سلال يرد على منتقدي قرارات الدولة ويشدد على طابعها الاجتماعي:

الجزائر لن تفقد توازنها مع الرئيس بوتفليقة

الجزائر لن تفقد توازنها مع الرئيس بوتفليقة
  • القراءات: 666
محمد. ب محمد. ب
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، من بسكرة، أن الجزائر لن تفقد توازنها مطلقا مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وجدد التزام الحكومة بالمضي في خدمة الشعب والذود عن خدمة الدولة مهما كان الثمن، داعيا المنتقدين لقرارات الرئيس وسياسة الحكومة إلى تحمّل مسؤولياتهم الحقيقية بالانخراط في الشأن العام حتى يساهم الجميع في التجديد الوطني. وأوضح السيد سلال، في كلمته الافتتاحية لأشغال اجتماع الثلاثية الـ18 ببسكرة، والتي حدد فيها الخطوط العريضة لمسعى الحكومة في بناء اقتصاد قوي وتنافسي بالتعاون مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، بأن ”دعاة التشاؤم قد يشككون في هذا المسعى، لكننا عازمون على مواجهتهم برسالة أمل وشجاعة ليست أبدا ساذجة، بل مبنية على أساس معرفة تامة بالقدرات الوطنية وعلى الإيمان الراسخ بمواطنينا”.
وإذ ذكر بأن الجزائريين استطاعوا عندما توحدوا أن يكتسحوا المستعمر، وأن يتصدوا للهمجية والظلامية، مذكرا بإحياء الجزائر في الأيام القليلة الماضية الذكرى العاشرة للسلم والمصالحة الوطنية، أكد الوزير الأول بأن الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، لن يمنع الجزائريين من بناء ”جزائر القرن الواحد والعشرين مع اقتصاد ناشئ”.
كما أكد في نفس السياق بأن الجزائر لن تفقد توازنها مع الرئيس بوتفليقة، وأن ”حكومته هنا من أجل خدمة الشعب والذود عن ديمومة الدولة مهما كان الثمن، قائلا في هذا الصدد ”نحن ندرك أن التغييرات ستقابلها مقاومات ومحاولات معارضتها بدافع العادات والمصالح، ومع ذلك فلا يمكننا الفرار من قدرنا وبناء اقتصاد قوي دون تنازلات”.وخاطب السيد سلال، المنتقدين للقرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في الفترة الأخيرة وكذا السياسات التي تنتهجها الحكومة ولا سيما في المجال الاقتصادي، واصفا إيّاهم بـ"أولئك الذين يكتفون بالنقد ويدفعون إلى العزوف والاستقالة الجماعية”، وأشار إلى أن ”على هؤلاء أن يدركوا بأنهم لا يخدمون بلادهم بالتصرف على هذا النحو”، مؤكدا بأن المسؤولية الحقيقية لهؤلاء تكمن في الانخراط في الشأن العام ”حتى نتمكن جميعا من المساهمة في التجديد الوطني”.وفي حين أشار إلى أن الجزائريين واعون بمستقبل أبنائهم، دعا الوزير الأول شباب الجزائر إلى استغلال الفرص المتاحة لهم في الجزائر في ميادين التعليم والتشغيل والسكن والمقاولة، التي تعتبر فرصا فريدة وحقيقية وملموسة، مؤكدا بأن رئيس الجمهورية يثق فيهم ويعلق عليهم أمالا كبيرة، والحكومة ستكون إلى جانبهم باستمرار.
 رئيس الجمهورية يجسد مثال الرجل السياسي المتمسك بالمبادئ..
وانتقد الوزير الأول، التحليلات التي تبنّاها بعض المحللين أمام تراجع الموارد المالية والذين دعوا إلى تقليص النفقات وفق نفس النسب الخاصة بتراجع المداخيل، واصفا تحليلاتهم بـ"الرد الفعلي البدائي والحسابات الجافة والمتهكمة”، مشيرا إلى أن المنطق المعتمد من قبل هؤلاء لا يراعي الطبيعة الاجتماعية والديمقراطية للدولة الجزائرية العصرية، وجدد بالمناسبة التأكيد على أن هذا الطابع الذي تتميز به الدولة الجزائرية والمستمد من المبادئ الراسخة لثورة نوفمبر المجيدة، يقوم على أساس عدم التخلي عن الضعيف والمعوز، لافتا إلى أن الرجل السياسي الذي يجسّد بشكل أحسن التمسك بهذه المبادئ هو رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ”الذي لن يقبل أبدا المساس بكرامة الجزائر والجزائريين تحت سلطته أو التشكيك في الطابع الاجتماعي للدولة وتنميتها الاقتصادية”.
وأوضح السيد سلال، في سياق متصل بأن اعتماد الحكومة سعر 45 دولارا لبرميل البترول كقاعدة لإعداد قانون المالية لسنة 2016، من شأنه المساهمة في دفع عجلة النمو دون اللجوء إلى التقشّف، وذلك باعتبار أن الجزائر تملك القدرات الكافية للمقاومة وتحسين الوضع، معتبرا، بأن النتائج المحرزة ونجاعة التدابير والصعوبات والعراقيل يتم التكفّل بها دوما ”دون تزييف أو تأويل مبالغ فيه”،
كما ذكر بالمناسبة بالقرارات التي اتخذتها الحكومة في مجال الدعم الاجتماعي، حيث أشار في هذا الصدد إلى وجود 8,5 ملايين تلميذ متمدرس و1,5 مليون طالب في التعليم العالي و1800 مليار دينار من التحويلات الاجتماعية سنويا، فضلا عن استمرار الدولة في اتباع مجانية العلاج والتكفّل بـ3 ملايين شخص مصاب بأمراض مزمنة، وكذا تجسيد الالتزام بمراجعة المادة 87 مكرّر من القانون المتعلّق بعلاقات العمل وإعادة تحديد الأجر الوطني الأدنى المضمون وإعادة تثمين المنحة الجزافية التعويضيّة لفائدة ما يقارب 1,5 مليون عامل، ومواصلة إنجاز البرامج السكنية، لاسيما لفائدة الفئات الاجتماعية المحرومة والمتوسطة، داعيا الجزائريين إلى العمل أكثر من أجل تحسين مؤشرات الإنتاج والحفاظ على هذا النموذج الاجتماعي وتحسين نجاعته.