اتفاقيات مرتقبة لتقوية التعاون الاقتصادي والاستثماري.. السفير براح:
الجزائر تشهد نهضة تنموية شاملة.. وعلاقتها بمصر نموذج للتضامن العربي
- 158
م. خ
أكد سفير الجزائر بالقاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية محمد سفيان براح أن الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة المصرية -الجزائرية المقررة في 26 من الشهر الجاري ستتوج بالتوقيع على حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، مضيفا أن هذه الدورة تمثل خطوة مهمة في مسار التعاون بين البلدين.
قال السفير براح في حوار مع جريدة "اليوم السابع" المصرية نشر أمس، أن الدورة ستسفر أيضا عن تنظيم منتدى لرجال الأعمال لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، مشيرا إلى أن هذه الخطوات تمثل مؤشرا عمليا على الإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وبعد أن أوضح أن العلاقات الثنائية لا تزال دون مستوى الطموحات ولا تعكس الإمكانيات الحقيقية للبلدين، كون حجم التبادل التجاري بينهما يبلغ مليار دولار فقط، أكد السفير تطلع الجزائر ومصر لتقوية العلاقات الثنائية بما يتناسب مع ثقل البلدين وما يجمعهما من أخوة.
وأشار براح إلى رهان البلدين لزيادة هذا الرقم ليصل إلى خمسة مليارات دولار سنويا، عبر توسيع مجالات الشراكة وإطلاق مشاريع مشتركة أكثر تنوّعا وعمقا، مؤكدا أنّ العلاقات المصرية-الجزائرية تتمتع بخصائص فريدة كونها تمتد جذورها العميقة في التاريخ، وتتشعب فروعها لتبلغ آفاقا واسعة، قائمة على أخوة متينة ورصيد طويل من النضال المشترك، فضلا عن كونها أصبحت نموذجا حيا للتضامن العربي والتعاون القائم على رؤى مشتركة.من جهة أخرى، قال سفير الجزائر إنّ الجزائر تشهد اليوم نهضة شاملة وقفزات تنموية ملموسة، كونها سجلت نموا اقتصاديا بلغ قرابة 4% خلال العام الماضي، فيما تجاوزت قيمة الصادرات غير البترولية حاجز 5 مليارات دولار في عام 2023.
وأوضح الدبلوماسي أن ما تحقق هو ثمرة رؤية واضحة، وضع أسسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لتحسين جودة الحياة وترسيخ التنمية المستدامة، مضيفا أن الاقتصاد الوطني واصل خلال السنوات الأخيرة في تحقيق نمو ثابت، مدفوعا بسياسات تنويع مصادر الدخل، وتوسيع القاعدة الصناعية، ودعم الصناعات التحويلية والطاقة المتجددة، وتشجيع الصادرات خارج قطاع المحروقات.
من جهة أخرى، قال براح إنّ احتفال الجزائر بذكرى ثورة التحرير ليست مجرد مناسبة عابرة ولا احتفالا يقتصر على رفع الرايات الوطنية، بل هو موعد متجدد مع الذاكرة الجماعية، ولحظة وفاء نستحضر فيها أمجاد الذين قدموا أرواحهم من أجل حرية الوطن، وأن روح نوفمبر ما زالت تمد الأجيال بقيم سامية ومبادئ راسخة.على الصعيد الدولي، أوضح السفير ثبات موقف الجزائر إزاء القضية الفلسطينية ودعمها الراسخ لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وتعود آخر زيارة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى مصر إلى شهر أكتوبر 2024، حيث أسهمت في الارتقاء بها نحو مجالات أوسع، مدفوعة بإرادة سياسية صادقة تعكس عمق الروابط الأخوية بين قيادتي البلدين.