أكد على الدّفع بالعلاقات الثانية إلى مستوى الشراكة الحقيقية.. الرئيس تبون:
الجزائر ملتزمة بالتّضامن مع لبنان وحريصة على أمنه واستقراره

- 226

❊ مساع حثيثة للجزائر بمجلس الأمن لوقف انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي للسيادة اللبنانية
❊ وقف الإبادة وسياسة التجويع ضد أهلنا في غزّة وإحباط خطط تهجير سكانها
❊ الإسراع بعقد الدورة الأولى للّجنة المشتركة الجزائرية ـ اللبنانية
❊ رئيس الجمهورية يقلّد الرئيس اللبناني وسام الاستحقاق برتبة "أثير"
❊ الرئيس اللبناني: دور بارز للجزائر في دعم لبنان لإخراجه من أزماته
أكد رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، حرصه وإرادته الرّاسخة للدّفع بالعلاقات الجزائرية ـ اللبنانية إلى مستوى شراكة حقيقية يترجمها تعاون معمق وتشاور سياسي مستمر، مضيفا أن هذه الزيارة تعد "خطوة بالغة الأهمية في مسار العلاقات الأخوية القوية والمتجذرة بين البلدين وفرصة ثمينة لتعميق التعاون وتوسيعه".
قال الرئيس تبون، في تصريح صحفي مشترك مع رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة السيد جوزيف عون، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى الجزائر، إن المحادثات التي جمعته مع نظيره اللبناني كانت "بنّاءة ومثمرة" وتم خلالها التطرق إلى "ملفات عديدة ذات صلة بالتعاون القائم وما يستشرف من آفاق لتكثيفه وتوسيعه".
ولفت إلى أنه "على ضوء التقييم الشامل لهذه الملفات، تم الاتفاق على الإسراع بعقد الدورة الأولى للجنة المشتركة الجزائرية ـ اللبنانية لتكون منطلقا جديدا وإطارا دافعا لتعاون مثمر ومستدام يندمج فيه رجال الأعمال والمتعاملون الاقتصاديون من خلال تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك".
وأوضح رئيس الجمهورية، أنه بعد استعراض مجالات التعاون وفرص الاستثمار المتاحة في البلدين، جدد لنظيره اللبناني "التزام الجزائر الثابت والدائم للتضامن مع الشعب اللبناني الشقيق في كل الظروف وحرصها على أمن لبنان واستقراره". وذكر في هذا الصدد بـ"المساعي التي تبذلها الجزائر على مستوى مجلس الأمن الأممي، لوقف انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي للسيادة اللبنانية والتزامها ببذل أقصى الجهود، بما في ذلك دعم قرار الأمم المتحدة، لتجديد عهدة قوات حفظ السلام في جنوب لبنان". وأشار رئيس الجمهورية، إلى أن المحدثات تناولت أيضا "مستجدات القضية الفلسطينية وما تستوجبه اليوم قبل الغد، لوقف الإبادة وسياسة التجويع ضد أهلنا في غزّة وإحباط خطط تهجير سكانها".
وفي سياق ذي صلة، أعرب رئيس الجمهورية، عن "انشغاله العميق للتطورات التي تشهدها سوريا في الفترة الأخيرة والاعتداءات على هذا البلد الشقيق ومحاولة التدخل في شؤونه". وسمحت المحادثات أيضا بالتطرق إلى الأوضاع السائدة في كل من ليبيا والسودان واليمن، حيث شدد رئيس الجمهورية على "أهمية تضافر الجهود العربية والدولية من أجل دعم ومرافقة هذه البلدان الشقيقة لتجاوز الأزمات المنهكة التي تعاني منها".
وتابع رئيس الجمهورية، قائلا "من أجل ضمان ديمومة التشاور والتنسيق السياسي بين بلدينا إزاء كل هذه الملفات الحسّاسة حرصنا على تفعيل آلية التشاور السياسي". وخلص رئيس الجمهورية، إلى تأكيد حرصه القوي وإرادته الراسخة في الدفع بالعلاقات الجزائرية ـ اللبنانية إلى مستوى "شراكة حقيقية يترجمها تعاون معمق وتشاور سياسي مستمر".
العلاقات بين الجزائر ولبنان تاريخية
من جهته أبرز رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، عمق العلاقات التي تربط بين الجزائر وبلاده وتجذّرها في التاريخ، مشيرا إلى الآفاق الواعدة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
كما أكد أن "مجالات التعاون بين البلدين كثيرة ومهمة جدا في مجالات الاقتصاد كالطاقة والزراعة والتجارة والتربية والتعليم والثقافة والصحة والسياحة والتكنولوجيا"، مضيفا أنه من بين مجالات التعاون الثنائي "مساعدتنا على إعادة إعمار ما خلّفته الاعتداءات والحروب الأخيرة على مستوى المنشآت الحكومية والبنى التحتية التي دمرت في لبنان".
وأكد الرئيس عون، أن العلاقات بين الجزائر ولبنان "تاريخية"، منوّها بـ"الدور البارز للجزائر ومواقفها الداعمة للبنان، وحضورها الدائم في المساعي العربية الحميدة لإخراجه من أزماته". كما ذكّر الرئيس اللبناني، بإسهام الجزائر في عمل اللّجنة العربية العليا في إطار الجهود التي أدّت إلى "إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مدينة الطائف (السعودية)".
كما حيا الرئيس اللبناني، بالمناسبة مواقف الجزائر المؤيدة لبلاده في مجلس الأمن والمحافل الدولية وتقديمها كل الدعم له عند كل أزمة. من جهة أخرى، شدد الرئيس اللبناني، على أهمية "تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي في العالم العربي، بما يحفظ للدول العربية مكانتها في عالم اليوم، ويحقق الحلول العادلة لقضيانا الملحة، بدءا بقضية الشعب الفلسطيني كممر إلزامي لسلام عادل ثابت وشامل". من جهة أخرى قلّد رئيس الجمهورية نظيره اللبناني وسام الاستحقاق برتبة "أثير" إثباتا لعلاقات الأخوة والتفاهم ولما بين الجزائر ولبنان الشقيقين من مواقف محفوظة في التاريخ.
وقد تميّز اليوم الثاني والأخير من زيارة الرئيس عون، بزيارة جامع الجزائر، مرفوقا بوزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة السيّد محمد عرقاب، حيث كان في استقباله عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني. وبالمناسبة استمع الرئيس اللبناني، الذي اختتم زيارته للجزائر أمس، إلى عرض مفصل حول جامع الجزائر الذي يعد منارة للمرجعية الدينية الوسطية في الجزائر. كما قام أيضا ضيف الجزائر برفقة السيّد عرقاب، بزيارة كاتدرائية السيّدة الإفريقية في الجزائر العاصمة، حيث استمع رفقة الوفد المرافق له إلى شروحات حول هذا المعلم الديني التاريخي.