بن حبيلس تكشف عن أولى الاستجابات لحملاتها التحسيسية وتؤكد:

الجزائر لا ترحّل رعايا البلدان غير المستقرة

الجزائر لا ترحّل رعايا البلدان غير المستقرة
  • القراءات: 488
محمد. ب محمد. ب

أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس، أن الجزائر لن ترحّل النازحين الأجانب الذين تعاني بلدانهم من أزمات أمنية وحالة لا استقرار، مذكرة بأن ترحيل الرعايا النيجريين إلى بلادهم تم بطلب من حكومة بلادهم. وكشفت، في سياق متصل، أن العمل التحسيسي الذي تقوم به الهيئة الإنسانية الجزائرية لصالح هؤلاء النازحين، أفصح عن جمع 500 ألف فرنك سويسري لصالح المرحّلين النيجريين، ورصد 200 ألف دولار من الفيدرالية الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لمساعدة اللاجئين الصحراويين. وأوضحت السيدة بن حبيلس على هامش اللقاء الذي جمع بالجزائر الهلال الأحمر الجزائري والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر حول موضوع "العمل الإنساني في ظل التحديات العالمية"، أن الهلال الأحمر الجزائري يبذل قصارى جهده للاستجابة للحاجيات الإنسانية للنازحين، مؤكدة أن رحيل هؤلاء النازحين غير وارد في الوقت الراهن مادام الوضع الأمني في بلدانهم غير مستقر. 

وذكرت بن حبيلس أن عملية ترحيل الرعايا النيجريين تم بطلب صريح وجّهته الحكومة النيجرية للحكومة الجزائرية، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة أسندت العملية للهلال الأحمر الجزائري بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بعملية إنسانية. وفيما أكدت أن عملية نقل الرعايا النيجريين إلى بلادهم تمت بمقاييس جزائرية مبنية على احترام كرامة الإنسان وكذا وفق المقاييس المعمول بها دوليا "بشهادة كل الملاحظين"، أشارت المتحدثة إلى أنه "تم ترحيل حوالي 8000 رعية نيجرية، معظمهم من الأطفال بدون مرافقين"، مشددة في هذا الإطار، على مرافعتها من أجل نظرة استراتيجية بعيدة المدى، لإيجاد السبل التي تساعد هذه الفئات على المكوث في بلدانها من خلال تمويل مشاريع مصغرة. 

وفي هذا الإطار، كشفت السيدة بن حبيلس أن العملية التحسيسية التي قام بها الهلال الأحمر الجزائري مع الشركاء الغربيين، أثمرت أولى النتائج، المتمثلة في تمويل سويسري يقدَّر بـ 500 ألف فرنك سويسري لتمويل مشاريع مصغرة للنيجيريين المرحّلين من الجزائر، عن طريق المنظمة العالمية للهجرة. كما سمحت العمليات التحسيسية، ولأول مرة، حسبها، برصد مبلغ 200 ألف دولار من الفيدرالية الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لمساعدة اللاجئين الصحراويين، مشيرة إلى أن زيارة رئيس المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صلاح حامد الصحباني، تدخل في إطار إيجاد تدعيم القدرات "للاستجابة للانشغالات الإنسانية للذين يفرون من الموت بسبب الحروب". 

مذكرة تفاهم لتنسيق العمل الإنساني

وتم، بمناسبة اللقاء، إبرام الهلال الأحمر الجزائري مذكرة تفاهم مع المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، تهدف إلى التنسيق بين الهيئتين في مجال العمل الإنساني، وتجسيد أواصر التعاون العربي في هذا المجال. وتنص الاتفاقية على الخصوص، على تنسيق وجهات النظر في القضايا الإنسانية، وتعزيز التشاور في المؤتمرات الدولية الخاصة في هذا الميدان، وتبادل الخبرات وتنشيط الإعلام والمعلومات للاستغلال الأمثل لتقنيات الاتصال الحديثة. كما تنص على التعاون في مجال التدريب التقني للمتطوعين فيما يخص تقنيات الإغاثة، ونشر مبادئ القانون الدولي الإنساني. ومن خلال هذه الوثيقة تم الاتفاق على دعم ومساعدة المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لبرامج الهلال الأحمر الجزائري، لفائدة الفئات الأكثر احتياجا.  

ويأتي هذا الاتفاق تتويجا لزيارة الدكتور صلاح حامد الصحباني، التي تُعتبر الأولى من نوعها منذ ما يفوق 40 سنة، والتي قالت عنها السيدة بن حبيلس "إنها جاءت في وقتها نظرا للدور الذي تقوم به الجزائر في المنطقة في هذه الفترة"، مبرزة أهمية هذه الزيارة التي ستسمح بتنسيق ودعم مجهودات الهلال الأحمر الجزائري من خلال برامج مشتركة، تمكّن من مجابهة التحديات الإنسانية الخطيرة التي تعيشها المنطقة والعالم العربي. من جهته، أكد الدكتور الصحباني أنه بإمكان مواجهة هذه التحديات من خلال التنسيق والتعاون وتكاتف الجهود، وكذا باعتماد "الدبلوماسية الاستباقية"، مشيرا إلى أن زيارته إلى الجزائر ما هي إلا "تأكيد على الرغبة في إيجاد كيفية التنسيق بين الهيئتين". وقد كُلل اللقاء الذي جمع المنظمتين ببيان ختامي، ثمّن من خلاله الطرفان زيارة رئيس المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وأكدا على أهمية التعاضد من أجل إبراز القضايا الإنسانية وتوحيد المواقف في المحافل الدولية. كما تم بالمناسبة، تكريم السيدة بن حبيلس بدرع المنظمة العربية؛ عرفانا بمجهوداتها وتفانيها من أجل الفئات المحرومة.