اجتماعا مجموعة 77 ومجموعة 20 بنيويورك
الجزائر تطالب بتمثيل عادل للدول النامية في المؤسّسات الدولية

- 99

❊ تحديد الآليات الفاعلة لاستحداث أطر تتماشى مع الرهانات العالمية
❊ عرض مقاربة الجزائر في تنسيق الجهود بين مجموعات التعاون الدولية
❊ مبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة في مجابهة تحديات تغير المناخ
❊ تدابير ملموسة تكفل انخراط البلدان النامية في الثورات التكنولوجية
❊ القيام بإصلاحات شاملة لمجلس الأمن الدولي ومؤسّسات "بريتون وودز"
❊ إشادة بالقيادة الحكيمة لجنوب إفريقيا لمجموعة 20 منذ توليها الرئاسة
شارك وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف، في عدة اجتماعات على هامش انعقاد الجمعية العامة الأممية، استعرض خلالها مقاربة الجزائر في مجال تنسيق الجهود بين مختلف مجموعات التعاون الدولية وتحديد الآليات الفاعلة لاستحداث أطر جديدة تتماشى مع الرهانات العالمية.
جدّد وزير الدولة، خلال اجتماع مجموعة 77 أول أمس بنيويورك، المطالبة بتكريس مبدأ التمثيل العادل للدول النامية في مختلف المؤسسات الدولية، مبرزا أن ميثاق الجزائر التأسيسي لعام 1964 لا يزال يشكل "نبراسا للتعاون والتنسيق" بين بلدان المجموعة.
وفي كلمته خلال اجتماع مجموعة 77، أشار عطاف، إلى أن التحديات الراهنة تفرض علينا تكثيف الجهود للدفع بأولويات الدول النامية، لاسيما تلك المتصلة بأربعة محاور وفي مقدمتها، ميدان التنمية المستدامة، مشدّدا على الموقف الموحد والمعبر عنه في مؤتمر الأمم المتحدة لتمويل التنمية، لاسيما في شقه المتعلق بالحاجة الملحة إلى إرساء التزامات دولية أكثر إنصافا وأكثر فعالية.
وفيما يتعلق بإصلاح منظومة الحوكمة العالمية، شدّد وزير الدولة على ضرورة إعادة طرح المطالب الرامية لتكريس مبدأ التمثيل العادل للدول النامية في مختلف المؤسّسات الدولية، الاقتصادية منها والسياسية والنقدية والتجارية، فيما أكد بخصوص مجال البيئة على أهمية تركيز الجهود على "ترسيخ مبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة في مجابهة تحديات تغير المناخ، بحكم أن الدول النامية تظل الأقل مسؤولية عن هذه الظاهرة والأكثر تضررا من تداعياتها".
ولدى تطرّقه إلى ملف نقل التكنولوجيا والمعارف، أوضح عطاف "إننا مطالبون بالعمل على فرض اعتماد تدابير ملموسة تكفل انخراط البلدان النامية في الثورات المشهودة راهنا في ميادين الرقمنة والروبوتية والنانوتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وكذا الطاقات المتجددة، لاسيما وأن هذه الثورات ستعيد لا محالة تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي برمته".
وخلال الاجتماع الوزاري لمجموعة 20 جدّدت الجزائر على لسان وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، التأكيد على ضرورة القيام بإصلاحات شاملة لمجلس الأمن الدولي ومؤسّسات "بريتون وودز"، لإنهاء عقود من الظلم التاريخي المسلّط على القارة الإفريقية.
وذكر وزير الدولة بأن الجزائر تؤكد على ضرورة العمل سويا على صون ما يمكن اعتباره عن حق الإرث الأقدس والأثمن للبشرية والذي يشمل على وجه الخصوص منظمة الأمم المتحدة ذاتها وكل ما تجسّده من مبادئ القانون الدولي والنظام متعدد الأطراف.
وأبرز في هذا الصدد أهمية "تزايد الوعي بالظلم والاختلالات التي تشوب نظام الحوكمة العالمي الحالي الذي يجب أن يقود إلى إصلاحات ملموسة، فلم يعد مقبولا أن تظل إفريقيا على هامش العالم وبات من الضروري القيان بإصلاحات شاملة لمجلس الأمن ومؤسسات "بريتون وودز" الثلاث، لإنهاء عقود من الظلم التاريخي المسلّط على القارة.
في هذا السياق، طالب وزير الدولة بضرورة تأمين وتعزيز المكانة المستحقة لإفريقيا في صياغة ملامح الاقتصاد العالمي المستقبلي وبذل كل الجهود الممكنة لضمان عدم تخلف إفريقيا عن ركب الثورات التحوّلية التي تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، لاسيما في المجالات الحيوية مثل الرقمنة والروبوتية وتكنولوجيا النانو والذكاء الاصطناعي والطاقات المتجددة. كما دعا إلى إشراك القارة الإفريقية في صياغة ملامح الاقتصاد العالمي المستقبلي، لاسيما من خلال بذل الجهود اللازمة بغية ضمان لحاق البلدان الإفريقية بركب الثورات التكنولوجية التي يعرفها العالم.
وأكد وزير الدولة أن "تزايد الوعي بالاختلالات التي تشوب نظام الحوكمة العالمي الحالي يجب أن يقود إلى إصلاحات ملموسة لمجلس الأمن ومؤسسات "بريتون وودز" تكفل إنهاء عقود من الظلم التاريخي المسلط على إفريقيا".
وكان وزير الدولة قد أشاد في كلمته بالقيادة الحكيمة التي أظهرتها جنوب إفريقيا منذ توليها الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين، مثلما نوّه بجهودها الدؤوبة في الدفع بالأولويات الاستراتيجية للقارة الإفريقية، خاصة وأن الرئاسة الجنوب إفريقية تأتي في أعقاب انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين.
وتأتي مشاركة الجزائر في هذا الاجتماع بدعوة خاصة من جمهورية جنوب إفريقيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين، كما يندرج في إطار التحضير لقمة مجموعة العشرين المقرّرة شهر نوفمبر المقبل بجوهانسبورغ وهي القمة التي ستشارك فيها الجزائر كضيف خاص.
من جهة أخرى، أجرى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أول أمس، في إطار مشاركته في أشغال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك محادثات ثنائية مع كل من وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الشؤون الخارجية والأوروبية لجمهورية كرواتيا، جوردان غرليتش رادمان، وزير خارجية كونفدرالية سويسرا إغنازيو كاسيس وكذا نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو.