الموعد حدد في مكالمة هاتفية

الرئيس تبون في زيارة إلى موسكو شهر ماي القادم

الرئيس تبون في زيارة إلى موسكو شهر ماي القادم
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون-رئيس روسيا الاتحادية، السيد فلاديمير بوتين
  • القراءات: 525
مليكة. خ مليكة. خ

أجرى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ورئيس روسيا الاتحادية، السيد فلاديمير بوتين، مكالمة هاتفية، تطرقا خلالها إلى العلاقات الثنائية وآفاق التعاون الطاقوي بين البلدين. ذكر بيان لرئاسة الجمهورية، أمس، أن الرئيسين تطرقا بالمناسبة إلى الاجتماع المرتقب للجنة المختلطة الكبرى الجزائريةالروسية، كما اتفقا على زيارة الدولة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية إلى روسيا الاتحادية شهر ماي المقبل.

وسبق للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن دعا الرئيس عبد المجيد تبون، خلال محادثة هاتفية بينهما، لزيارة روسيا الاتحادية. وجدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته الأخيرة  للجزائر التأكيد على دعوة رسمية إلى الرئيس تبون لزيارة موسكو، مشيرا إلى إعداد الوثائق اللازمة لهذه الزيارة. وينتظر أن تعزز زيارة الرئيس تبون إلى روسيا، مجالات التعاون على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فضلا عن التعاون في مجال الطاقة ونقل التكنولوجيا، تتويجا للعلاقات النوعية بين البلدين.

  وسبقت الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية إلى موسكو جولات متبادلة لمسؤولين في البلدين، كان آخرها زيارة نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي فاسيلي أوسماكوف والتي كانت مناسبة لعرض مجالات الشراكة الصناعية الممكنة، خاصة في مجال الصناعات الميكانيكية والصيدلانية والصناعات المرتبطة بالسكك الحديدية وكذا تطوير المبادلات بين البلدين. قبل ذلك زار مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسي، ديمتري يفجينيفيتش شوجاييف الجزائر، والتقى كبار قيادات الجيش الوطني الشعبي، حيث تركزت النقاشات على مجال الصناعات العسكرية.

كما زار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجزائر شهر ماي الماضي ، بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث أكدت هذه الزيارة توجه البلدين نحو شراكة استراتيجية معمّقة، خاصة وأنهما عملا خلال السنوات الماضية على تطوير حوار سياسي وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري والتقني والعلاقات الإنسانية والثقافية التعليمية، بما يتفق تماما مع المبادئ المنصوص عليها عام 2001 في الإعلان الثنائي حول الشراكة الاستراتيجية. ومشروع اتفاق الشراكة الاستراتيجية المعمقة، عبارة عن وثيقة تحدد بدقة أهداف ومجالات التعاون بين البلدين في قطاعات عديدة، مع تحديد آجال زمنية لتنفيذها تمتد غالبا بين 4 و5 سنوات.

وبرأي متابعين، فإن العلاقات الثنائية قائمة على ثلاثة أسس تتمحور حول ثبات المبادئ من خلال احترام مواقف الدول بخصوص مجمل القضايا الدولية وسعي البلدين إلى بناء شراكات مستمرة وبناءة، خاصة بعد  توقيع البلدين على اتفاق شراكة استراتيجية، ما جعل هذه العلاقات متميزة على أكثر من مستوى. كما أن العلاقات الجزائرية  ــ الروسية متعددة الأبعاد وفي مقدمتها العلاقات العسكرية المتميزة، حيث تعتبر الجزائر المتعامل الأول مع روسيا على المستوى الإفريقي والثاني على المستوى العالمي، في حين تشهد تطابقا على مستوى التعاون  الدولي بخصوص بعض المواقف والقضايا المرتبطة بالأمن الدولي، خاصة وأن الجزائر وروسيا كانتا من بين الدول المبادرة بالقرار الصادر في 2009 الخاص بتجريم دفع الفدية.

ويبقى التعاون الاقتصادي بين البلدين دون مستوى طموحات البلدين، رغم وجود تعاون في مجالات الطاقة والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والصناعات الميكانيكية، في الوقت الذي  ينتظرأن تكون اللجنة الكبرى المزمع انعقادها قريبا بمثابة الأرضية الجديدة لاستكشاف فرص ومجالات جديدة للتعاون وترقية المبادلات التجارية والاستثمار والتكنولوجيا. يأتي ذلك في الوقت، الذي تقوم فيه السياسية الخارجية للجزائر على التوازن في العلاقات الدولية وتجمعها شراكات مع تركيا والصين وروسيا التي تدعم جميعها انضمام الجزائر لمجموعة "بريكس"، كما أنها منخرطة في حوار استراتيجي  وعسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية وشراكة اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، في ظل احترام سيادة الدول والعمل على ترقية مبدأ الحوار والعمل دائما في إطار الشرعية الدولية وحلّ النزاعات بالطرق السلمية.