الجزائر وقطر قطعتا أشواطا فارقة في الشراكة الاستراتيجية.. سفير قطر:

العالم العربي بحاجة إلى الدبلوماسية الجزائرية

العالم العربي بحاجة إلى الدبلوماسية الجزائرية
سفير دولة قطر بالجزائر، عبد العزيز علي النعمه
  • القراءات: 375
ي. س ي. س

❊ زيارة الرئيس تبون إلى قطر في فيفري الماضي محطة هامة للارتقاء بالعلاقات 

❊ الزيارات المتبادلة للقادة توّجت بأرضية صلبة عبر عدد من الاتفاقيات

❊ قانون الاستثمار الجزائري يتيح فرصا خلاقة للثروة للجانبين

❊ إطلاق مشاريع سياحية جديدة ومشاريع تجارية وغذائية وصناعية

❊ مساهمة قطرية في جهود الجزائر لحماية التنوّع البيئي 

❊ تقدير قطري للمواقف المشرّفة للرئيس تبون تجاه الأمة العربية والإسلامية

اعتبر سفير دولة قطر بالجزائر، عبد العزيز علي النعمه، العلاقات القطرية - الجزائرية "نموذجا لعلاقات التكامل العربية - العربية"، بعد أن قطع البلدان خلال العام 2022 "أشواطا فارقة" في مسيرة العمل المشترك للانتقال إلى مرحلة "الشراكة الاستراتيجية الواعدة"، بفضل الإنجازات والزيارات رفيعة المستوى بينهما. قال السفير القطري في حوار خصّ به وكالة الأنباء الجزائرية، إن ذلك يعتبر "دليلا على حسن النوايا بين الأشقاء في كلا البلدين ورغبتهما الصادقة والجادة في خلق تقارب أكبر، تلبية لتوجيهات قائدي البلدين الشقيقين".

وأضاف أنه، حرص منذ تعيينه سفيرا لبلاده لدى الجزائر "على بذل كافة الجهود اللازمة للارتقاء بمستوى العلاقات القطرية-الجزائرية لما يتناسب مع حجم وإمكانيات البلدين والشعبين الشقيقين والتي تقترن بالإرادة المشتركة للقيادتين الرشيدتين في الانتقال بها إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية". وتابع أنه سعيا لتحقيق هذا الهدف "انطلقت ديناميكية العمل بين البلدين من خلال التقارب وتبادل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى"، مؤكدا أن زيارة الرئيس تبون إلى دولة قطر، شهر فيفري الماضي كانت "محطة هامة جدا لنقل مستوى العلاقات بين البلدين إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الواعدة، من خلال عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي رسمت بعدا جديدا لشكل العلاقات بين قطر والجزائر".

وقال السفير، إن المهتمين بالشأن القطري والجزائري "لاحظوا تطوّرا كبيرا ومتسارعا وعلى نطاق واسع خلال الفترة الماضية، إذ أصبحت علاقات البلدين مميزة، فهي مبنية في الأساس على الثقة المتبادلة والتي تمثل إحدى ثوابت السياسة الخارجية لكلا البلدين". وأبرز أن الزيارات المتبادلة للقادة "شكلت مسارا توّج بأرضية صلبة للعلاقات بين البلدين الشقيقين عبر عدد من الاتفاقيات، بما في ذلك اتفاقية التشاور السياسي والتنسيق بين وزارتي خارجيتي البلدين التي أتاحت فرصة للمسؤولين للتشاور والتنسيق وتبادل الرؤى إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك".

آفاق رحبة للتعاون الاقتصادي ومشاريع واعدة في عدة مجالات

وبخصوص الارتقاء الملحوظ لمستوى الشراكة الاقتصادية بين البلدين، قال السفير إن "الحديث عن العلاقات القطرية ــ الجزائرية، جميل، لكن تطبيقها على أرض الواقع أجمل بكثير"، معتبرا أن "آفاق التعاون الاقتصادي هي قناعات راسخة بين الأشقاء في كلا البلدين، تنفيذا لتطلعات القيادتين الرشيدتين في البلدين". وأبرز أهمية ترجمة هذه القناعات من خلال "مرافقة رجال الأعمال في البلدين والإشراف على التنسيق بينهم عبر اللجنة العليا المشتركة التي عقدت اجتماعات في الدوحة وفي الجزائر وتوصلت إلى نتائج ملموسة عبر اتفاقيات يعمل البلدان على تنفيذها على أرض الواقع".

وذكر في الصدد بترحيب رابطة رجال الأعمال القطرية بصدور قانون الاستثمار الجزائري الجديد، الذي قال إنه "جاء بتحفيزات تتيح فرصا خلاقة للثروة للجانبين، مضيفا أن ذلك تجلى خلال الزيارات المتتالية لرجال أعمال قطريين للدخول إلى سوق الإنتاج والصناعة في الجزائر وإعداد الترتيبات اللازمة لذلك. واستدل بـ"إنشاء المستشفى الجزائري ـ القطري ـ الألماني وكذا الدخول إلى أسواق إنتاج الحليب، فضلا عن توسيع نشاط الشركة الجزائرية ـ القطرية للحديد والصلب بالمنطقة الصناعية بلارة بولاية جيجل ونشاطات أخرى ستتضح معالمها في الفترة القادمة كالنقل الجوي والبحري والسكك الحديدية وغيرها".

كما ذكر بالتوقيع مؤخرا على اتفاقية استثمارية تقضي بتعزيز التعاون والاستثمار في تطوير وإدارة 73 فندقا تابعا لمجمّع سياحة، فندقة وحمامات معدنية في مختلف أنحاء الولايات، مشيرا إلى أن بلاده "بصدد إطلاق مشاريع سياحية أخرى، بالإضافة إلى مشاريع تجارية وغذائية وصناعية". وجدّد السفير القطري، حرص بلاده على "المساهمة في الجهود الحكومية في الجزائر الشقيقة لحماية التنوع البيئي وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض من خلال مشاريع على أرض الواقع"، مشيرا إلى أن "مركز تكاثر طيور الحبارى في محمية بريزينة وحماية الغزال يشكل أفضل أمثلة على ذلك ونحن نتطلع إلى المزيد".

العالم العربي بحاجة إلى الدبلوماسية الجزائرية

وبخصوص التوافق في المواقف الدبلوماسية بين البلدين بخصوص عدة قضايا، قال السفير "إن ذلك يتجلى في تطابق الرؤى بشأن عديد القضايا، أهمها القضية الفلسطينية وإيمانهما المشترك بإنهاء الأزمات والحروب في العالم عبر الطرق السلمية والتحاور". وقال إن دولة قطر "تثمّن دور الجزائر الإقليمي والعربي وتاريخها المشرف في حل الكثير من النزاعات الموجودة سواء في الإقليم أو في المنطقة العربية"، مضيفا أن "العالم العربي قبل غيره بحاجة إلى الدبلوماسية الجزائرية القائمة على مبادئ ثابتة".

وأشار إلى وجود "توافق إلى أبعد حد بين البلدين بشأن كل الملفات، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو إقليمية أو قضايا العالم العربي والقضايا الدولية والموقف تجاه القضية الفلسطينية وأيضا بشأن حلّ الأزمة الليبية"، موضحا أن "التحرك إزاء القضايا الساخنة يتم بروح توافقية وبرؤية متبصرة تخدم المصالح العربية أولا". وتابع المتحدث أن العالم "يمر اليوم بأدق المراحل وأكثرها تعقيدا وسط استقطاب جيو- سياسي وأيديولوجي وحروب قد تغير موازين القوى في العالم بأي لحظة"، مضيفا بالقول "نحن في المنطقة العربية علينا أن نجد آلية عمل توحد جهودنا، لنعمل كبنيان واحد وقوي لخدمة مصالحنا وإيجاد موقع قوي نقود به أمتنا".

وفيما يتعلق بالقمة العربية التي احتضنتها الجزائر، اعتبرها السفير بمثابة "إعادة بعث وتجديد روح العمل العربي المشترك"، مشدّدا على أن "التاريخ سيكتب بأنها كانت قمة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك من حيث البدء في حلحلة ملفات غاية في التعقيد، أبرزها الخلافات العربية-العربية والتوجّه نحو إنشاء تكتل اقتصادي عربي وملف المصالحة الفلسطينية وإعادة وضع القضية الفلسطينية في سلم أولويات العمل العربي من جديد وفرضه في الأجندة الدولية". وقال النعمه بشأن القضية الفلسطينية، إن دولة قطر "ستبقى دائما وأبدا إلى جانب أشقائها في فلسطين، وفاء لمسؤوليتها الأخلاقية في الوقوف مع الشقيق والوقوف إلى جانب الحق ونصرة المظلومين وانطلاقا من عدالة القضية".

وأكد السفير حرص دولة قطر على "تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني والإعلامي للشعب الفلسطيني، ضمن استراتيجيتها في تعزيز السلم والأمن الدوليين". وأعرب بهذا الخصوص عن تقدير بلاده لجهود الجزائر ومساعيها في حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة قائلا "نقدر مساعي الجزائر الحثيثة التي حرصت فيها على تعزيز التلاحم والتآخي بين مختلف الفصائل الفلسطينية من خلال مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وهو نجاح يضاف إلى رصيد الدبلوماسية الجزائرية".

تنويه بالمواقف المشرّفة للرئيس تبون

وعبر السفير النعمه عن تقدير دولة قطر "لجهود الجزائر وللمواقف المشرّفة للرئيس عبد المجيد تبون تجاه الأمة العربية والإسلامية وتحديدا تجاه قطر في مختلف المراحل الأخيرة التي سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب". ونوّه بإسهامات الرئيس تبون في "إنجاح كأس العالم بقطر 2022 والتي كان لها أثرها البارز في مشاركة سيادته بحفل الافتتاح، والتي أكسبت البطولة بعدا يضاف إلى مستوى التقارب بين البلدين، وهو دليل على الاهتمام والحرص الذي يوليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للجزائر قيادة وشعبا ولأخيه الرئيس تبون".