عقيدتها الدبلوماسية تلقي بظلالها على ندوة مسار وهران

الجزائر تقنع الأفارقة بتبني حلولهم لصد التدخلات الأجنبية

الجزائر تقنع الأفارقة بتبني حلولهم لصد التدخلات الأجنبية
  • 123
م. خ م. خ

شكلت الندوة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا (مسار وهران) التي اختتمت، أول أمس،  بالجزائر، مناسبة لتجديد الدور المحوري للجزائر في تقوية الأمن والاستقرار في القارة السمراء، فضلا عن التزامها بإعلاء الصوت الإفريقي عبر المحافل الدولية، حيث أشاد الأفارقة المشاركون بمواقفها الداعمة للقضايا القارة على مستوى مجلس الأمن، باعتبارها عضوا غير دائم في هذا المحفل الأممي .

بقدر ما أبرز اجتماع الجزائر التعقيدات الخطيرة التي تعاني منها القارة على ضوء التجاذبات الدولية الخطيرة، فضلا عن انتشار بؤر التوتر عبر ربوع القارة وعودة التغييرات غير الدستورية والتدخلات الأجنبية، بقدر ما فرضت العقيدة الدبلوماسية للجزائر نفسها في نقاشات الندوة، فيما يتعلق بتبني الحلول  السلمية الإفريقية بعيدا عن العنف والخيارات العسكرية.

فقد سار المشاركون على نفس نهج  رؤية الجزائر التي ترافع من  أجل إيجاد  الرؤية الإفريقية المشتركة من أجل التحرك على مسار إيجابي نحو التعامل مع القضايا العالقة، وفق مقاربة تركز على الجانب التنموي من أجل سد منافذ الإرهاب والجريمة المنظمة في المناطق التي تستفحل فيها هذه الآفات خاصة في الساحل .

وعليه ، فقد شكلت ندوة الجزائر محطة مهمة لإعادة مراجعة ما تم وما لم يتم وما يجب أن يتم في الفترة القادمة للتعامل مع هذه القضايا المعقدة، في ضوء الاهتمام الكبير الذي تحظى بها إفريقيا من قبل مختلف القوى المتنافسة من أجل الفوز بمراكز النفوذ ومن ثم التموقع وضمان المكانة الاقتصادية في قارة عذراء تزخر بالكثير من الثروات.

ورغم أن هذه المخاطر المحدقة ليست بالجديدة كون إفريقيا كانت محل إطماع القوى المتنافسة منذ زمن بعيد، إلا أن طبيعة الاستقطاب الحديث تثير الكثير من المخاوف على عديد الدول الإفريقية الهشة المهددة بغطاء استعماري حديث يستهدف بالدرجة الأولى المقدرات الاقتصادية للقارة في ظل الأزمات التي تعاني منها أوروبا.

وعليه، فإن مسألة الأمن قد حظيت بالكثير من الاهتمام في مرافعات الجزائر خلال القمم الإفريقية الماضية للاتحاد الإفريقي، باعتبارها الركيزة الأساسية لأي نهضة اقتصادية وتنموية، غير أن الظروف الراهنة تفرض مقاربة ضمن العمل الإفريقي المشترك، ووفق الدبلوماسية الاستباقية المؤثرة التي تراهن عليها الجزائر من أجل ضمان المصلحة الإفريقية في إطار الندية.

 ومن هذا المنطلق فإن ندوة الأمن والسلم في إفريقيا، قد ركزت في طبعتها 12 على تعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، من خلال تمكين الدول الإفريقية من إدارة أزماتها داخليا وتقليل التدخلات الخارجية، مع دعم آليات الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن لخلق استقرار مستدام وتحقيق التكامل الإقليمي، مع توحيد الصف الإفريقي وفق العقيدة  التي أرساها الآباء الأفارقة .