الجزائر تدعو إلى استئناف المساعي السلمية لإغلاق أبواب التصعيد
الحوار هو السبيل الوحيد لحلّ الأزمة الروسية - الأوكرانية

- 142

جدّدت الجزائر التأكيد على أن الحوار والتفاوض هو السبيل الوحيد لحلّ الأزمة الروسية-الأوكرانية، معربة عن قناعتها بأن "زخم المساعي الحميدة والمبادرات الدبلوماسية يجب أن يعلو فوق زخم الصراع والمواجهة العسكرية".
أوضح وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، في كلمة ألقاها مساء أول أمس، خلال جلسة لمجلس الأمن حول أوكرانيا، أنّ الجزائر "استبشرت كل الخير في جميع المبادرات الدبلوماسية والمساعي الحميدة التي استهدفت خلال عامنا هذا إنهاء هذه الحرب عبر سبيل الحوار والتفاوض، بصفته السبيل الوحيد والأوحد القادر على تمكين طرفي النزاع من تحقيق هذه الغاية المنشودة". وشدّد على أنه "لا مناص من استئناف هذه المبادرات والمساعي بل وتعزيز أثارها وصداها لإغلاق جميع الأبواب أمام بوادر التصعيد واحتمالات توسيع رقعة الصراع في المنطقة، بكل ما تحمله هذه البوادر من تداعيات مقلقة وعواقب وخيمة".
وأوضح عطاف أن "التباعد البيّن في مواقف الطرفين حول عديد النقاط الجوهرية يجب أن لا يثنينا أبدا عن السعي للمساهمة في تقريب وجهات النظر ورأب الانقسامات وإيجاد أرضية مشتركة توافقية تعيد الأمل في غد أفضل للبلدين الجارين وفي غد أفضل للقارة الأوروبية وفي غد أفضل للعالم بأسره".
وفي سياق حديثه عن الخسائر التي تسبّبت فيها الحرب على الصعيد الثنائي، أوضح عطاف أنها كبّدت الطرفين الروسي والأوكراني خسائر فادحة لا تحصى في الأرواح وفي البنى التحتية وفي الأعباء الثقيلة التي خلفتها على البلدين اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.
وعلى المستوى الإقليمي، نبّه وزير الدولة إلى أن "هذه الحرب أدخلت القارة الأوروبية بأكملها في أخطر أزمة تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا"، علاوة على امتداد تداعياتها "إلى جميع بقاع المعمورة دون استثناء ولم يسلم منها لا القريب ولا البعيد، سواء من ناحية انعكاساتها على الأمن الغذائي والطاقوي أو من ناحية تأثيرها على العلاقات الدولية بالاستقطابات والتجاذبات أو حتى من ناحية الأزمة الحادة التي ألمت من جرائها بمنظومة الأمن الدولي الجماعي".
لقاءات مكثفة لوزير الدولة على هامش أشغال الجمعية العامة الأممية
أجرى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أمس، في إطار مشاركته في أشغال الشقّ رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، لقاءات ثنائية مع وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية الصديقة، حيث التقى بكل من نائب رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية لجمهورية سلوفينيا السيدة تانيا فايون، ووزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون لمملكة إسبانيا السيد خوسيه مانويل ألباريس وكذا وزير الشؤون الخارجية لمملكة هولندا، السيد دافيد فان فيل.
وسمح لقاء عطاف بنظيرته السلوفينية "ببحث السبل الكفيلة بتجسيد مخرجات زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى جمهورية سلوفينيا شهر ماي الماضي، لاسيما في إطار التحضيرات الجارية من أجل عقد الدورة الأولى للجنة الحكومية المشتركة".
أما محادثاته مع وزير الخارجية الإسباني "فقد خصّصت لاستعراض التقدم المحرز على درب تعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين، سواء في الميادين الاقتصادية أو غيرها من المجالات ذات الأولوية بالنسبة للطرفين"، فيما تطرّق وزير الدولة مع نظيره الهولندي إلى "واقع العلاقات الثنائية وآفاق إضفاء المزيد من الزخم عليها، كما ناقش معه عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
كما كانت لوزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أول أمس، بنيويورك لقاء مع رئيسة جمهورية ناميبيا، السيدة نيتومبو ناندي ينداتواه، التي حمّلت عطاف نقل تحياتها لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ورغبتها في العمل معه على تطوير العلاقات بين البلدين بما يتماشى مع الرصيد التاريخي الذي يجمعهما بفضل دعم الجزائر الثمين لكفاح الشعب الناميبي من أجل الاستقلال".
وبدوره، نقل وزير الدولة "تحيات السيد رئيس الجمهورية للرئيسة نيتومبو ناندي ينداتواه وأبلغها بتطلعه للعمل سويا معها من أجل إضفاء المزيد من الزخم على علاقات الصداقة والتضامن التاريخية التي تربط الطرفين."
وسمح اللقاء بتناول مختلف أبعاد ومحاور العلاقات المتميزة التي تجمع بين الجزائر وناميبيا وبحث سبل الرقي بها إلى أسمى الآفاق المتاحة، فضلا عن استعراض عدد من القضايا الدولية والإقليمية الراهنة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية.