مجدّدا التأكيد على مبادئها في تكريس سياسة حسن الجوار.. الرئيس تبون:

الجزائر مستعدة لتقديم المساعدة بطلب رسمي من أشقائها

الجزائر مستعدة لتقديم المساعدة بطلب رسمي من أشقائها
رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون
  • 134
 ق. س ق. س

❊ حدودنا محمية ولنا من الخبرة ما يكفي لمحاربة الإرهاب

❊ الجزائر ستتصدّى بقوة لأي محاولة لتجاوز حدودها

❊ الجزائر رفضت المشاركة في عملية عسكرية لتحرير رئيس النيجر

❊ عدم تنفيذ مشروع اقتصادي واعد بين الجزائر ونيامي بسبب تأثير جهة ما

❊ الجزائر تدعم حلاّ توافقيا في مالي

جدّد رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، التأكيد على المبادئ التي تقوم عليها الدبلوماسية الجزائرية في تكريس سياسة حسن الجوار ورفضها بشكل قاطع التدخل في الشؤون الداخلية للدول "لا في مالي ولا في النيجر ولا في بوركينافاسو ولا في ليبيا"، مؤكدا استعدادها لتقديم المساعدة كلما اقتضت الضرورة ذلك وبطلب رسمي من أشقائها.

تناول الرئيس تبون، في لقائه الدوري مع وسائل الإعلام بث سهرة أول أمس، العديد من الملفات الدولية وعلاقات الجزائر مع جيرانها وتعاملها مع الأزمات في بعض الدول المجاورة. وفي هذا الصدد، أكد أن الجزائر ساهمت بشكل كبير في مساعدة الأشقاء الماليين على تجاوز الأزمة ببلادهم ولا زالت مستعدة لفعل ذلك في حال ما طلب منها، مبيّنا أن مالي تعيش حالة عدم استقرار بين الشمال والجنوب منذ 1960.

وفي رده عما يمكن أن تشكله هذه الأزمات من تهديدات للجزائر، طمأن رئيس الجمهورية، بأن "حدود البلاد محمية وجيشها قوي ومصالح الأمن باتت لها تجربة قوية في هذا المجال "، كما أبرز التجربة الكبيرة التي تمتلكها الجزائر في مكافحة الإرهاب، حيث لديها ما يكفي من الخبرة لمحاربة هذه الظاهرة. 

وفي هذا الإطار أكد الرئيس تبون، رفضه القاطع لوجود المرتزقة على حدود الجزائر، مشيرا إلى أن بلادنا ستتصدّى بقوة لأي محاولة لتجاوز حدودها، كما كشف عن رفض الجزائر المشاركة في عملية عسكرية (لم يسم الدولة التي خطّطت لها)، كانت تهدف إلى تحرير رئيس النيجر السابق محمد بازوم، بعد احتجازه من قبل الانقلابيين ما أدى إلى إلغاء العملية.

وأضاف أن "النيجر سحبت سفيرها من الجزائر تضامنا مع مالي، لكنها أبقت أجواءها مفتوحة أمامنا"، مذكّرا باستقباله لرئيس وزرائها على انفراد لمدة ثلاث ساعات، حيث بحث الجانبان مشروعا اقتصاديا واعدا غير أن الرئيس تبون، أكد بأنه لم ينفذ للأسف بسبب تأثير جهة ما.

وإذ أكد أن الجزائر ليست معزولة مثلما تروّج له وتزعمه بعض الخطابات المغلوطة، أوضح رئيس الجمهورية، أنه "لا يجب خلق الأزمة التي لا نشعر بها أو بأي خطر"، مستطردا بالقول "لم نتأثر بما يحدث هنا وهناك، من يطلب مساعدة الجزائر فسيجدنا إلى جانبه ومن أراد عكس ذلك فهو حر".

ولفت إلى أن الجزائر مدّت يدها لـ«الأشقاء" في مالي الذي يعيش حالة من اللا استقرار بين الشمال والجنوب منذ 1960، حتى تبلور اتفاق الجزائر للسلام عام 2015، مشدّدا أنها تدعم حلاّ توافقيا، وأنها تدافع بشراسة عن وحدة الشعب المالي وسيادة ترابه"، موضحا بأن باماكو "شهدت الانقلاب العسكري الخامس، والتاريخ يؤكد أن كل ما وقع انقلاب يعتقدون أن مشكل شمال مالي سيحل بالقوة، لكن بعدها يصلون إلى قناعة بأن الحقيقة غير ذلك"، ليستطرد "من يريد أن يحل المشاكل بالقوة فليكن له ذلك، لن نستعمل سياسة التهديد بل نؤمن بسياسة حسن الجوار".  

وبعد أن جدّد موقف بلادنا الداعم للقضيتين الفلسطينية والصحراوية، قال الرئيس تبون، في سياق حديثه عن مبادئ السياسة الخارجية للجزائر إن "الدم الذي يسري في الجزائر هو عدم الانحياز" الذي انخرطت فيه عام 1955، مؤكدا أن الجزائر ستقف في صف المظلومين والمقهورين. 

بالمقابل، أعرب عن فخره بكون الجزائر صديقة للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين في آن واحد، ما جعل الجميع يتساءل عن سر العلاقات الطيّبة التي تربط الجزائر مع هذه الدول.

ووصف الرئيس تبون، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 30 بالمائة على الجزائر بـ«السيادي"، لافتا إلى أنه لا يؤثر إطلاقا على المصالح الاقتصادية لبلاده بالنّظر إلى ضعف المبادلات التجارية البينية التي تقدر بـ0.5 بالمائة من الإجمالي العام.

وعن علاقات الجزائر مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي انضمت مؤخرا إلى معاهدتها للصداقة والتعاون، أوضح أن الجزائر تربطها علاقات جيّدة مع كل الدول الآسيوية، من بينها ماليزيا و أندونيسيا التي لها معهما تبادلات في مجال التجارة البينية.