فيما أكد بلمهدي أن السلم العالمي يبدأ باحترام المعتقد الديني.. سفير الاتحاد الأوروبي:
الجزائر مثال يحتذى به في مدّ الجسور بين الأديان
- 104
زولا سومر
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أن الجزائر تؤمن أن الحوار هو السبيل الأوحد لبناء عالم يسوده الأمن والاستقرار، ملحّا على أن القيم الإنسانية المشتركة، قادرة على هدم جدران الكراهية وبناء جسور المودة بين البشر.
وأوضح بلمهدي خلال ندوة نظمتها وزارة الشؤون الدينية حول موضوع "الحرية الدينية" بحضور سفير الاتحاد الأوروبي، سفيرة سلوفينيا بالجزائر، وأسقف الجزائر، أن الجزائر من موقعها في العالم الإسلامي ومن تجربتها التاريخية العميقة في تعايش الأديان والثقافات، تؤمن أن السلم العالمي يبدأ من احترام المعتقد الديني، موضحا أن التعارف الإنساني هو أفق الاستقرار العالمي، وأن الحوار بين الأديان سبيل لصناعة مستقبل أكثر عدلا ورحمة. وأشار بلمهدي بأن الجزائر تثمن كل المبادرات الدولية والإقليمية التي ترمي إلى تعزيز ثقافة السلم والحوار والتفاهم، وتدعو إلى تفعيلها على أرض الواقع عبر برامج ومشاريع عملية تخدم الإنسان في كل مكان.
وبعد أن ذكر بالحماية التي يوفرها الدستور والقوانين الجزائرية لحرية المعتقد، ولدور العبادة، أكد بلمهدي أن هذا الاهتمام تجلى في الزيارة الهامة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى دولة الفاتيكان، واستقباله من طرف بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر، وهو ما وضع، كما قال، مبدأ الحرية الدينية في سياقه الأرقى وهو سياق الحوار الحضاري بين الأديان، والتواصل مع القيادات الروحية، والتأكيد على أن الجزائر ليست بلدا يرافع للقيم نظريا بل يمارسها واقعيا في علاقته الدبلوماسية وبرؤية دولية، حيث بعثت هذه الزيارة رسالة للعالم تؤكد أن الجزائر تؤمن بأن السلم العالمي يبدأ من احترام المعتقد الديني.
واعتبر الوزير أن إنشاء اللجنة الوطنية للشعائر الدينية لغير المسلمين بالجزائر، يعتبر تجسيد لهذا المبدأ في الواقع، باعتبارها الإطار الرسمي الذي يضمن التنسيق والتشاور لحماية هذه الحرية في إطار القانون، مشيرا إلى أن وزارته ووفق توجيهات رئيس الجمهورية تعمل على ترسيخ هذا النهج الراقي وإشاعة قيم السلم والتسامح والوئام بين كل المواطنين مسلمين وغير مسلمين، وترسيخ مبدأ احترام الآخر، بما يعزز الوعي الديني المعتدل، الذي يرفض التطرف والعنف والجريمة، ليظل وطننا نموذجا يحتذى به في التعايش والأمن الروحي.
من جهته أشاد سفير الاتحاد الأوروبي بالجزائر دييغو ميادو باسكوا بدور الجزائر كفضاء للحوار والانفتاح واحترام الديانات، مؤكدا أن الجزائر مثال يحتذى به في منطقة المتوسط كبلد يمدد جسور التواصل بين الأديان، حيث أشار إلى أن إعلان بابا الفاتيكان مؤخرا عن رغبته في زيارة الجزائر تؤكد هذا المسعى، وتبين الدور التاريخي للجزائر على مر العصور في احترام الديانات. كما اعتبر أسقف الجزائر الكاردينال جون بول فيسكو أن حرية المعتقد من الحريات الأساسية التي تربط العبد بربه، ولا يمكن لهذه الحرية أن تكون دون احترام ديانة الآخر، مؤكدا أن تحقيق هذه الحرية لن يكون إلا بالحوار والتعارف والأخوة والصداقة التي تعد الضامن الرئيسي لاحترام الأديان.