رئيس الحكومة الإسباني عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية:

الجزائر شريك استراتيجي مهم جدا لإسبانيا ولأوروبا

الجزائر شريك استراتيجي مهم جدا لإسبانيا ولأوروبا
رئيس الحكومة الإسباني عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية:
  • القراءات: 644
ق. س ق. س

أكد رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، أن الجزائر تعد "شريكا استراتيجيا مهما جدا بالنسبة لإسبانيا وأوروبا"، بالنظر إلى دورها "المحوري والهام جدا والأساسي في المحافظة على استقرار منطقتي المغرب العربي والساحل بما يجعلنا نعزز تعاوننا في هذا الإطار".

وقال سانشيز، بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية، "أشكر الرئيس تبون، على الاستقبال رغم القيود التي يفرضها وباء كوفيد-19، والذي كان فرصة لبحث تعميق التعاون بيننا لمواجهة هذه الجائحة" وكذا تعميق العلاقات المتميزة التي تربط بلدينا.

التزام الجزائر بتسوية أزمات المنطقة

وأضاف أن حكومة بلاده لمست بخصوص الدور الإقليمي للجزائر وتحديدا في ليبيا والساحل "التزامها بإيجاد تسوية لهذه الأزمات، وكذا إيجاد حلول للأزمات المجمدة منذ عدة سنوات والتي تعاني من أضرارها شعوب المنطقة".

وأوضح المسؤول الإسباني، أن زيارته إلى الجزائر كانت مناسبة للبلدين للتعبير عن "رغبتهما في عقد اللقاء رفيع المستوى بين البلدين سنة 2021، تأكيدا على جودة العلاقات الثنائية"، معتبرا زيارته بـ "خطوة أولى ستتواصل من خلال اللقاء رفيع المستوى الذي سيعقد بإسبانيا"، في ظل وجود "عدد كبير من مجالات التعاون التي يمكن التباحث بشأنها، ليس فقط  في مجال الطاقة والتجارة ولكن أيضا في مجال الأمن والداخلية وبشكل خاص التعاون في مكافحة تدفقات الهجرة".

وأكد السيد سانشيز، في هذا الشأن  أن الحكومتين "مصممتان على مواجهة مشكل الهجرة الذي قال إنه يشكل تحديا للبلدان المستقبلة وأيضا لبلدان العبور"، حيث كشف عن "عدة مقاربات لمواجهة هذا المشكل بعيدا عن المقاربة الأمنية،  والأخذ بدلا عن ذلك بخيار مساعدة وتشجيع بلدان المصدر على احتواء الظاهرة عبر مشاريع تنموية توفر فرص عمل لشباب هذه البلدان تجعلهم يعدلون عن فكرة الهجرة"، حتى نتفادى تسجيل أعداد أخرى من الأموات في البحر الأبيض المتوسط".

وأبرز رئيس الحكومة الإسباني، في سياق ذي صلة "أهمية" مذكرة التفاهم  الموقعة بين البلدين والتي تعنى بالبيئة ودعم التنمية في الأرياف، بقناعة أن "تغير المناخ ومواجهته سيكون أيضا مجالا لتعاون البلدين".

كما تطرق إلى اللقاء الذي جمع صباح  الخميس، رجال الأعمال في البلدين، حيث سمح بإبراز المشاريع المشتركة التي" نعمل عليها من بينها كابل الألياف البصرية الذي تم مده بين البلدين قبل سنة، ومشاريع الاستثمار في حوض الحمراء" دون أن يخفي رغبة بلاده في "التركيز على مجالات تعاون جديدة كالطاقات المتجددة والصناعات الغذائية ودعم وتشجيع الشركات الناشئة".

ووصف المسؤول الإسباني الجزائر بـ "الشريك المهم جدا لإسبانيا، بدليل وجود 550 شركة إسبانية تعمل بالشراكة مع نظيراتها الجزائرية بما يعود بالمنفعة على البلدين من خلال خلق الثروة وفرص العمل".

مناخ الأعمال في الجزائر "مشجع"

وأوضح سانشيز، بخصوص مناخ الأعمال في الجزائر بأنه "إيجابي جدا ومشجع"، بدليل حجم وعدد الشركات الإسبانية التي رافقته خلال هذه الزيارة، إلى جانب إبداء شركات إسبانية " اهتماما كبيرا للاستثمار في الجزائر وبعضها موجود منذ 50 سنة وجنت ثمارا عادت بالنفع على البلدين".

وقال رئيس الحكومة الإسباني، إن تعديل القاعدة 51/49 من شأنه تشجيع الاستثمارات الأجنبية في الجزائر، مبرزا وجود فرص لتنويع الاستثمارات خاصة في قطاعات الطاقات المتجددة والصناعة الغذائية ومكاتب الاستشارات.

وبشأن وباء كورونا الذي كان له الأثر السلبي على الاقتصاد الاسباني، يرى سانشيز، أن هذه الجائحة قد تمثل "فرصة لتعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات المترتبة عن هذا الوباء وتعزيز العلاقات بين البلدين".

وحضر لقاء رئيس الجمهورية برئيس الحكومة الإسباني، وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، ومدير الديوان برئاسة الجمهورية نور الدين بغداد دايج.

وتحادث الوزير الأول عبد العزيز جراد، مع نظيره الإسباني بفندق الأوراسي، على هامش حفل افتتاح أشغال المنتدى الجزائري ـ الإسباني، حيث وقعا بالأحرف الأولى على مذكرة تعاون  تخص مجال البيئة والتنمية المستدامة بين البلدين.

وترحم بيدرو سانشيز، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة، حيث وضع اكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري لشهداء الثورة التحريرية ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواحهم الطاهرة، حيث كان مرفوقا بوزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود.

فتح مركز ثقافي إسباني ثالث في الجزائر

واستغل رئيس الحكومة الإسباني، تواجده بالجزائر للقيام بزيارة للمغارة التي لجأ إليها الكاتب الإسباني الشهير سيرفانتيس، بحي الحامة بالعاصمة، والتي مازالت تحمل اسمه حيث كان مرفوقا بوزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، والشؤون الخارجية صبري بوقدوم، والداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود.

وقدم عالم الآثار والمؤرخ عبد الرحمان خليفة، للمسؤول الإسباني والوفد المرافق له شروحات حول المغارة وتاريخ هذا المكان الذي كان بمثابة ملجأ للكاتب ميغيل دي سيرفانتيس. وأكد رئيس الحكومة الإسباني في تصريح للصحافة أن "الفنانين والمبدعين والأدباء ينتمون للأرض التي ترعرعوا و كبروا فيها"، مضيفا أن جزءا من حياة الكاتب مرتبط بالجزائر.

كما أوضح أن اسبانيا والجزائر "تعملان منذ سنوات طويلة على تجسيد مؤلف يتناول حياة والمسار الذي سلكه الكاتب الإسباني"، قائلا في هذا الاطار "نعمل أيضا على تحقيق "درب سيرفانتيس" و هو مشروع جزائري ـ إسباني حول المسار السياحي بالتنسيق مع ولاية الجزائر، ومعهد سيرفانتيس الذي يجسد تمازج ثقافتي البلدين".

وكشف رئيس الحكومة الاسباني، عن "فتح قريبا مركز ثقافي اسباني ثالث في الجزائر تابع لمعهد سيرفانتيس" ضمن مشروع يضاف للأقسام الجامعية السبعة لتعليم اللغة والأدب الإسباني الموجودة بالجزائر، تعميقا لـ«التقارب" الثقافي الجزائري ـ الإسباني بقناعة "العمل على تحقيق جوانب الصداقة والتوافق والسلم والاستقرار التي يجب أن تسود بين  بلدان حوض المتوسط".