مجاهدون وباحثون في ندوة "موعد مع التاريخ" بالمتحف الوطني للمجاهد:

الشباب الركيزة الأساسية والعنصر الفعال في تعزيز الوحدة الوطنية

الشباب الركيزة الأساسية والعنصر الفعال في تعزيز الوحدة الوطنية
  • القراءات: 949
حسينة. ل حسينة. ل
أبرز أخصائيون في التاريخ ومجاهدون أن شريحة الشباب كانت دائما في الريادة عندما تعلق الأمر بالحفاظ على الوطن ووحدته واستقلاله وسيادته، مؤكدين أن لهذه الشريحة دورا أساسيا في تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ عليها. وأكد الباحث في التاريخ محمد لحسن زغيدي الأستاذ بجامعة الجزائر 2، أن الهدف الأساس الذي يجب أن يشغل الشباب في ثقافته وتكوينه وفي عقيدته، هو هذه الوحدة الوطنية؛ لأنه عند استعراض تاريخ الجزائر نجد أن هناك خصوصية تنبع من كون عنصر الشباب في هذه الأمة عبر استمرارية وجودها وعبر الرسالة التاريخية التي نقرأها، دائما كان له الدور الأساس والفعال.
وأضاف زغيدي في مداخلته خلال ندوة تاريخية نُظمت أمس بالمتحف الوطني للمجاهد في إطار الحصة الأسبوعية "موعد مع التاريخ"، أنه إذا ما أخذنا التاريخ الحديث والمعاصر، على سبيل المثال لا الحصر، نجد دائما عنصر الشباب في طليعة وريادة هذا التاريخ في كل الجوانب التي نقرأها عنها أو نكتب في إطارها؛ ولذلك فإن المقاومة الوطنية بشقوقها الثلاثة؛ المقاومة الشعبية والمقاومة في إطار الحركة الوطنية والمقاومة في الثورة التحريرية، نجد أن عنصر الشباب كان دائما في الطليعة بداية بالأمير عبد القادر وانتهاء بديدوش مراد في ثورة 1954، مشيرا إلى أن سن الـ 24 و23 يتكرر دائما عبر التاريخ؛ سواء في كامل مسار المقاومة التي دامت أكثر من 90 سنة، أو مع بداية الحركة الوطنية إلى نهاية الثورة التحريرية.
واستشهد الباحث بتصريحات بعض الشخصيات الأجنبية التي تأثرت بنضال الشعب الجزائري، وعلى رأسه فئة الشباب، وذكر منهم المناضل الرئيس نيلسون مانديلا، الذي قال إن "الثورة الجزائرية صنعت مني رجلا"، وذلك طبعا بفضل احتكاكه بشباب هذه الأمة الثورية؛ أي الأمة الجزائرية. وأضاف المتحدث في مداخلته، أن الشباب الجزائريين مسؤولون مسؤولية أساسية عما يكتنزونه من فكر وطني موحد، خاصة أنهم لا ينطلقون من فراغ، بل من نصوص لمؤسسات ثورية، أولها بيان أول نوفمبر، وثانيها ميثاق الصومام، وثالثها قرارات المجلس الوطني للثورة، ورابعها ميثاق طرابلس، وهي كلها كانت تنص على الوحدة الوطنية.                  
وبالمناسبة، دعا الباحث في التاريخ المنظومة التربوية التي قال إنها تتشكل من الأسرة والمحيط الخارجي والمحيطي الإعلامي والتربوي، وهي الأوتاد الأربعة التي تتشكل منها صياغة الفكر الوطني للناشئة، دعاها إلى إعادة قراءتها ومفاهيمها ومراجعة نصوصها، لتستمدها من تجارب ناجحة صادقة، برهنت للعالم أجمع لا للجزائر فقط.
من جهته، تأسّف المحامي عمار رخيلة للقطيعة التي يعيشها جزء من الشباب مع المجتمع، كاشفا، بالمناسبة واستنادا إلى أرقام الضبطية القضائية، أن مليون شاب يعيشون منعزلين وعلى هامش المجتمع في أقفاص الاتهام والمحاكم، تتراوح أعمارهم ما بين 16 و25 سنة، فيما أشار إلى أن 90 بالمائة من المعنيين بالقضايا في المحاكم من جنح وجرائم، هم شباب.