5 شركات أوروبية تجري دراسة جدوى حول المشروع

الجزائر طرف فاعل في إنجاز الممر الجنوبي للهيدروجين

الجزائر طرف فاعل في إنجاز الممر الجنوبي للهيدروجين
  • 164
حنان. ح حنان. ح

قامت مجموعة من خمس شركات أوروبية رائدة في تشغيل أنظمة نقل الغاز خلال الشهر الجاري، بإجراء دراسة جدوى حاسمة حول مشروع "الممر الجنوبي" لنقل الهيدروجين الذي يبلغ طوله 3400 كيلومتر، ويربط مراكز الإنتاج في شمال إفريقيا بالمستهلكين في وسط وغرب أوروبا، وأجمعت تحاليل إعلامية على أن الجزائر تعد البلد الأقرب إلى إنجاح تجسيد هذا المشروع لعدة أسباب موضوعية.

ركزت الدراسة الأولية التي اشتركت في إعدادها شركات "سنام" الإيطالية، "تاغ" النمساوية، "يوستريم" السلوفاكية و"نت فور غاز" التشيكية، إضافة إلى "أو جي إي" الألمانية، حسب جريدة "بايبلاين تيكنولوجي" الإلكترونية الألمانية، على التقييم الفني والتجاري لممر الهيدروجين المخطط له، والذي يهدف إلى ربط منتجي الهيدروجين في شمال إفريقيا، الذين يتوقع أن تبلغ طاقتهم الاستيرادية نحو 450 جيغاواط ساعة، بالمدن ذات الطلب المرتفع على طول المسار في أوروبا.

وتمت الإشارة إلى أن مناطق الطلب على الهيدروجين تشمل جنوب وشمال شرق ألمانيا، حيث من المتوقع أن يتجاوز الطلب 100 تيراواط ساعة في عام 2030، وهو ما يتجاوز بكثير إمكانات الإنتاج المحلي للبلاد. وسيشمل المشروع المتوقع أن يبدأ تشغيله في عام 2030، إنشاء خطوط أنابيب هيدروجين جديدة وإعادة استخدام الخط الحالي لنقل الهيدروجين.

وأوضح ميشال سلابي، الرئيس التنفيذي لشركة "نت فور غاز"، أنّ هذا المشروع خطوة أخرى نحو تنويع مصادر الإمداد وتعزيز أمن الطاقة في المنطقة، مضيفا أنه بمجرد تنفيذه، سيكمل مسار الاستيراد هذا باقي ممرات نقل الهيدروجين المخطط لها، والتي تشكل جميعها جزءا لا يتجزأ من الشبكة الأوروبية للهيدروجين، وستسهم في إنشاء سوق أوروبية لهذه السلعة.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن الهيدروجين يبرز بسرعة كأفضل بديل للغاز الطبيعي المستخدم على نطاق واسع، نظرا لإمكاناته متعدّدة الاستخدامات كوقود ومادة خام، كما أنه سهل التخزين والنقل عبر خطوط الأنابيب، ولا يصدر أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، وهذا ما يجعله خيارا مفضلا للصناعات الثقيلة التي تسعى إلى تقليل بصمتها الكربونية بشكل عاجل.

في هذا السياق، قالت تحاليل إعلامية صادرة في مواقع متخصّصة ، أن الجزائر تعد الأقرب في المنطقة القادرة على تجسيد هذا المشروع، بالنظر إلى توفرها على البنى التحتية المناسبة، ولاسيما الأنابيب العابرة للمتوسط، لاسيما وأنها وقّعت في جانفي الماضي عقب اجتماع وزاري رفيع المستوى عقد بروما، على الإعلان المشترك للنوايا السياسية بشأن مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي، والذي أكدت الأطراف الموقّعة عليه نيتها لتعزيز التعاون لتطوير هذا المشروع الاستراتيجي الذي يربط مواقع الإنتاج في الجزائر بالاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال تعزيز التعاون ضمن مجموعة عمل خماسية مشتركة.

وبمقتضى الإعلان أقرت الأطراف بالإمكانات الكبيرة للجزائر وتونس في إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وضرورة تعزيز أمن الطاقة بين المنطقة والاتحاد الأوروبي لدعم النمو الأخضر، كما أكدت على أهمية تطوير محطات الهيدروجين والبنية التحتية المرتبطة بها، وتسريع الانتقال الطاقوي المستدام لتحقيق الأهداف المناخية العالمية، مع التركيز على جذب الاستثمارات في الجزائر وتونس لدعم السوق المحلية وخلق فرص عمل وتعزيز الابتكار.

من جهة أخرى، أكدت دراسة أجرتها منظمة الدول العربية المصدرة للنفط "أوابك"، منذ بضعة أشهر حول الهيدروجين المسال، أهمية مشروع الممر الجنوبي الذي يرتقب أن يربط الجزائر بأوروبا، موضحة أن أهميته تكمن خصوصا في كونه يحظى بدعم من مشغلي شبكات الغاز الأوروبية  لكونه مشروعا أوروبيا ذا اهتمام مشترك.

وفي جوان الماضي، أعلنت شركة سنام ومرفق ربط أوروبا التابع للاتحاد الأوروبي عن دراسة جدوى بقيمة 48 مليون أورو لتحديث الجزء الإيطالي من الشبكة، الذي يبلغ طوله 1900 كيلومتر، فيما أطلقت الجزائر مشروعا تجريبيا بقدرة 50 ميغاواط لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام أجهزة التحليل الكهربائي والطاقة الشمسية وطاقة الرياح في أرزيو، بالقرب من وهران غرب البلاد.