أجّلت محكمة الجنح بسيدي أمحمد بالجزائر العاصمة، أول أمس الخميس، محاكمة المتهمين في قضية تسريب مواضيع امتحانات الباكالوريا 2016 إلى يوم 10 نوفمبر المقبل، حيث يتابع في هذه القضية التى حّركتها وزارة التربية الوطنية 08 أشخاص مشتبه فيهم منهم مسؤول سام بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، بجنح سوء استغلال الوظيفة وتواطؤ الموظفين والإهمال الواضح. 

وأجّل رئيس المحكمة النظر في هذه القضية التي أثارت اهتمام الرأي العام الوطني، للمرة الثانية على التوالي دون إعطاء مبرّرات رسمية لذلك، حسبما أكده ممثلو دفاع المتهمين الذين اعتبروا تأجيل المحاكمة من قبل الطرف المدني مع إبقاء المتهمين رهن التوقيف تنافيا مع قرينة البراءة المنصوص عليها في القانون.

وأكد محامي دفاع  المتهمين; الحاج ناصر أحمد ل<»المساء»، أن الطرف المدني هو من قرّر تأجيل النظر في هذا الملف الحسّاس للمرة الثانية منذ البدء في إجراءات التحقيق منذ جوان المنصرم، مؤكدا أن هذا الإجراء مبالغ فيه ولا داعي له، مشيرا إلى أن الدفاع طالب بضرورة الإفراج المؤقت عن المتهمين في حالات التأجيل، لكن الاقتراح تم رفضه جملة وتفصيلا من قبل المحكمة.

وأوضح الأستاذ الحاج ناصر في هذا الاطار، تمسّك العدالة بحبس هؤلاء المتابعين في هذه القضية يتنافى مع مبدأ قرينة البراءة المنصوص عليها في قانون الاجراءات الجزائية، ويتعارض مع التعديلات التي طرأت على هذا الأخير، وبالتالي نلتمس من المحكمة إعادة النظر في هذا القرار والأمر بالافراج المؤقت عن الموقوفين.

وطالب المتحدث، بضرورة تقديم المحكمة تفسيرا وتبريرات مقنعة لتأجيل النظر في هذه القضية للمرة الثانية، علما أن تأجيل المرة الأولى بعد سماع المتهمين يوم 09 جوان 2016 كان بسبب تغيّب بعض المتهمين وعدم حضورهم إلى قاعة الجلسات، مجددا طلبه بالبراءة لموكليه.

ويذكر أن وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح بسيدي أمحمد، قام بسماع كافة المتهمين الـ08 إضافة إلى 50 شخصا آخر متورطا حسب تحقيقات المصالح المختصة للدرك الوطني، بعد توقيفهم على خلفية تسريب مواضيع امتحانات البكالوريا في سبع مواد كاملة، من بينهم 05 أشخاص ينحدرون من ولايات عين تيموشنت ووهران وبرج بوعريريج. فيما تم سماع 03 موظفين بديوان الامتحانات والمسابقات لم يتم توقيفهم، حيث تم استدعاؤهم من قبل المحكمة بصفة عادية.

ويأمل دفاع المتهمين أن تعجّل المحكمة في بدء المحاكمة في هذه القضية التي تم وصفها «بالحساسة»، بالنظر لارتباطها بمصير مئات الآلاف من الطلبة.