أكدوا أن باريس تفتقد لأي وسيلة ضغط .. محللون لـ"المساء":

الجزائر لا تخضع لا للمساومة ولا للابتزاز

الجزائر لا تخضع لا للمساومة ولا للابتزاز
  • 175
مليكة .خ مليكة .خ

❊ بهلولي: الرد الجزائري على باريس كان حازما ووضع النّقاط على الحروف 

❊ وديع:  رد الجزائر يعيد فرنسا إلى حجمها الحقيقي

أجمع عدد من الخبراء أمس، أن موقف الجزائر من التصعيد الفرنسي الأخير يؤكد على ندّية التعامل في إطار الدفاع عن سيادتها، مشيرين لـ"المساء" إلى أن الرد الجزائري على التصعيد الفرنسي جاء حازما في ظل إصرار باريس على توجيه رسائل سوء النّية في التعامل مع الجزائر، مؤكدين أن باريس تفتقد اليوم، لأي وسيلة ضغط بسبب تعدد شركاء الجزائر.

أكد المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية أبو الفضل محمد بهلولي، في اتصال مع "المساء"، أن فرنسا لم يعد لديها اليوم، أي ورقة ضغط على الجزائر، كون الجزائر الجديدة لديها شركاء متعددين ومختلفين من النّاحية السياسية و العلاقات الدولية، فضلا عن خسارة باريس  الكثير على الصعيد الاقليمي رغم محاولتها العودة إلى إفريقيا عبر الوسائل التقليدية المتشبّعة بالفكر الكولونيالي والاستعماري. 

وقال بهلولي، إن فرنسا مازالت تبعث برسائل سوء النّية في تعاطيها مع أزمتها مع الجزائر، عبر التصعيد ما يفقد ثقة الجزائر فيها بسبب تطابق سياسات اليمين المتطرّف التي كانت غير رسمية مع الحكومة الفرنسية والتي أضحى لديها اليوم وجهين. 

فالوجه الأول بالنسبة لمحدثنا، يتمثل في السياسات غير الرسمية التي كانت تمارسها باريس سواء عن طريق الأحزاب السياسية أو عن طريق وزير الداخلية، في حين أن الوجه الثاني يتمثل في السياسة الرسمية التي تمارسها فرنسا عن طريق الحكومة وكليهما ينبع من منبع واحد ألا وهو اليمين المتطرّف.

وفي هذا الإطار لم يستبعد بهلولي، إقدام فرنسا على إصدار مستقبلا  مجموعة من القوانين العنصرية التي من شأنها أن تمسّ بحقوق أفراد الجالية بصفة عامة لاسيما الجالية الجزائرية.

وبخصوص الرد الجزائر قال إنه جاء حازما، مضيفا أن بيان وزارة الخارجية، تضمّن الكثير من التفاصيل المهمة للرأي العام الدولي، ولبعض الأطراف التي تتمتع بمواقف معتدلة داخل فرنسا، ومن ناحية القانون الدولي، أشار إلى أن فرنسا قد داست عليه كونها تحاول من خلال هذا الإجراء تعطيل النّشاط الدبلوماسي والقنصلي عبر تقليص عدد الموظفين، أو عرقلة دخولهم إلى القنصليات و السفارات الجزائرية، ما سيعود بالسلب على الجالية الوطنية التي لها حق الحصول على الخدمات.

غير أن الخبير في العلاقات الدولية، يرى أن فرنسا تحاول استعمال ورقة الجالية الجزائرية كورقة ضغط، وكأنها تبحث عن قطع للعلاقات الدبلوماسية مع الجزائر التي فضّلت الرد بالمثل بناء على ما تقرّه العلاقات الدولية، كما أن قرار الجزائر بإلغاء الاتفاقية يؤكد أنها غير متمسّكة بامتيازات إعفاء جوازات السفر لبعض المسؤولين، كما لا تشكل بالنسبة لصانع القرار الجزائري أي نقطة ضعف أو ورقة ضغط عليها وهو ما يتجلّى في ردها السريع على فرنسا.

من جهته أكد المحلل السياسي مخلوف وديع، في اتصال مع "المساء" أن رد الجزائر الحازم والصارم على قرار فرنسا فيما تعلق بالتأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، يتماشى مع النّدّية التي تتعامل وفقها الجزائر في سياستها الخارجية، فضلا عن معاملتها بالمثل في علاقتها مع الدول.              

وأشار أن الجزائر ليست محمية فرنسية يدخلها المواطنون الفرنسيون ببطاقة التعريف الوطني، بل اليوم حتى الدبلوماسيين الفرنسيين يُشترط عليهم تأشيرة بختم جزائري للدخول للأراضي الجزائرية كإجراء يرجع فرنسا لحجمها الحقيقي، بعيدا عن سياسة الاستعلاء والتوهم بأمجاد الماضي الاستعماري في تعاملاتها الخارجية خصوصا مع الدول الإفريقية.

وبخصوص مآلات ومستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية، أوضح مخلوف وديع، أنه إذا لم يتدخل العقلاء وأقطاب السياسة الفرنسية الذين لديهم وزن حقيقي في الحياة السياسية الفرنسية، فإننا سنتجه لمزيد من التصعيد بين البلدين، مشيرا إلى أن العديد من الأصوات العقلانية البراغماتية تنتقد السلطة التنفيذية الفرنسية في تعاملها في ملف العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية.