللهجة الحادة مع السلطات السعودية منذ إعلان الحريري قرار استقالته انطلاقا من العاصمة الرياض في سابقة في تاريخ العلاقات الدولية وإلى درجة أن بيان الرئاسة اللبنانية أوحى بأن الوزير الأول اللبناني ممنوع من مغادرة الأراضي السعودية.

وسارت اتهامات الرئيس عون غير المعلنة في نفس سياق ما قاله زعيم حزب الله، حسن نصر الله الذي أكد من جهته أن الحريري «محتجز» من طرف العربية السعودية التي تمنعه من العودة إلى لبنان.

وسبق للرئيس ميشال عون أن أبدى أول أمس، الجمعة أمام عدد من الدبلوماسيين الأجانب في العاصمة بيروت قلقه «لما تردد عن الظروف التي تحيط بوضع رئيس الوزراء سعد الحريري وضرورة جلائها»، حيث تسري شائعات عن احتجازه في العربية السعودية.

وتشهد العاصمة اللبنانية اليوم تنظيم «ماراطون بيروت» اختير له هذه السنة شعار «عودة الحريري إلى لبنان»، حيث أكد بيان الرئاسة اللبنانية أن تنظيم هذه التظاهرة الرياضية جاء للتضامن مع الرئيس الحريري ومع عودته إلى وطنه.

وفاجأ الوزير الأول اللبناني سعد الحريري في الرابع من الشهر الجاري في خبر نقلته قناة تلفزيون «العربية» السعودية الطبقة السياسية في بلاده وكل اللبنانيين بقرار استقالته من منصبه انطلاقا من دولة أجنبية.

وأجرى الرئيس اللبناني ميشال عون أمس، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون لمطالبته بالتدخل بخصوص هذه القضية التي زرعت الخوف من احتمالات عودة لبنان إلى حلقة ضعيفة في الصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط بين قوى إقليمية.

يذكر أن الرئيس اللبناني رفض قبول استقالة وزيره الأول وأكد على ضرورة عودته إلى بيروت والتحدث إليه لمعرفة دواعي إقدامه على هذا القرار الخطير والتأكد من حقيقة الاتهامات التي وجهها إلى حزب الله الطرف الآخر في الحكومة وإلى إيران بتهديد حياته وهيمنتهما على الحياة العامة في لبنان.

وفي رد فعل دولي، حذر وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تليرسون إزاء هذه القضية كل طرف داخلي أو خارجي استعمال لبنان كمسرح لأي حرب بالوكالة في المنطقة العربية في تلميح واضح إلى لهجة الاتهامات المتصاعدة بين العربية السعودية وإيران. وأصبحت تنذر بحرب مفتوحة بين أكبر قوتين إقليميتين في نفس الوقت الذي جددت فيه سارة سانديرس الناطقة باسم البيت الأبيض أمس، التأكيد على احترام سيادة لبنان واستقلاله.