رئيس الجمهورية خلال قمة الصين - إفريقيا حول "كوفيد-19":

الجزائر واجهت الوباء بحزم وتجاوزت الظروف الصعبة

الجزائر واجهت الوباء بحزم وتجاوزت الظروف الصعبة
رئيس الجمهورية خلال قمة الصين - إفريقيا حول "كوفيد-19"
  • القراءات: 1135
م. خ م. خ

  • تضافر الجهود الوطنية وابتكار شبابنا وراء نجاح المهمة

  • أصبحنا في اكتفاء ذاتي بشأن وسائل الوقاية وإنتاج الأدوية ووسائل الفحص

  • تقييم المجتمع الدولي لآثار الوباء يجب أن يكون موضوعيا وبعيدا التسييس


أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن الجزائر واجهت وباء كوفيد 19 بحزم منذ الوهلة الأولى. ونجحت في تجاوز الظروف الصعبة بفضل تضافر الجهود الوطنية والابتكار لشبابها حتى باتت تتمتع باكتفاء ذاتي، مبرزا أن الجزائر كانت من أوائل البلدان التي عبرت عن تضامنها الكامل مع الصين في الظروف العصيبة التي مرت بها منذ ظهور الوباء. وأنها "شددت في الوقت ذاته على أن يكون تقييم المجتمع الدولي للوضع الناجم عن الوباء موضوعيا وبعيدا عن كل تسييس".

وأشار الرئيس تبون في كلمة خلال القمة الصينية - الإفريقية الاستثنائية المخصصة للتضامن من أجل مكافحة جائحة فيروس كورنا المستجد، التي جرت عبر تقنية التواصل عن بعد، إلى اتخاذ الجزائر مجموعة من القرارات لتعزيز التدابير الوقائية، قائلا في هذا الصدد "لقد تجاوز وطني الظروف الصعبة في البداية بتظافر الجهود الوطنية والابتكار لشبابنا، فأصبحنا اليوم في اكتفاء ذاتي فيما يخص وسائل الوقاية وإنتاج الأدوية ووسائل الفحص".

الجزائر ساهمت ماليا في تمويل جهود مكافحة الوباء في القارة

وفي معرض حديثه عن تفاصيل خطة الجزائر في مكافحة الوباء، قال رئيس الجمهورية إنها عملت بالتنسيق مع دول الجوار ومساعدات الدول الصديقة على  بلورة خطة عمل تسمح بالتقليل من حدة أثار هذه الجائحة، مضيفا أن "الجزائر ساهمت ماليا في صندوق تمويل جهود مكافحة الوباء الذي أنشأته الدول الإفريقية، كما عين الوزير الأسبق عبد الرحمان بن خالفة مبعوثا خاصا للاتحاد الإفريقي في إطار جهود هذا الأخير لمكافحة الوباء".

كما يقع على عاتقنا -يضيف السيد تبون- "تعزيز التنسيق بما يسمح بدعم التعاون في إطار أجندة إفريقيا 2063 وأجندة التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة والاستراتيجيات التنموية الوطنية للصين والدول الإفريقية لتنفيذ المشاريع ذات المنفعة المشتركة".

الجزائر تشدد على أهمية وصول اللقاحات بشكل منصف

وبالمناسبة، أكد رئيس الجمهورية أن "الجزائر تشدد على أهمية وصول اللقاحات إلى البلدان النامية خصوصا الإفريقية بشكل منصف وفعال وفي الوقت المناسب"، مثمنا  تعهد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بجعل أي لقاحات سيتم تطويرها في الصين ضد فيروس (كوفيد 19) بمثابة ملكية عمومية عالمية.

كما أوضح الرئيس أن "الجزائر تغتنم هذه الفرصة أيضا لتدعو المؤسسات المالية الدولية إلى فك الخناق عن الدول النامية لاسيما الإفريقية منها، عبر جملة من المبادرات التي تشمل التخفيف من عبء ديونها ومرافقتها في سياساتها الوطنية لما بعد كوفيد19، إضافة إلى تسخير تمويلات تسمح لها بإعادة تأهيل قنوات التموين والتسويق وكذا النهوض باقتصادياتها بعد الركود الذي عرفته خلال الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى أن الدول الإفريقية تعاني من نقص في التمويل وهي في حاجة ملحة إليه للمضي قدما نحو أهداف التنمية المستدامة وأهداف أجندة إفريقيا 2063.

الدول النامية مطالبة بالدفاع عن تطلعات شعوبها

واغتنم رئيس الجمهورية المناسبة أيضا لدعوة الدول النامية إلى الاضطلاع بدورها كمدافع عن تطلعات شعوبها وحقوقها الأساسية ضمن التغييرات الكبيرة التي ستطرأ على بنية العلاقات الدولية والتي تنبئ بها الآثار غير المسبوقة لجائحة كورونا، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية لجائحة كورونا "ليست أزمة صحة فقط بحكم التحديات الراهنة التي تفرضها آثارها غير المسبوقة على كافة الصعدة الاجتماعية والاقتصادية" وهي آثار "تنبئ بإحداث تغييرات كبيرة في بنية العلاقات الدولية".

ولفت الرئيس تبون إلى أن هذا الأمر "سيكون له بالغ الأثر على نظام الحكومة العالمية مستقبلا"، ليجدد في هذا السياق تأكيده على أهمية إرساء منظومة العمل متعدد الأطراف التي "تسمح للأمم والشعوب بالتعبير عن تطلعاتها وطرح انشغالاتها وتعزيز دورها لمجابهة التحديات الناشئة وركائز نظام عالمي تلعب فيه البلدان النامية الدور الذي يليق بها كفاعل أساسي في تعزيز السلام والأمن الدوليين وكمدافع عن آمال وتطلعات شعوبها وحقوقها الأساسية".

ومن شأن هذه المعادلة تحقيق الأهداف المرجوة "بما يخدم التنمية والاستقرار والعيش الكريم في أرجاء افريقيا والعالم" يقول رئيس الجمهورية، الذي خص العلاقات التي تجمع بين البلدان الإفريقية والصين بحيز من مداخلته، مشيرا إلى أنها "قطعت خلال العقود الماضية مراحل زاخرة بالتضامن والتعاون"، مشيرا إلى تواصل هذا التضامن والدعم المتبادل مع تفشي جائحة كورونا.

ويرى رئيس الجمهورية أن هذه القمة غير العادية تنعقد والقارة الإفريقية تواجه على غرار العالم بأسره، ظرفا عصيبا جراء تفشي هذه الجائحة التي "امتدت تداعياتها إلى كافة مقومات الحياة"، مشيدا بالمكانة "المميزة" التي خص بها الرئيس الصيني القارة الإفريقية خلال مشاركته يوم 18 ماي المنصرم في الدورة 73 للمنظمة العالمية للصحة.

وتجلى ذلك خاصة من خلال دعوته للمجتمع الدولي بإعطاء الدول الإفريقية الأولوية القصوى في إطار مكافحة جائحة كورونا، مع تعهده بإنشاء آلية للتعاون بين المستشفيات الصينية ونظيراتها الإفريقية، إلى جانب توسيع مشروع المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة بغية تعزيز قدرات البلدان الإفريقية في مجال الوقاية من الأوبئة و السيطرة عليها.

وعاد الرئيس تبون لاستعراض الوضع الصحي الراهن بالقارة السمراء، نتيجة انتشار كورونا، حيث أشار إلى أنه و"على الرغم من النتائج الإيجابية المحققة لغاية الآن، لا تزال العديد من المناطق في قارتنا بحاجة إلى المزيد من المساعدة لمواجهة تفشي هذه الجائحة وغيرها من الأمراض والأوبئة وكذا إلى تبادل التجارب والخبرات وتطوير آليات الإنذار المبكر وتعزيز القدرة الشاملة على الوقاية والعلاج وكذا تخفيف عبء ديونها التي تعيق وضع استراتيجية تمكنها من مواجهة تفشي الوباء وتداعياته".

من جهته، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده وأفريقيا دعمتا بعضهما البعض وقادتا معركة موحدة، مذكرا بوقوف القارة السمراء إلى جانب الصين في أصعب لحظات نضالها، مضيفا أن الطرفين عززتا تضامنهما وصداقتهما وثقتهما. ليستطرد بالقول مهما كانت تقلبات المشهد الدولي، فإن الصين ما زالت مصممة على تعزيز التضامن والتعاون مع أفريقيا.