رئيس الجمهورية يؤكّد التوافق التام بين البلدين حول كل الملفات

الجزائر– سلوفينيا.. مجال مفتوح لعلاقات نموذجية

الجزائر– سلوفينيا.. مجال مفتوح لعلاقات نموذجية
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون - رئيسة جمهورية سلوفينيا السيدة ناتاشا بيرتس موسار
  • 167
ق. س ق. س

❊ الجزائر دولة مسالمة شُغلها إحلال السلم في المنطقة

❊ الجزائر بلد موثوق وسنلبي متطلبات سلوفيينا من الغاز

❊ سنرفع مبادلاتنا التجارية والاقتصادية قريبا

❊ الجزائر لا يمكنها أن تتأثر بأي تغييرات في المستقبل

❊ سلوفينيا تملك قدرات يمكن للشباب الجزائري الاستفادة منها

❊ مواقف سلوفينيا نزيهة تجاه القضيتين الفلسطينية والصحراوية

❊ الرئيس يزور القصر المتحف بمنطقة بردو ويوقّع على سجّله الذهبي

❊ الرئيسة موسار: على المجتمع الدولي التحرّك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة

❊ سلوفينيا تدعّم حقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ضمن الشرعية الأممية

❊ رغبة  قوية تحدو الطرفين لتعميق علاقاتهما

أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس، بليوبليانا وجود توافق تام بين الجزائر وسلوفينيا حول كافة الملفات، مبرزا استعداد الجزائر، البلد الموثوق، لتلبية كل متطلبات هذا البلد الصديق من الغاز، كما أشار إلى أن الجزائر دولة مسالمة وشُغلها الشاغل هو إحلال السلم في المنطقة وفي البحر الأبيض المتوسط وكل  بقاع العالم "بالرغم مما يقال هنا وهناك".

أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس بليوبليانا، أن الجزائر تسعى إلى تعزيز الشراكة مع سلوفينيا في جميع المجالات، مشيرا إلى قطاعات الذكاء الاصطناعي، والصناعة الصيدلانية، والتعليم التقني والبحث العلمي والنشاطات الفضائية.

وفي تصريح مشترك مع نظيرته السلوفينية، السيدة ناتاشا بيرتس موسار، عقب المحادثات التي جمعتهما بالقصر الرئاسي قال رئيس الجمهورية "اتفاقنا كان تاما في كل المواضيع، من الهجرة غير الشرعية والمياه إلى التقدّم في الفلاحة والذكاء الاصطناعي والفضاء وفي كل ما تملكه سلوفينيا من قدرات يمكن تحويلها إلى فرص لشبابنا". 

وبعد أن لفت إلى أن "المجال مفتوح من أجل علاقات قوية ونموذجية بين دولة أوروبية (سلوفينيا) ودولة مغاربية وإفريقية (الجزائر)"، قال إن الجزائر حقّقت اكتفاء ذاتيا بنسبة 75% في صناعة الأدوية، معربا عن رغبته في التعاون مع سلوفينيا، التي تمتلك تكنولوجيا الأدوية الدقيقة، لسد الفجوة المتبقية والمساهمة في تلبية احتياجات القارة الإفريقية عبر مشاريع مشتركة في هذا المجال.

وبشأن التموين بالغاز، شدّد رئيس الجمهورية على أن "الجزائر معروفة بأنها بلد موثوق في هذا الميدان، وهي مستعدة لتلبية جميع الطلبات، ولا تغيّر مواقفها مهما كانت التغيرات".

وبعد أن سجّل ضعف مستوى المبادلات التجارية بين البلدين، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة العمل من أجل رفعها في المستقبل في كافة المجالات، مشيرا إلى إمكانية مشاركة سلوفينيا في مشاريع تطهير وتدوير المياه المستعملة لإعادة استخدامها في الفلاحة والصناعة، وكذا تحلية مياه البحر.

وفي مجال الذكاء الاصطناعي والفضاء، ذكر رئيس الجمهورية أن الجزائر كانت أول دولة إفريقية تؤسّس مدرسة عليا متخصّصة في الذكاء الاصطناعي، معبّرا عن تفاؤله بإقامة شراكة مع سلوفينيا في هذا المجال.

ونوّه بالمناسبة بـ"المواقف الشجاعة والنزيهة لجمهورية سلوفينيا تجاه القضية الفلسطينية"، مضيفا أنها "أول دولة أوربية تعترف بدولة فلسطين وهو شرف كبير ونتمنى أن تكون قدوة لباقي الدول"، كما  أشاد بمواقفها تجاه قضية الصحراء الغربية. وبخصوص القضية الصحراوية، جدّد رئيس الجمهورية رغبته في "إيجاد حلّ يرضي الطرفين، تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة ويقر بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي عن طريق تنظيم استفتاء تقرير المصير".

وفي سياق تأكيده تشبث الجزائر بالقيم التي تحكم سياستها الخارجية، أكد الرئيس تبون أنه "منذ استقلالنا ونحن نقوم بجهود تطبعها السلاسة والتفاهم عن طريق الحوار بعيدا عن العنف من أجل تسوية عدة أزمات"، لافتا إلى أن السياسة الخارجية للجزائر "قريبة جدا من تلك الخاصة بجمهورية سلوفينيا"، ليتابع بالقول  "نتمنى دوام علاقاتنا الممتازة مع هذا البلد الصديق وسنعمل على رفع مبادلاتنا التجارية والاقتصادية في المستقبل القريب’’.

  وفي ختام تصريحه، أعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن ترتفع المبادلات التجارية الثنائية التي تبلغ حاليا 90 مليون دولار لتتجاوز 100 مليون دولار، متطلّعا إلى تعاملات "بمليارات الدولارات" بين البلدين مستقبلا.

  من جانبها، أبرزت رئيسة جمهورية سلوفينيا أن الوفد رفيع المستوى الذي رافق رئيس الجمهورية، في زيارة الدولة إلى بلدها، يعكس "الرغبة القوية" التي تحدو الطرفين في "تعميق" علاقاتهما.  وأعربت بالمناسبة عن موقف بلادها من القضية الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي إلى "تكثيف الحوار من أجل تحرّك عاجل لوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية على غزة".

  كما أكدت بيرتس موسار موقف بلادها من قضية الصحراء الغربية الداعي إلى "حقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ضمن الشرعية الأممية".

وكان الرئيس تبون قبل ذلك قد أجرى محادثات على انفراد مع نظيرته السلوفينية، كما  وقّع على السجل الذهبي للقصر الرئاسي لجمهورية سلوفينيا، مع أخذ صورة تذكارية أمام الصحافة مع نظيرته موسار،  وذلك بعد أن حظي باستقبال رسمي من طرفها بساحة الكونغرس، حيث  استمع الرئيسان إلى النشيدين الوطنيين الجزائري والسلوفيني، كما أدت تشكيلة من الحرس الجمهوري التحية الشرفية للرئيسين.

وبساحة الكونغرس، وضع الرئيس تبون إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلّد لروح ضحايا الحروب، بعد أن أدى له الحرس الجمهوري التحية الشرفية .

من جهة أخرى، استقبل رئيس الجمهورية، ظهر أمس بالعاصمة ليوبليانا من قبل رئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية سلوفينيا، أورشكا كلاكوتشار زوبانتشيتش. وبالمناسبة، وقّع رئيس الجمهورية على السجل الذهبي للجمعية الوطنية لسلوفينيا .

   وكان الرئيس تبون قد واصل زيارة الدولة التي شرع فيها أول أمس إلى هذا البلد بدعوة من نظيرته السلوفينية، حيث كان مرفوقا بوفد وزاري هام وعدد معتبر من مسؤولي المؤسّسات العمومية الناشطة في عدة مجالات، بالإضافة إلى رجال أعمال.وتميز اليوم الأول من زيارة رئيس الجمهورية إلى هذا البلد  بزيارة القصر المتحف بمنطقة بردو بسلوفينيا، الذي تروي حجراته وأروقته تاريخا عريقا لهذا البلد والرئيس اليوغسلافي الراحل جوزيف بروس تيتو.  

وأنهى الرئيس تبون جولته بالقصر المتحف بالتوقيع على السجل الذهبي لهذه القلعة التاريخية ببردو، كما أجرى  لقاء وديا مع رئيسة جمهورية سلوفينيا بالقصر ذاته حيث رحّبت به .