الدبلوماسي السابق عبد الحميد السنوسي بريكسي:

الجزائر متمسكة بتسوية النزاعات بالطرق السلمية

الجزائر متمسكة بتسوية النزاعات بالطرق السلمية
  • 403
ق. س ق. س

أكد السفير الجزائري السابق، عبد الحميد السنوسي بريكسي، أن الجزائر متمسكة بالسلم وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، إلى جانب تمسكها بحق الشعوب في تقرير مصيرها ضمن مواقف لا تتعارض مع مبدأ عدم التدخل المكرس في الدستور الجزائري.

وأكد بريكسي في حديث لموقع "جزائر هوب" أن "القراءة المتأنية" للمبادئ الأساسية التي تقوم عليها السياسة الخارجية الجزائرية، "تسهل فهم سبب تعلق الجزائر الشديد بالسلام وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية وكذا تمسكها بحق الشعوب الخاضعة لاستعمار أجنبي  في تقرير المصير وكذا المساواة بين الدول واحترام مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة".

ويرى الدبلوماسي السابق، أن المادة 31 من الدستور التي تنص على إمكانية مشاركة الجزائر في "حفظ السلام" في إطار مبادئ وأهداف الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، "لا يمكن أن تتعارض مع مبدأ عدم التدخل، الذي كررته المادة 33. بل على العكس فهو يعزز ويؤطر بشكل أفضل مبدأ عدم التدخل مع الاهتمام بحفظ السلام".

وسلط بريكسي الضوء على أحد القرارات الأولى لمنظمة الوحدة الأفريقية "الاتحاد الأفريقي حاليا" الذي نص على أن "تعهد جميع الدول الأعضاء (في منظمة الوحدة الأفريقية) باحترام الحدود الموروثة عند الاستقلال".

وكان من المنتظر أن يضع هذا القرار حدا لكل المسائل المتعلقة بالمطالب الاقليمية، التي قد تبرز خلال الفترة بعد الاستعمار. كما يعكس استراتيجية السلم والاستقرار في إفريقيا التي اختارها مؤسسو الاتحاد الإفريقي، مضيفا أن الجزائر ملتزمة التزاما كاملا بهذا الخصوص كما أن الشعب الجزائري انضم إليه أيضا.

ديناميكية دبلوماسية مع عودة لعمامرة

وقال إن الدبلوماسية الجزائرية تعرف ديناميكية جديدة مع عودة وزير الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج، رمطان لعمامرة والدفع الذي أعطاها إياه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.

وأضاف أن تاريخ الجزائر يزخر بعدة أمثلة تبرز تمسكها بالسلم والتضامن والتفاني والإيثار، منذ استعمار فرنسا للجزائر سنة 1830 إلى غاية استقلالها سنة1962، حيث استعمل مختلف القادة ورجال السياسة والمثقفين كل الطرق الدبلوماسية من أجل التنديد بالاحتلال الفرنسي وطرقها غير الشرعية وغير الانسانية وكذا الدفاع عن الهوية الجزائرية والحق في الاستقلال.

وأشار إلى أن البعض كان مصدر إلهام للمبادئ العظيمة للقانون الدولي مثل الحق في تقرير المصير والقانون الإنساني الدولي، مؤكدا ضرورة أن  يتم الاعتراف بهذه المساهمات أكثر على المستوى الوطني كما هو الحال دوليا.

وسلط عبد الحميد السنوسي بريكسي، مؤلف كتاب "مدخل إلى الدبلوماسية الجزائرية: من ملوك الأمازيغ إلى الحراكيين"، على أهم المحطات البارزة في تاريخ الجزائر.

وأبرز بريكسي، في مؤلفه الصادر باللغة الانجليزية، الخطوط العريضة التي ميزت كل مراحل هذا التاريخ الطويل، انطلاقا من المقاومة الشعبية ووصولا إلى الرغبة في استقلالية اتخاذ القرارات.

كما تتضمن عملية بحث حثيثة عن السلام من خلال اللجوء إلى كل الطرق السلمية، وبالتالي يظهر دور الوساطة هنا. وأما اللجوء إلى العنف فلا سبيل إليه إلا في حال ما باءت كل السبل الأخرى بالفشل.