أبرز دورها في برامج دعم التنمية الاقتصادية.. السفير لعرباوي:

الجزائر صانعة للسلم والأمن في إفريقيا

الجزائر صانعة للسلم والأمن في إفريقيا
مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة السفير نذير العرباوي
  • القراءات: 446
 أسامة. ع أسامة. ع

الرئيس تبون طالب الأمم المتحدة باعتماد نموذج جديد لعمليات السلام

الجزائر حاضنة لمؤسسات هامة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة

أبرز مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة السفير نذير العرباوي، إسهامات الجزائر في بناء القدرات في إفريقيا إيمانا منها بالأهمية البالغة التي تكتسيها برامج دعم وبناء القدرات في تحقيق السلم والأمن والتنمية الاقتصادية في القارة الإفريقية. وأشار السفير العرباوي في مداخلته أمام مجلس الأمن الإثنين، خلال النقاش حول موضوع السلام والأمن في إفريقيا لاسيما في مجال بناء القدرات من أجل سلام مستدام بأن الجزائر لم تتردد في صياغة رؤية مستقبلية متعددة الأبعاد، تتناغم مع محيطها الجغرافي، وتعتمد أساسا على مشاريع هيكلية وعلى برامج تقاسم الخبرات والممارسات الفضلى في شتى المجالات مع دول الاتحاد الإفريقي الشقيقة.

وأشار في هذا الصدد، بأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، سبق وأن تولى المهمة السامية في تنسيق جهود الإتحاد الإفريقي حول الوقاية ومكافحة الإرهاب، كللت باعتماد التقرير الذي تفضل الرئيس بتقديمه إلى نظرائه القادة الأفارقة، وذلك في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي المنعقدة بملابو في شهر ماي الماضي، والذي شدّد فيه على الحاجة الملحة للانتقال، في إطار التعاون مع الأمم المتحدة، إلى نموذج جديد لعمليات السلام ينسجم ويتلاءم مع متطلبات مكافحة الإرهاب في إفريقيا.

وأوضح مندوب الجزائر في معرض مداخلته بأنه في مجال السلم والأمن حرصت الجزائر على مشاركة دول الإتحاد الإفريقي تجربتها في مجال الوساطة والمصالحة الوطنية ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف، حيث تساهم في مرافقة عديد دول الاتحاد الإفريقي من خلال تنظيم ورشات تكوينية في هذه المجالات. وأشار العرباوي على سبيل التذكير، بأن الجزائر تحتضن مؤسسات إفريقية هامة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة كالمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، والآلية الإفريقية لتعاون الشرطة، ووحدة الاندماج والاتصال لدول الساحل، حيث تسهر الجزائر على تعزيز علاقاتها مع هذه المؤسسات لاسيما في مجال بناء القدرات.

كما أضاف مندوب الجزائر بأنه في مجال التنمية الاقتصادية وبصفتها عضوا مؤسسا للنيباد، لم تدخر الجزائر جهداً في تحقيق الرؤية الاستشرافية القارية من خلال إعطاء انطلاقة متجددة لمشاريع هيكلية ضخمة تعود بالفائدة على دول القارة لاسيما في المجال الطاقوي ومشروع الطريق العابر للصحراء وتسعى إلى تسريع إنجاز مشروع وصلة الألياف البصرية المحورية العابرة للصحراء الجزائر-ابوجا، الذي يهدف إلى تطوير الاقتصاد الرقمي الإقليمي، حيث استكملت الجزائر أشغال الجزء الذي يخصها من الألياف البصرية على مسافة 2548 كم.

 وشدد العرباوي على أن موضوع بناء القدرات في إفريقيا، يشكل أهمية كبيرة يتعين معالجته بجدية، كونه يمثل حجر الزاوية في مجمل الجهود الدولية الرامية لحل الأزمات أو التصدي لها، خاصة في قارتنا الإفريقية. إن النزاعات والصراعات بالإضافة إلى التهديدات متعددة الأبعاد التي تواجه القارة، تجعل من تعبئة الجهود الجماعية وبناء القدرات، أولوية إستراتيجية،ً وأداة محورية وضرورية لمواجهة حجم التحديات وتعقيداتها من أجل صنع السلام في إفريقيا.

وعلى ضوء الورقة المفاهمية والأسئلة التوجيهية التي يطرحها موضوع بناء القدرات في إفريقيا، أشار العرباوي إلى أن التحديات المتصاعدة تستدعي، أكثر من أي وقت مضى، تضافر المزيد من الجهود وتوفير الدعم المناسب في مجال بناء القدرات لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات المتعددة الأوجه والأبعاد التي تتطلب نهجًا شاملاً يقوم على بُعد التنمية المستدامة.

وأضاف بالقول إن دعم قدرات دول الاتحاد الإفريقي في معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات والأزمات، يندرج ضمن الأولويات الملحة، خاصة من خلال تعزيز البنية الاقتصادية وترقية أساليب الحكم الراشد مع إشراك جميع الفاعلين لاسيما المجتمع المدني، والمرأة والشباب. ومن أجل ضمان هذا المسعى يستوجب تبني خارطة طريق طموحة تجد سبيلها للتطبيق الفعلي، بحسب سفير الجزائر وتعتمد على مشاريع وبرامج تكوينية موجهة خصيصاً لتحقيق، في الآجال المسطرة، الأهداف المشتركة بين أجندة الأمم المتحدة2030 وأجندة الاتحاد الإفريقي 2063. وهذا لن يتأتى إلا من خلال تسخير الموارد اللازمة.

 وأضاف ممثل الجزائر، إن الترجمة الفعلية لأهداف الإطار المشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لتعزيز الشراكة في السلم والأمن على أرض الواقع، يعد من أنجع السبل لتعزيز دور الأمم المتحدة في دعم قدرات دول الاتحاد الإفريقي. حيث وفر هذا الإطار المشترك حزمة من الأدوات والآليات، التي تندرج ضمن بناء قدرات دول الإتحاد الإفريقي، والتي يتعين على كل الأطراف المانحة لبرامج تعزيز القدرات الاستناد عليها، كوثيقة مرجعية، والعمل سويا على تكييفها، كلما استلزم الأمر، للاستجابة لحاجيات الدول المستفيدة.

 وأكد لعرباوي على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التحديات الأمنية التي تهدّد القارة الإفريقية، فإن تعزيز التعاون بين مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، أمر بالغ الأهمية، خاصة من خلال بلورة فهم مشترك وحلول مواتية لهذه التحديات. كما يمثل إشراك المنظمات دون الإقليمية للاتحاد الإفريقي في جهود الوقاية ومنع نشوب النزاعات وتسويتها، ضرورة قصوى، نظرا ًلدورها الفعال في جهود المساعي الحميدة والوساطة بالإضافة إلى خبرتها وميزتها النسبية في معرفتها الميدانية.

 كما توقف عند ضرورة تنويع برامج التعاون لدعم قدرات دول الاتحاد الإفريقي وخضوعه للمراجعة المستمرة لمواجهة الطبيعة الجديدة المتزايدة للتهديدات مثل الجرائم الإلكترونية واستخدام التقنيات الجديدة من قبل الجماعات الإجرامية والإرهابية، يفتح آفاقا طموحة في سبيل استتباب الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلا أن مراعاة خصوصيات وحاجيات وأولويات كل دولة واحترام سيادتها في وضع برامج بناء القدرات وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، يبقى شرطا أساسيا لبلوغ الأهداف المنشودة.