سلطان عمان اليوم في زيارة دولة إلى الجزائر
الجزائر– مسقط.. إمكانيات ضخمة لشراكة متينة

- 112

❊ دينامكية جديدة في العلاقات تؤسّس لتبادلات تجارية واستثمارية واعدة
❊ تنشيط مجلس رجال الأعمال وتفعيل الصندوق الاستثماري
❊ إنشاء صندوق استثماري عماني - جزائري لإقامة مشاريع ثنائية
❊ توافق في الرؤى والمواقف حول القضايا الإقليمية والدولية
❊ تطابق الموقف بخصوص الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا وإيران
❊ ترقية التبادل التجاري والصناعي والاستثمار في موقع أسواق البلدين في الصادرات
يرتقب أن يحلّ في الساعات القليلة القادمة، بالجزائر صاحب الجلالة سلطان عمان هيثم بن طارق ، في زيارة دولة تؤكد ترسيخ الروابط الأخوية الوثيقة التي تجمع البلدين ودفع التعاون الاقتصادي والشراكة القائمة بينهما، التي تشهد في الفترة الأخيرة حركية غير مسبوقة، أرسى معالمها قائدا البلدين بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى السلطنة في أكتوبر الماضي، وكلّلت بالتوقيع على 8 مذكرات تفاهم في قطاعات متعدّدة، مؤهّلة لتتوسع لقطاعات اقتصادية جديدة.
تسعى الجزائر وسلطنة عمان إلى الارتقاء بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين لأكثر من نصف قرن وتشهد تطوّرا ملحوظا ومستمرا في المجالات السياسية والاقتصاديّة والثقافيّة ومشروعات الطاقة المتجدّدة والبتروكيماويات والزراعة الصحراوية والتكنولوجيا والسياحة وغيرها من القطاعات الأخرى، مع ما يميز هذه العلاقات من توافق في الرؤى والمواقف المشتركة حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وذلك بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك ودعائم الأمن والسلم والاستقرار في العالم.
وتشكّل زيارة السلطان هيثم بن طارق فرصة للجانبين لبحث كافة جوانب التعاون التي من شأنها أن ترتقي بالعلاقات الثنائية، لاسيما تنشيط عمل مجلس رجال الأعمال العماني- الجزائري وتفعيل الصندوق الاستثماري بين البلدين، وكذا التشاور والتنسيق بين القيادتين بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك وبحث مختلف التطوّرات على الساحتين الإقليمية والدولية.وكانت زيارة الرئيس تبون قد كلّلت بالاتفاق مع الطرف العماني على دعم النتائج ودعوة كافة الجهات والقطاعات لتكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية، من أجل متابعة وتنفيذ كافة المبادرات والبرامج المشتركة التي من شأنها أن تعود بالنفع والفائدة على البلدين.
في هذا الاطار أكد الجانبان على أهمية تعزيز فرص التواصل والشراكة على مستوى القطاع الخاص، والنهوض بالتبادل التجاري والصناعي والاستفادة من أسواق البلدين وموقعهما في النهوض بالصادرات الوطنية ووصولها لأسواق إقليمية وعالمية. كما أسفرت زيارة الرئيس تبون إلى مسقط عن التوقيع على 8 مذكرات تفاهم في قطاعات متنوّعة، تشمل مجالات ترقية الاستثمار، وتنظيم المعارض والفعاليات والمؤتمرات، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والبيئة والتنمية المستدامة، والخدمات المالية، والتشغيل والتدريب، والإعلام. وكانت فرصة للجانبين لتبادل الآراء والتنسيق حول المستجدات والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة، مع التأكيد على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وعلى لبنان وسوريا وإيران، وعلى حقّ الأشقاء الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال اللامشروع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، على أساس حلّ الدولتين، وانضمامها لعضوية الأمم المتحدة.
فضلا عن ذلك، أكد الجانبان على أهمية التعاون والتنسيق في المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالحهما ويسهم في تعزيز العمل العربي المشترك ودعائم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، مع التأكيد على دعم الجهود الرامية إلى ترسيخ التوجّهات السلمية وتعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم من خلال إرساء قواعد القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية ومبادئ العدل والإنصاف. وقد عبّر الجانب العمّاني عن تقديره لجهود الجزائر بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن، في دعم القضايا العربية والعادلة وعلى الدور البارز والبناء الذي تقوم به في هذا الشأن، في حين أشادت الجزائر بالدور الهام والمحوري الذي تقوم به سلطنة عمان في المساعي السلمية لخفض التوترات والدفع بالتفاهم والتعاون الإيجابي بين الدول في المنطقة والعالم.
وحول زيارة جلالة السلطان اليوم إلى الجزائر، قال سفير سلطنة عمان بالجزائر سيف بن ناصر البداعي أنها ذات أهمية كبيرة، كونها تأتي في سياق تطوّر استثنائي في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ولما ستحققه من ثمار لتعزيز التعاون بين البلدين مستقبلا بفضل رؤية وتوجيهات قيادتي البلدين الشقيقين، مبرزا سعيهما لخطوة أكبر في التعاون الاقتصادي والاستثماري للارتقاء إلى مصاف العلاقة التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين من الناحية السياسية، مشيرا إلى مبادرة إنشاء "صندوق استثماري عماني - جزائري مشترك" تتم من خلاله إقامة شراكات ومشروعات ثنائية في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والتعدين والزراعة الصحراوية والصناعة الصيدلانية والتكنولوجيا والسياحة وغيرها من المجالات الواعدة.وتشير الإحصائيات التي نشرتها الجهات العمانية، إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجزائر وسلطنة عمان ارتفع في 2024 بنسبة تقارب 48% مقارنة بسنة 2023.