المجاهد عمر رمضان في ندوة حول الشهيد بونعامة بخميس مليانة

الشهيد جمع بين الحنكة السياسية والروح القتالية

الشهيد جمع بين الحنكة السياسية والروح القتالية
  • 1852
 م.أجاوت م.أجاوت

أكّد الرائد بالولاية التاريخية الرابعة، المجاهد عمر رمضان، أن الشهيد سي محمد بونعامة المعروف بجيلالي بونعامة، قائد هذه الولاية إبان ثورة التحرير المجيدة سنة 1954، كان له الفضل الكبير في إسماع صوت هذه المنطقة رغم الحصار العسكري الاستعماري عليها، مشيرا إلى أن الرجل استطاع أن يزاوج بين المناضل السياسي والعسكري طيلة مشواره الثوري إلى غاية استشهاده.

وأوضح المجاهد رمضان في ندوة صحفية نشطها أمس الأربعاء، بقاعة المحاضرات لجامعة جيلالي بونعامة بخميس مليانة (عين الدفلى)، في إطار منتدى الذاكرة لجمعية «مشعل الشهيد»، بالتنسيق مع جريدة المجاهد، أن الشهيد يبقى أكبر قائد أنجبته منطقة برج بونعامة بالونشريس، بالنظر للدور الكبير الذي لعبه في تحريك العمل الثوري ضد العدو الفرنسي على امتداد سلسلتي جبال الظهرة والونشريس التي كانت تشكل معاقل ثورة التحرير بالولاية التاريخية الرابعة، رغم مساعي العدو الاستعماري لإجهاض كل جهوده خاصة من ناحية اتصالاته العديدة لحل مسألة العجز في تحصيل العتاد والعدة (السلاح).

وأضاف المتحدث في هذا السياق، أن الشهيد بونعامة استطاع بحنكته السياسية وبراعته القيادية أن يصبح عضوا بارزا في المجلس العسكري بالمنطقة، ومن ثم رائدا بالولاية بـ(منطقة الونشريس وبوقايد والشلف)، وهذا بفضل القرارات التي توّج بها مؤتمر الصومام التاريخي 20 أوت 1956، مذكرا بأنه كان عضوا بارزا في فصيلة حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية.

وأوضح المتحدث أن الخناق والحصار اشتد على حدود الولاية التاريخية الرابعة أكثر، لاسيما بعد استشهاد الشهيد أحمد بوقرة، وخلافته من قبل الشهيد بونعامة، ما جعلها تعاني نقصا كبيرا في جلب السلاح والذخيرة من أجل مواصلة مشعل الثورة المسلحة. 

كما نوّه بالعبقرية العالية للرجل الذي يعود له الفضل في التخطيط لعمليات نصب الكمائن والاستعداد للمعارك مع الجيش الفرنسي، خاصة من خلال التحضير النفسي والبسيكولوجي للمجاهدين عند ملاقاة العدو، منتقدا الأقوال والشهادات التي كانت تشكّك في النشاط الثوري لهذه المنطقة التاريخية إبان الثورة، على أساس أن قادتها كانوا معارضين لمؤتمر الصومام وقراراته التاريخية التي مهّدت لمرحلة تنظيم جديدة في مسار الكفاح المسلّح من خلال تقسيم وتنظيم جيش التحرير وتحديد الرتب وإعادة ترتيب بيت جبهة التحربر الوطني.

واعتبر بالمناسبة أن سنة 1959 كانت بمثابة المرحلة الأكثر تعقيدا وصعوبة في تاريخ الثورة المسلحة، حيث شهدت معارك طاحنة بين مجهادي وجنود جيش التحرير والجيش الفرنسي الذي تعزّز بالمنطقة بأكثر من 650 ألف عسكري من المشاة والقوات الخاصة المدججين بالسلاح والعتاد الثقيل والطائرات الحربية، إلا أن كل ذلك لم يتمكّن من القضاء على الثورة وإسكات صوت الجزائريين وصرفهم عن مبدأ المطالبة بالاستقلال.

وللاشارة، الشهيد البطل جيلالي بونعامة الذي أطلق اسمه على جامعة خميس مليانة بعين الدفلى، من مواليد 6 أفريل 1929 بمنطقة برج بونعامة بالونشريس واستشهد يوم 28 أوت 1961 بضواحي البليدة، حيث يعد من أبرز مجاهدي الولاية التاريخية الرابعة إلى جانب الشهيد أحمد بوقرة، كما استطاع تعزيز حصن هذه الولاية الشامخة في وجه الاستعمار الفرنسي سنة 1957، وقد خلفه بعد استشهاده يوسف الخطيب المدعو سي حسان.