عبد الحميد العربي شريف لـ "المساء":

الجزائر لن تتخلى عن دورها في الملف الليبي رغم المؤامرات

الجزائر لن تتخلى عن دورها في الملف الليبي رغم المؤامرات
  • القراءات: 849
شريفة عابد شريفة عابد

أكد العقيد المتقاعد، عبد الحميد العربي شريف، أن الجزائر لن تتخلى عن دورها في تسوية الملف الليبي، كونه ملفا قائما على الحلول السياسية السلمية التي تحافظ على الوحدة الشعبية والترابية لليبيا ، مشيرا في تصريح لـ "المساء" إلى أن ما يقع الآن في ليبيا هو محصلة لمؤامرات دول أجنبيه تريد زرع الفتنة في المنطقة، تحت ذرائع مكشوفة للعيان..

وأوضح محدثنا أن حرص الجزائر على استقرار وأمن دول الجوار وفي مقدمتها ليبيا، ينم عن حرصها على أمنها واستقرارها، وإدراكا منها بارتباط الملف بمحاولات زرع الفتنة وتأجيج النزاع من قبل  أطراف تخصصت في رعاية الفوضى والعنف في المنطقة العربية.

وذكر العربي شريف في سياق متصل، بأن المشير خليفة حفتر، يمثل بليبيا "ذراع اللاعبين الدوليين والإقليميين، لتنفيذ جندات أجنبية". وأضاف أن "الجزائر تتابع من هذا المنظور محاولات تقسييم الدول العربية وزرع الفوضى بها، تحت عناوين متعددة"، مقدرا بأن "المحاولات التي طالت الدول العربية، تدخل في إطار مشروع يسير ببطئ ولكن بخط ثابته"، حيث قال في هذا الصدد أن "المتابع لما يحدث، يفهم ان هناك مسيرا واحدا للملف ويستطيع في أي لحظة توقيفه، لكن نيته هي تقسيم ليبيا بالليبيين وأشقائهم العرب..".

وحول إلغاء خليفة حفتر لاتفاق الصخيرات وما تبعه من جهود دبلوماسية لإعادة الأوضاع إلى نقطة الصفر مجددا، أكد محدثنا أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو غياب النوايا الدولية الحقيقية لإنهاء الصراع في ليبيا، "بل بالعكس هناك تشجيع على التنافر والتناحر بين الطرفين، حيث تم العمل على إسقاط الدولة الوطنية ثم تشجيع طرفي النزاع على التناحر"، قبل أن يخلص إلى القول بأن "اليوم رتبوا جميع الظروف لتقسيم البلدان، حيث نعيش تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد من خلال تقسيم الدول العربية إلى دويلات".

وعن الأثار التي ستطال الجزائر، من الأزمة الليبية التي طفحت للسطح مجددا بعد جهود كبيرة قامت بها الدبلوماسية الجزائرية بداية السنة وتوجت بعقد قمة ببرلين، قال العربي شريف أن "ذلك يبرز أن الجزائر ليست بعيدة عن التحرشات الخاصة بالتفرقة"، مستدلا بما تم نشره منذ أيام على موقع رسمي فرنسي، "لصورة تقسم الجزائر إلى جزائر بعلم وطني وأخرى بعلم انفصالي، وهو عمل من وحي الاستخبارات.. ورسالة واضحة حول المشروع والنوايا..". ولم يتردد محدثنا في هذا الإطار، في القول "إننا سنعيش معركة كسر العظام في القادم بين فرنسا والجزائر وسيكون وقودها من أبناء جلدتنا ممن اختاروا العمالة وباعوا الوطن".

وتابع يقول أنه "بعد أن فشل مد الإرهاب في الجغرافيا الجزائرية، ظهرت محاولات لاستغلال التنوع الثقافي وجعله ثغره تقسيم وضرب الوحدة الوطنية.."، مشيرا في نفس الإطار إلى أن "خروج الجزائر من الأزمة السياسية ونجاحها في تنظيم الانتخابات لم تستسغه بعض الأطراف الدولية التي تقوم بتحريك عملاء بالداخل، من أجل الحفاظ على مصالحها ورفض استقلال القرار السياسي وحرصها على فرض الوصاية بلعب كل الأوراق..".

على هذا الأساس تراعي السلطات الجزائرية، يضيف محدثنا، ما يقع في ليبيا. وتحرص على حله وتسوية النزاع لأن استقرار ليبيا من استقرار الجزائر، ما بذل كل ما بوسعها من جهود لتقوية التكافل والتلاحم بين أبناء الوطن دعما للوحدة الوطنية، ومواصلة قوات الجيش الوطني الشعبي عملها بكل تفان  لحماية الحدود الوطنية والتأهب لأي طارئ.

وخلص العربي شريف في الأخير إلى التأكيد على أنه مهما طالت الأزمة الليبية، فان الحلول السياسية ستبقى دائما تمثل الحل الأنجع الذي يمكن يجمع الفرقاء، كون لغة السلاح لا تخدم سوى مصالح الدول الأجنبية التي تضع عينها على ثروات البلدان التي تزرع بها الفرقة وتشعل فيها فتيل الحرب.