قال إن زيارة الرئيس الصومالي لها دلالات سياسية مهمة.. موقع "أفروبوليسي":
الجزائر تملك ثقلا استراتيجيا في إفريقيا والعالم العربي
- 113
حنان. ح
أكد الأكاديمي والباحث في الشأن الإفريقي، عبد القادر غولني، أن الجزائر ينظر إليها في الوعي السياسي الصومالي كدولة ذات مواقف متوازنة ومستقلة، تجمع بين الثقل الإفريقي والانتماء العربي، مما يجعلها شريكا طبيعيا في جهود الصومال، لترسيخ حضوره في هذين الفضاءين، مشيرا إلى أن المقاربة الجزائرية في دعم الصومال تميزت بـ"المرونة والواقعية".
تطرق المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات "أفروبوليسي"، إلى الزيارة الأخيرة للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الى الجزائر، الأولى من نوعها منذ عقود، من خلال مقال كتبه الباحث غولني، بعنوان “الدبلوماسية الصومالية في طور التحوّل الهادئ.. قراءة في دلالات زيارة الرئيس حسن شيخ محمود إلى الجزائر”، حيث قال إنها تحمل "رمزية سياسية مهمة"، كونها أعقبت إعادة افتتاح السفارة الصومالية في الجزائر، التي وصفها بـ«أبرز الفاعلين في إفريقيا والعالم العربي”. واعتبر المقال الذي نشر أول أمس، الزيارة، جزءا من إعادة التموضع الدبلوماسي للصومال، وقال "تكتسب زيارة الرئيس الصومالي إلى الجزائر بعدا رمزيا عميقا يتجاوز الطابع البروتوكولي. فهي تعبر عن إدراك متزايد لدى جل النخب السياسية الصومالية، إن لم يكن كلها، لأهمية تنويع الشراكات السياسية والاقتصادية، والابتعاد عن منطق المحاور الضيقة، لاسيما مع الدول التي تمتلك "ثقلا استراتيجيا في إفريقيا والعالم العربي".
واعتبر الكاتب أنه “من غير الممكن فهم دلالات زيارة الرئيس الصومالي إلى الجزائر بمعزل عن الخلفية التاريخية العميقة التي تربط البلدين، والتي تأسست على مبادئ التضامن الإفريقي والعربي، والدعم المتبادل لقضايا التحرر والاستقلال"، لافتا إلى أن الدور الجزائري في دعم الصومال اتسم دوما بالاتزان والاستقلالية، بعيدا عن حسابات الاستقطاب أو المصالح الضيقة. كما أكد أن الجزائر برزت كداعم ثابت لمؤسسات الدولة الصومالية، عبر تحركات دبلوماسية هادئة وفاعلة، ساهمت في تعزيز الحضور السياسي والدبلوماسي للصومال إقليميا ودوليا، حيث تبنت مبادرات عملية، أبرزها دعم البعثات الدبلوماسية الصومالية العاملة في إطار الدول العربية والحرص على تعزيز التمثيل العربي في الصومال ودعم جهود إعادة اندماج مقديشو في المنظمات الإقليمية.
ونتيجة لهذا التراكم التاريخي من المواقف والدعم المتوازن، يضيف غولني، "حظيت الجزائر بثقة الصوماليين، “حكومة وشعبا"، باعتبارها دولة "ذات مصداقية سياسية وموقف دبلوماسي معتدل"، ما يفسر حرص القيادة الصومالية على إحياء وتطوير العلاقات الثنائية معها في إطار سياسة الانفتاح الجديدة، بعد سنوات من العزلة والانكفاء الذاتي بسبب الأزمات الداخلية. وأضاف أن "اليوم تجدد الجزائر استعدادها لدعم الصومال، سواء عبر تعزيز قدرات القوات النظامية في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف، أو من خلال دعم الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن البحري ومواجهة القرصنة، بما يسهم في استقرار الصومال، والمنطقة بأكملها".