أحمد أويحيى خلال ندوة الشباب:

الشعب يرفض ديمقراطية الفوضى

الشعب يرفض ديمقراطية الفوضى
  • القراءات: 798
زولا سومر زولا سومر
أكد السيد أحمد أويحيى الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أن الجزائر التي كانت مستهدَفة بما يُعرف بـ "الربيع العربي"، نجت من هذه الكارثة بفضل وعي شعبها الذي يرفض التدخل الأجنبي، ويرفض أن يعيش مرة أخرى مأساة ثانية، أو أن يعود إلى المرحلة الانتقالية التي عاشها في التسعينات. وأضاف السيد أويحيى في كلمة ألقاها خلال ندوة الشباب التي نظمها حزبه أمس بزرالدة، قائلا بصريح العبارة: "99 بالمائة من الجزائريين يرفضون التدخل الأجنبي في بلدهم، لكن للأسف هناك ابن شهيد يستنجد بالصهاينة، ولا يسعى لاستقلالية منطقة القبائل فحسب، بل يحاول تدمير الجزائر"؛ في إشارة منه إلى فرحات مهني بدون أن يذكره بصريح العبارة.
وفي هذا السياق، قال السيد أويحيى إن استقرار الجزائر قضية كل الشعب الجزائري، وإن لم تشكل حاليا خطرا كبيرا فالخطر سيزداد حدة في حال عدم تقوية الوطنية، التي كما قال عنها "إن زالت فستزول الجزائر معها"، مذكرا بأن الجزائر كانت مصنَّفة في قائمة الدول المستهدَفة بالربيع العربي، ومشيرا إلى أن الأجندات الغربية وعملاءها في الوطن العربي عندما فشل مخططهم ولم يتمكنوا وقتها من الإيقاع بالجزائر، تركوا هذا الملف جانبا، لكنهم لازالوا ينتظرون الوقت الملائم لإعادة تحيينه بالاستثمار فيما يسمى بـ "سياسة التمرد السلمي" عن طريق ممارسة سياسات غسيل المخ وإيهام الشباب بحقوق الإنسان والديمقراطية؛ حيث حذّر الشباب من مغبة استعمالهم كوقود من طرف بعض الجهات في إطار تجسيد حسابات أنانية ومصالح سياسية ضيّقة على حساب أمن واستقرار بلدهم.
وأوضح المتحدث أن الديمقراطية التي يؤمن بها الشعب الجزائري ليست الديمقراطية الانتقالية أو ديمقراطية الفوضى؛ لأن الشعب سبق وأن كسر المرحلة الانتقالية في سنة 1995 عن طريق صناديق الانتخاب، وهو غير مستعد للعودة إلى هذه المرحلة.
وفي معرض حديثه وجّه السيد أويحيى أصابع الاتهام للمعارضة، التي تطالب بمرحلة انتقالية وتشكّك في نتائج الانتخابات، مؤكدا أن حزبه لا يقبل بسياسة من يرفض النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع، ويحاول الوصول إلى السلطة بالطرق الموازية على حساب إرادة الشعب، مضيفا أن من يريد رفض هذه النتائج وعدم قبولها فهو حر، ومن حقه التعبير عن آرائه، لكنه لا يمكن أن يفرض على الشعب مواقفه.
كما انتقد السيد أويحيى الجهات التي ترمي إلى زعزعة المؤسسة العسكرية؛ من خلال تصريحاتها تحت غطاء ما تسميه بحرية التعبير، حيث قال إن الجزائر بقيت صامدة بفضل جهود جيشها الذي يسهر على حماية حدودها، مؤكدا قوة هذه المؤسسة، التي لم يتمكن الإرهاب في التسعينات من زعزعتها، حيث قال: "إن من يحاول المساس بهذه المؤسسة لا يعرف عظمة الشعب الجزائري، الذي يقف إلى جانب الجيش الوطني الشعبي، ويرغب في أن تحمى هيبة الدولة والجزائر التي لا تزول بزوال الرجال".
وفيما يخص قرار إغلاق قناة "الوطن" عقب بثها حوارا مع زعيم ما كان يُعرف بـ "الجيش الإسلامي للإنقاذ" المحل مداني مزراق الذي أدلى بتصريحات خطيرة مست برموز الدولة، أفاد السيد أويحيى بأن الصحافة يجب أن تعلم أن حرية التعبير لا يجب أن تكون على حساب الجزائر. أما بخصوص مداني مزراق فقال المتحدث إن "هذا الأخير أدلى بتصريحات أولى، فتلقّى إجابات من الدولة، وأعاد التصريح مرة ثانية، لكنه صحح موقفه وقدّم اعتذارا، وذلك أفضل".
وفي رده على سؤال صحفي تعلّق بالمبادرة التي دعا إليها حزب جبهة التحرير الوطني لدعم برنامج رئيس الجمهورية، ذكر السيد أويحيى بأن حزبه يعمل من أجل نفس الهدف، المتمثل في دعم الرئيس، وأن جبهة التحرير الوطني عضو فعال في الدفاع عن القيم والمصالح الوطنية، لكنه أوضح أن التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني لم يجلسا سويا لمناقشة هذا الموضوع إلى حد الآن، آملا أن يتم التوصل لاحقا إلى تصور يلقى فيه الجميع تصوّره.
وفي الشأن الاقتصادي، جدّد السيد أويحيى التذكير بأن الجزائر فقدت 50 بالمائة من مداخيلها بسبب تراجع أسعار النفط، غير أنها لم تصل إلى الإفلاس والتراجع الاقتصادي مثل بعض البلدان، بفضل مواصلة سياستها التنموية وقدرتها على التحكم في قراراتها الاقتصادية. غير أنه حذّر من أن أموال صندوق احتياطات الصرف وصندوق الإيرادات لا تدوم إلى الأبد؛ لذا لا بد من إيجاد طرق لدعم الإنتاج، وتحسين المداخيل عن طريق جلب الاستثمار وتوقيف زحف المنتوجات المستوردة للتمكن من الاستمرار في الاستجابة للسياسة الاجتماعية.