بلعريبي أكد أنها تشهد ديناميكية قوية في البناء والأشغال العمومية
الجزائر جعلت الحصول على سكن أولوية مطلقة

- 144

❊ مدير عام "شلتر إفريقيا": الجزائر مرجع إفريقي في بناء السكنات الاجتماعية
❊ الجزائر منحت التعاون الإفريقي الأسبقية في سياساتها الخارجية
❊ مشروع استراتيجي لإنجاز 47 قطبا حضريا عبر 58 ولاية
❊ الجزائر تراهن على البنى التحتية بإطلاق مشاريع استراتيجية كبرى
❊ توزيع مليون و700 ألف مسكن بمختلف الصيغ خلال 4 سنوات
❊ الجزائر انتقلت من بلد مستورد إلى مصدّر لمواد البناء
❊ قطاع البناء والأشغال العمومية يساهم بـ 9.12 بالمائة في النّاتج الداخلي
أكد وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي، أن الديناميكية القوية في قطاع البناء والأشغال العمومية مدعومة بتطور إنتاج مواد البناء الوطنية وتحقيق الاكتفاء والتوجه نحو التصدير، مكّنت من رفع مساهمة القطاع إلى نحو 9،12 بالمائة من النّاتج الداخلي الخام، ما جعل الجزائر تنتقل من بلد مستورد لمواد البناء إلى منتج ومصدّر لها في فترة وجيزة، مشيرا إلى أن الجزائر جعلت الحصول على السكن أولوية مطلقة.
أوضح بلعريبي، خلال افتتاح أشغال الجمعية العامة السنوية 44 لبنك التنمية "شلتر ـ إفريقيا" أمس، بحضور عدد من الوزراء في الحكومة وممثلي هيئات إفريقية بفندق الأوراسي في الجزائر، أن الجزائر تمكنت في ظرف قياسي من التحوّل من بلد مستورد لمواد البناء إلى بلد منتج ومصدّر لها، بفضل رؤية استراتيجية واضحة وإرادة قوية في تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار إلى أن إنتاج الجزائر من الإسمنت بلغ نحو 42 مليون طن سنويا، إلى جانب 7 ملايين طن من حديد الخرسانة وما يقارب 280 مليون متر مربع من الخزف، فضلا عن إنتاج 40 مليون طن من الأجر وهي أرقام التي تعكس ـ كما قال الوزير ـ قدرة صناعية معتبرة وخطوط إنتاج حديثة قادرة على تلبية احتياجات السوق الوطنية، وعلى تموين المشاريع الكبرى في البلدان الإفريقية الشقيقة.
وذكر بلعريبي، أن الجزائر استطاعت خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2024، بفضل توجيهات السلطات العليا للبلاد، أن توزع ما يقارب مليون و700 ألف وحدة سكنية بمختلف الصيغ، جرى تمويلها بالكامل من موارد الخزينة العمومية، موضحا أن جميع هذه الإنجازات جسدت بخبرات جزائرية بفضل منظومة متكاملة من الكفاءات والمؤسسات الوطنية، مشيرا إلى أن قطاع السكن يزخر بنحو 19.000 مؤسسة انجاز مؤهلة ومصنّفة، ويمتلك طاقة بشرية هندسية متميّزة تضم حوالي 9.500 مهندس معماري معتمد، فضلا عن مكاتب دراسات عمومية متعددة الاختصاصات ذات خبرة معتبرة، إلى جانب أكثر من 11.000 مرق عقاري معتمد و3.000 مهندس مدني معتمد.
وفي السياق توقف الوزير، عند تعهدات رئيس الجمهورية بالتزام الدولة بإنجاز مليوني وحدة سكنية جديدة عبر كافة ربوع الوطن خلال هذه الفتر ة الممتدة من 2025 إلى 2029، بما يشكل امتدادا لما تحقق في السنوات الماضية، مشيرا إلى أنها جعلت الحصول على السكن أولوية مطلقة إدراكا منها بأن توفير إطار عيش كريم ولائق يعد حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي، وترسيخ الكرامة الإنسانية وتعزيز روح الانتماء لدى المواطن.
وفي هذا السياق ـ يقول بلعريبي ـ جاء التفكير في انجاز 47 قطبا حضريا موزعا عبر مختلف الولايات، كمشروع استراتيجي يرمي إلى إنشاء مدن عصرية حديثة تدار وفق فكر عمراني جديد يستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة ويراعي الطابع الاجتماعي والثقافي للجزائر.
وأكد بالمناسبة التزام الجزائر الدائم نحو البعد الإفريقي، من خلال تعزيز التعاون لتجسيد التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الجزائر راهنت على البنى التحتية عبر إطلاق مشاريع استراتيجية كبرى من بينها طريق الوحدة الإفريقية الممتد على مسافة 10 ألاف كلم والذي يربط 6 دول استكمل منه أكثر من 2700 كلم، وطريق تندوف ـ الزويرات مع موريتانيا بطول 760 كلم.
وأشار بلعريبي، إلى أن الجزائر التزمت عبر مختلف المراحل بترجمة هذه الرؤية إلى مشاريع ملموسة تكرّس التكامل الإفريقي. بالإضافة إلى تطوير شبكات النّقل البري والجوي لتسهيل حركة الأفراد والسلع لتعزيز المبادلات التجارية بين دول القارة.
وأضاف الوزير، أن الجزائر خصصت غلافا ماليا لفائدة الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي، من أجل التضامن والتنمية لتمويل مشاريع تنموية في القارة ذات الطابع الاندماجي للمساهمة في التنمية المستدامة، مؤكدا أن الجزائر جعلت من التعاون الإفريقي إحدى أولويات سياستها الخارجية.
الجزائر مثال يحتذى به في مجال السكن بإفريقيا
من جهته أوضح المدير العام لـ«شلتر إفريقيا" ثيرنو حبيب هان، أن إنجازات الجزائر في قطاع السكن والتزامها في مجال السكن الاجتماعي أصبح يشكل "مرجعا إفريقيا"، حيث باتت نموذجا يحتذى به، مؤكدا على أهمية تعزيز التعاون الإفريقي في مجال السكن لتجسيد السيادة المالية التي تعد شرطا لتجسيد التنمية المستدامة. وذكر المتحدث، بأن "شلتر إفريقيا" طورت أدوات تمويل لدعم السكن وتطوير وسائل وأدوات البناء الملائمة والتصاميم الهندسية عن طريق توسيع الاستشارة لرفع كافة الحواجز وتعميق الحوار بين الدول الأعضاء.
تعزيز السيادة المالية لتجسيد التنمية المستدامة
وهو الطرح الذي دعمه المتدخلون من مختلف الدول الإفريقية خلال النّدوة من بينهم رئيسة مجلس إدارة الجمعية العامة لـ«شلتر إفريقيا" والرئيس النيجري السابق محمادو ايسوفو، وكذا وزير السكن الروندي اللذان بعثا بتسجيلي فيديو للنّدوة، حيث أجمعوا على ضرورة دعم هذه الهيئة ومنحها وسائل النّجاح من أجل الرفع من رأسمالها للاستثمار في السيادة المالية قصد مواجهة المخاطر في حال انكماش الاقتصاد العالمي، وارتفاع نسب التضخم بسبب زيادة التعريفات الجمركية وغيرها من المخاطر، ملحين على ضرورة إيجاد أحسن الحلول لهذه السيادة بمشاركة الحكومات لمواجهة الصعوبات التي قد تنجم عن تضاعف طلبات السكن.