استعرض مواقف الجزائر من عديد القضايا الدولية في حوار مع قناة "الجزيرة"

الرئيس تبون يضع النقاط على الحروف للعالم

الرئيس تبون يضع النقاط على الحروف للعالم
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون
  • القراءات: 882
مليكة. خ مليكة. خ

❊ العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة

علاقات الجزائر مع إيطاليا أكثر من استراتيجية

❊ موقف الحكومة الإسبانية من الصحراء الغربية فردي ومنحاز

❊ علاقتنا مع فرنسا متذبذبة وسفيرنا سيعود قريبا إلى باريس لخدمة الجالية 

❊ الجزائر تقف بجانب تونس أحبّ من أحبّ وكره من كره

❊ الجزائر مؤهلة للعب دور الوسيط في الأزمة الروسية الأوكرانية

❊ للجزائر علاقات أكثر من طيبة مع قطر والسعودية 

❊ انضمام الجزائر إلى "بريكس" في الصائفة القادمة

❊ مزاعم بوجود التضييق على الحريات في الجزائر محاولة لزرع البلبلة

قال رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس، إن العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة، معربا عن أسفه لوصول العلاقة بين البلدين الجارين إلى هذا المستوى، حيث أن الحدود مغلقة بينهما منذ 43 سنة، في حين أشار إلى أن موقف الجزائر لا يعدو أن يكون سوى رد الفعل، فيما وضع النقاط على الحروف فيما يخص العلاقات التي تربط الجزائر بالقوى الكبرى وبدول الجوار ومحيطها الإقليمي.

نفى الرئيس تبون في حوار بثته قناة "الجزيرة" القطرية وجود شروط لعودة العلاقات مع الجارة الغربية، مضيفا أنه لو كانت كذلك "لقبلناها بصدر رحب"، وأقر بوجود مبادرات لوساطات من قبل بعض الأشقاء، غير أن الجزائر ترى أن غلق الحدود هو لتفادي ما لا يحمد عقباه.

وأشار بخصوص قضية الصحراء الغربية إلى أن موقف الجزائر يبقى ثابتا، فالمسألة تندرج ضمن قضايا تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة، ليستطرد بالقول "ناضلنا من أجلها ولا زلنا نناضل من أجل حق الشعوب في تقرير المصير.. ونحن مع تنظيم الاستفتاء"، في حين أكد عدم وجود أطماع للجزائر في هذه الأرض المحتلة، لأنه لو كان الأمر كذلك، لقبلت الجزائر عرضا من الحكومة الاسبانية سنة 1964 لضمها إلى أراضيها".

وقلل رئيس الجمهورية من الحملة التي تحاول ايهام الرأي العالم العالمي بوجود اعترافات بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية من خلال فتح قنصليات، واصفا ذلك بـ"الفلكلور الدبلوماسي"، مشيرا إلى أن الجزائر لا ناقة لها ولا جمل في هذا الملف الذي طال أمده ، حيث أنه سبق لها وأن ساندت الحركات التحريرية في العالم، على غرار جنوب إفريقيا ضد نظام الابارتيد واستقلال تيمور الشرقية، "باعتبار ذلك مبدأ ثابت ورثناه منذ الثورة التحريرية من أجل مناصرة الشعوب".

بخصوص موقف إسبانيا من الصحراء الغربية، يرى الرئيس تبون أن موقف الحكومة الإسبانية فردي من حكومة سانشيز ومنحاز، "وذلك بتصرفات سرية لا تعفيها من مسؤولياتها"، في حين أشار إلى أن الحكومة الإسبانية تناست أنها القوة المستعمرة السابقة للصحراء الغربية ومسؤوليتها ما زالت قائمة.

غير أنه أكد في المقابل، على الصداقة الدائمة للجزائر مع الشعب الاسباني، مؤكدا أن علاقاتها مع القصر الملكي والأجهزة الاسبانية لم تتغير رغم أن الحكومة اخترقت معاهدة الصداقة بين البلدين، مضيفا أنه على الرغم من هذا الوضع إلا أن العلاقات التجارية رغم انخفاضها بشكل كبير، مازالت سارية بين المتعاملين الخواص، مشيرا إلى أن توتر العلاقات لم يؤثر على تزويد إسبانيا بالغاز، من منطلق أن هناك عقود تربط بين البلدين، "بل حتى أنه كانت هناك زيادة في التموين، لأن الغاز لا يستفيد منه سانشيز بل الشعب الاسباني لأن المستقبل هو مستقبل الشعوب.

من جهة أخرى، أكد الرئيس تبون أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل حاول خلال زيارته للجزائر باعتباره يحمل الجنسية الاسبانية التوسط لحل الخلاف بين البلدين، إلا أنه أبدى تفهمه في الأخير لموقف الجزائر .

أما بشأن المعاهدات التي تربط بين الجزائر وايطاليا، فقال الرئيس تبون بأنها أكثر من استراتيجية، واصفا العلاقات بين البلدين بالقوية والعميقة والشفافة والتي تمتد من أيام الثورة التحريرية، مرورا بالفترة الصعبة التي عاشتها خلال مرحلة الارهاب، والأزمة المالية التي عانت منها البلاد خلال سنتي 1990 و1991، حيث كانت إيطاليا الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب الجزائر.

وأشار في السياق إلى أن "اتفاقية الطاقة مع إيطاليا تشمل الكهرباء والغاز والهيدروجين، ونسعى لتنفيذها بالتعاون مع أوروبا، عبر إنجاز أنبوب جديد هو قيد الدراسة سيربط بين البلدين.

وفيما يتعلق بعلاقة الجزائر مع روسيا تطرق رئيس الجمهورية إلى زيارته المرتقبة إلى موسكو شهر ماي المقبل، والتي جاءت تحت إلحاح من الرئيس فلاديمير بوتين، واصفا العلاقات الثنائية بالقوية والقديمة وقال إن ما يربط الجزائر بروسيا لا ينحصر على الجانب العسكري أو الايديولوجي، مؤكدا بأن الجزائر دولة وسطية وهي صديقة أيضا للولايات المتحدة الامريكية والدليل على ذلك أن أكبر الشركات النفطية بالجزائر هي أمريكية .

وبخصوص الأزمة الأوكرانية، أوضح رئيس الجمهورية أن الجزائر مؤهلة للعب دور الوسيط كونها من الدول التي تملك مصداقية كافية للوساطة، وأنها لا تدخرها إذا كانت تضمن نجاحها، في حين ذكر بالوساطة التي جرت في اطار وفد عربي، إلا أنها لم تذهب بعيدا، كونها لم تكن وساطة جزائرية محضة. وذكر في هذا الصدد بالوساطات التي قادتها الجزائر لحل النزاعات على غرار تحرير الرهائن الأمريكيين وتسوية النزاع الاثيوبي الاريتيري، فضلا عن جهودها لإيجاد حل لقضية سد النهضة، مؤكدا أن الجزائر لم يسبق لها ان تدخلت في الشؤون الداخلية للدول وتقف دوما على مسافة واحدة مع كافة الأطراف.

وفيما يتعلق بالعلاقة مع فرنسا، وصف الرئيس العلاقة بأنها متذبذبة، مشيرا إلى أن سفير الجزائر سيعود قريبا إلى باريس كون هناك امور يجب القيام بها لصالح الجالية الوطنية، في حين جدد التأكيد على عدم التخلي عن الذاكرة، وأوضح بخصوص تونس أن هذه الأخيرة تتعرض لمؤامرة، مؤكدا "وقوف الجزائر إلى جانبها أحب من أحب وكره من كره".

كما وصف العلاقات مع الصين بالعريقة والتي تمتد إلى ما قبل الاستقلال حيث توافد أول فريق طبي إليها سنة 1962، في حين وصف العلاقات مع قطر بأكثر من طيبة وتتعدى كافة المجالات. وأشار بخصوص العلاقات مع المملكة العربية السعودية إلى رفض الجزائر لأي مساس بها، مؤكدا أن الجزائر سيكون أول بد عربي سيقف ضد ذلك، مضيفا أن المملكة كانت لها مواقف مساندة للثورة الجزائرية.

بخصوص انضمام الجزائر إلى المجموعة الاقتصادية "بريكس"، قال الرئيس تبون إن ذلك سيكون خلال الاجتماع المقرر في الصائفة القادمة، في حين أكد على ضرورة القيام بعمل كبير لرفع نسبة الدخل القومي والمؤشرات الاقتصادية، مضيفا أن دولا مثل روسيا والصين وجنوب أبدت موافقتها لالتحاق الجزائر بالمجموعة.  في سياق مغاير نفى رئيس الجمهورية وجود تضييق على الحريات في الجزائر، مضيفا أن الأمر يتعلق بوجود محاولات لخلق البلبلة فقط، وأضاف أنه يوجد 8500 صحافي و180 جريدة يومية و20 قناة تلفزيونية خاصة.

كما أكد أن معارضة الأفكار مطلوبة، لكن دون شتم أو الدفاع عن مصالح الغير وتقاضي أموال من الخارج، قبل أن يخلص إلى أن الأجدر بالنسبة لهؤلاء الذين يزعمون انتقاد الأوضاع في الجزائر، الدفاع عن الأطفال في فلسطين الذين زجّ بهم في سجون الاحتلال.