الوزير الأول يؤكد في اليوم الوطني للطالب:

الدولة عازمة على تعزيز دور المدرسة والجامعة خدمة للتنمية

الدولة عازمة على تعزيز دور المدرسة والجامعة خدمة للتنمية
الوزير الأول، عبد العزيز جراد
  • القراءات: 737
 م . ب / وأ م . ب / وأ

أكد الوزير الأول، عبد العزيز جراد، أمس، عزم الدولة على تعزيز الدور المنوط بالمدرسة والجامعة، استجابة لمتطلبات التنمية وحاجيات الاقتصاد، مبرزا في سياق متصل ضرورة مواكبة هاتين المنظومتين للتطور الحاصل في المناهج التعليمية.

وفي كلمة له بمناسبة إطلاق البث التجريبي لقناة "المعرفة"، تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للطالب، قال السيد جراد إن "الدولة عازمة على تعزيز دور المدرسة والجامعة من أجل الاستجابة لمتطلبات التنمية وحاجيات الاقتصاد، فضلا عن المهام الأكاديمية والبحثية"، مشددا على أن بلوغ هذه المقاصد، يستدعي من هاتين المنظومتين التربوية والجامعية على السواء، "مواكبة التطور في مناهج التحصيل العلمي" من خلال "الاعتماد على الطرق والوسائل التي تتيحها تكنولوجيات الاعلام والاتصال، بما يمكن مدارسنا وجامعاتنا من مسايرة التطور السريع للعلوم في عالم اليوم".

وعرج السيد جراد على قرار رئيس الجمهورية بإنشاء قناة تلفزيونية جديدة بالتزامن مع إحياء اليوم الوطني للطالب، بهدف "تلقين المعارف والثقافة العامة وتقديم دروس في كل التخصصات لفائدة الطلبة وتلاميذ مختلف الأطوار، لا سيما أقسام الامتحانات النهائية، مشيرا إلى أن قناة "المعرفة" المفتوحة على العالم تمثل "الفضاء الذي تتمحور فيه وتتعزز المعارف والثقافات العالمية وتتبلور الأفكار حول الإطار المعيشي للمجتمع ورهانات المستقبل وتحدياته".

وتتلخص المهام المنوطة بهذه القناة الجديدة، حسب السيد جراد، في "السماح بتعميم المعارف ونتائج البحث وخيارات الخبراء ورفع مستوى الالتحاق بالدراسات الجامعية" بالإضافة إلى "تقديم محتوى بيداغوجي مرجعي لمختلف الشعب وطرح استجوابات حول رهانات المجتمع".

وعلاوة على كل ما سبق، تحمل القناة المذكورة بعدا جواريا، في نقلها للمعارف، حيث من شأنها السماح بتبادل الأفكار بين رجال العلوم والثقافة والباحثين والمقاولين، حسب الوزير الأول الذي حرص بالمناسبة، على الإشادة بجهود كل من ساهم في إطلاق هذه القناة المعرفية في وقت قياسي.

وبخصوص اليوم الوطني للطالب، المصادف لـ19 ماي من كل سنة، ذكر الوزير الأول بأن هذا التاريخ يعتبر من أهم المحطات التاريخية للكفاح الوطني من أجل استعادة الاستقلال، فضلا عن كونه "تعبيرا عن المشاركة القوية والفعالة للشبيبة الجزائرية في مجريات حرب التحرير الوطني و التزامها الكامل بمبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة".

واستذكر السيد جراد المسار الذي قطعه الطلبة الجزائريون "الذين أقدموا عام 1956 على ترك مقاعد الجامعات والثانويات ومقاطعة الدروس، مضحين بذلك بطموحاتهم وآمالهم الشخصية من أجل الالتحاق بصفوف الثورة إلى جانب المجاهدين من شتى فئات المجتمع".

فرصة لاستلهام القيم التي آمن بها الأسلاف

ويعد هذا التاريخ، حسبما أكد السيد جراد، "فرصة بالنسبة لطلاب اليوم، لاستلهام القيم التي آمن بها أسلافهم وضحوا من أجلها بالنفس والنفيس، وهذا حتى يؤدوا بدورهم، ما عليهم لصنع مستقبل الجزائر وبناء الاقتصاد الوطني وتأطير الدولة الجزائرية، من خلال المثابرة على اكتساب المعارف والعلوم العصرية والتكنولوجية".

كما تعد هذه الذكرى، يضيف الوزير الأول، مناسبة للتذكير بأن المعرفة تعد "عاملا أساسيا وجوهريا للنماء المعرفي والتقدم والتطور الاقتصادي الدائم".

وانطلاقا من ذلك، دعا السيد جراد مجموع الطلبة إلى الحرص على "التمكن من مفاتيح العلوم والتحكم في اللغات الأجنبية من أجل الانخراط بجدية وفاعلية في مسار التنمية الشاملة للبلاد، الارتقاء بالبلاد إلى أعلى مراتب النماء والتقدم في جميع القطاعات والمجالات". وأشار إلى أن "كل ذلك يمر عبر الاقتداء بالطلبة الجزائريين الذين لبوا النداء يوم 19 ماي 1956"، داعيا طلبة اليوم إلى جعل طلب العلم نصب أعينهم، لكونه "السبيل الوحيد للنهوض بالوطن، وطن يؤمن جميع أبنائه بأن تقدمه و رقيه يكمن في تبني قيمة العلم و العمل".

وقفة ترحم على شهداء الثورة التحريرية المجيدة

وأشرف الوزير الأول على مراسم إحياء الذكرى الـ64 لليوم الوطني للطالب بجامعة الجزائر 1 "بن يوسف بن خدة"، حيث قام بوضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء، أمام نصب تذكاري شيد تخليدا لذكرى يوم الطالب (19 ماي 1956- 19 ماي 2020).

كما وقف الوزير الأول الذي كان مرفوقا بعدد من أعضاء الحكومة، عند معرض للصور أقيم بذات المناسبة، تم خلاله عرض صور ووثائق خلدت ذكرى الإضراب الذي شنه الطلبة الجزائريون آنذاك، وكذا تناول الصحافة الاستعمارية والأجنبية لهذا الحدث البارز في تاريخ الثورة الجزائرية.

وفي هذا الصدد، أكد السيد جراد على ضرورة كتابة تاريخ الطلبة الجزائريين الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الجزائر "حتى تستلهم منهم الأجيال الجديدة وتأخذ منهم العبرة وتستلم منهم المشعل"، داعيا إلى تخصيص دراسات ومذكرات الماجستير والدكتوراه لهذا الموضوع وإلى التنسيق بين الجامعة ووزارة المجاهدين وذوي الحقوق في هذا الشأن.

يذكر أن جامعة الجزائر 1 (الجامعة المركزية سابقا) كانت معقلا للثورة الطلابية، حيث قرر الطلبة الذين آثروا عزة البلد ومصلحته العليا على تحصيل شهاداتهم العلمية، الالتحاق بمسار الثورة التحريرية.

ويذكر المؤرخون بأنه أياما قليلة بعد إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 عن الدروس والامتحانات، التحق أزيد من 150 طالب بصفوف جيش التحرير الوطني بالولاية الرابعة التاريخية لتتدعم الثورة الوطنية بطاقات علمية وفكرية ساهمت في نقلة نوعية في مسارها، مع نقل صوتها إلى العالم والتصدي للدعاية الاستعمارية.

وساعد التحاق الطلبة بالثورة على إعطاء بعد سياسي و إعلامي للقضية الجزائرية التي كانت بأمس الحاجة للكفاءات التنظيمية، لتكون المحطة الموالية بعد ذلك هي استخلاف المساعدين الفرنسيين سنوات 1971 و1973 بالجامعة الجزائرية.

وقد تشكلت الإطارات الأولى للسلك الدبلوماسي الجزائري بعد الاستقلال، من الطلبة الذين قاطعوا الدراسة واستجابوا لنداء الإضراب الذي دعت إليه جبهة التحرير الوطني سنة 1956.


جراد يشارك في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا

شارك الوزير الأول، السيد عبد العزيز جراد، أمس، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا، الذي عقد بتقنية التحاضر الـمرئي، حسب ما أورده بيان لمصالح الوزير الأول.

يذكر أن مجموعة الاتصال حول ليبيا تم إنشاؤها طبقا للقرارات الـمتخذة خلال القمة الثالثة والثلاثين للاتحاد الإفريقي وبناء على توصية مجلس السلم والأمن للمنظمة ويتمثل الهدف منها في ترقية تنسيق الجهود الدولية بما يفضي إلى حل دائم للأزمة الليبية عن طريق الحوار الشامل.

وأوضح البيان أنه خلال هذا الاجتماع، جدد السيد جراد موقف الجزائر الثابت الداعي لكافة الفاعلين الليبيين إلى ضرورة انتهاج سبيل الحوار والـمصالحة الوطنية "كبديل وحيد للحفاظ على وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها، وبالتالي، الابتعاد عن شبح الانقسام والعنف والاقتتال بين الأشقاء".

كما أعرب عن "عزم الجزائر على الاستمرار في بذل الجهود الدبلوماسية بغرض التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الليبية".

وأ