قال إنها ستكون عاصمة إفريقيا خلال معرض التجارة البينية الإفريقية.. سيني لـ"المساء":

الجزائر تلعب دورا محوريا وقادرة على الظّفر بصفقات هامة

الجزائر تلعب دورا محوريا وقادرة على الظّفر بصفقات هامة
  • 195
حنان حيمر حنان حيمر

قال الخبير الاقتصادي نزيم سيني، إن الجزائر ستتحوّل إلى "عاصمة إفريقيا" بمناسبة تنظيم المعرض التجاري البيني الإفريقي، متوقعا أن تفتك عددا هاما من الصفقات خلال هذا الموعد الاقتصادي، بفضل توفرها على قدرات وثروات هامة تسمح لها بأن تكون قاطرة النّمو في القارة.

أبرز الخبير سيني، في تصريح لـ"المساء" أهمية الحدث الاقتصادي الإفريقي الذي ستحتضنه الجزائر العاصمة بين 4 و10 سبتمبر المقبل، معربا عن اقتناعه بأنه سيشكل جسرا لتعزيز التعاون "البين إفريقي" وسيسمح خصوصا بإدماج اقتصاديات القارة في الاقتصاد العالمي، لاسيما وأنها تبدو أحيانا جد بعيدة عن رهانات العولمة، بل وبعيدة عن خطط إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي.

واعتبر سيني، هذا الحدث تظاهرة تجارية واقتصادية ضخمة تجمع عشرات البلدان الإفريقية وبالأخص مئات المتعاملين الاقتصاديين العموميين والخواص الأفارقة في مجالات الصناعة والتكنولوجيات الحديثة والخدمات وكذا الطاقات المتجددة، مؤكدا أن الهدف الرئيس من هذا الموعد القاري هو استكشاف وتحديد قدرات النّمو وفرص الأعمال داخل الاقتصاد الإفريقي، بما يمكن من ترقيتها وخلق ثروة وقيمة مضافة ومناصب شغل، وكذا جلب استثمارات أجنبية مباشرة نحو قطاعات صناعية ذات قيمة مضافة عالية. 

لكن أهم من ذلك ـ كما يرى سيني ـ تعد التظاهرة موعدا هاما لا يمكن تفويته لأنه يتيح لأصحاب القرار بممارسة اليقظة التكنولوجية والاستراتيجية والنّظر فيما يحدث في باقي البلدان، وكذا المزايا التي تتيحها بلادنا التي تلعب دورا محوريا بل تعد "قاطرة ومحركا اقتصاديا في إفريقيا" ـ كما قال ـ مذكّرا بأنها تعد ثالث اقتصاد على مستوى القارة بعد جنوب إفريقيا ومصر، وهذا يبين ـ حسبه ـ أن هناك "قوة وديناميكية اقتصادية للنّسيج المنتج في الجزائر، الذي يثير الاهتمام وبإمكانه أن يستفيد من حصص في سوق التصدير لاسيما في منطقتي غرب إفريقيا والساحل". 

من هذا المنطلق وصف الخبير، المعرض التجاري الإفريقي البيني بـ"الحدث الجد هام" آملا أن يكون مولّدا لصفقات بملايير الدولارات وتوقيع عشرات الاتفاقيات والعقود الهامة التي ستسمح بإعطاء ديناميكية أكبر لاقتصادات دول القارة الإفريقية.

وفيما يتعلق بالإعلان عن توقع عقد صفقات بـقيمة 44 مليار دولار كهدف استثماري ينتظر أن تحققه التظاهرة، لم يتردد الخبير سيني، في القول بأن للجزائر حظوظا كبيرة للظّفر بجزء معتبر من هذه الصفقات وأخذ حصة هامة من العقود، مرجعا ذلك لعوامل موضوعية من أبرزها كون الجزائر تزخر بثروات وقدرات هائلة في شتى الميادين خاصا بالذكر قطاع الفلاحة الذي يشهد تطورا وتنوّعا ونموا غير مسبوق، وقطاع الطاقة الذي جعل الجزائر قوة قارية، وكذا الصناعات نصف المصنّعة والصناعات التحويلية وكذلك الخدمات التي تعد ـ كما أضاف ـ قطاعا واعدا من حيث المكاسب الإنتاجية.

ولاحظ محدثنا، في هذا الإطار أن مبلغ 44 مليار دولار لا يمثل سوى جزء صغيرا من النّاتج الداخلي الخام للقارة، لهذا أعرب عن يقينه بأن الحدث سيبرز أن الجزائر هي "محور جاذبية للاقتصاد الإفريقي"، مشيرا إلى أن الأهم ليس المبلغ الذي سيتم التوقيع عليه وإنما عدد المشاريع التي سيتم تجسيدها ميدانيا، كما اعتبر الخبير سيني، المعرض فرصة للمؤسسات الجزائرية بكل أنواعها سواء النّاشئة أو الصغيرة والمتوسطة وحتى المجمعات الكبرى، لاختبار وتبيان قدراتها على التموقع في الخارج والتصدير نحو الأسواق الإفريقية، وكذا جذب شراكات مثمرة ومفيدة تتيح لها التطور والنّمو.